لم يكتمل عام ونصف على قيام مكتبة سدير الوثائقية التي أسسها الأستاذ عبدالله بن محمد أبا بطين حتى أعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تأسيس المكتبة الوثائقية للمنطقة الشرقية بأهداف محددة وتوجه متخصص في مدن وقرى وهجر المنطقة الشرقية من وطننا الغالي. لم تفشل مكتبة سدير الوثائقية والكل شاهد على نجاحها. هذا الإعلان السريع قبل اكتمال تجربة المكتبة الأولى في سدير (محافظة المجمعة) جعلنا نتساءل عن سبب قيام هذه المكتبة، وهل فشل تجربة مكتبة سدير الوثائقية جعله يتجه إلى موقع آخر ينشئ فيه هذه المكتبة. وعن ما قد يتبادر للذهن عن فشل تجربة مكتبة سدير الوثائقية يقول أبا بطين: شهادتي عن مكتبة سدير الوثائقية كما يقال (مجروحة)، ولكن أترك التحدث عنها لغيري. يقول الأمير فيصل بن مشعل بن سعود (أمير منطقة القصيم): لقد سعدت بزيارة مكتبة سدير الوثائقية والاطلاع على ما تحتويه، ولقد أعجبت بما رأيت، وفق الله من قام على هذا العمل والتعب على إظهاره بهذا المظهر الممتاز سائلاً الله له مزيداً من العون والتوفيق. ويقول الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل (محافظ المجمعة): في هذه المكتبة الزاخرة وهذا المتحف الفريد عشنا وقتاً ممتعاً في ضيافة الأخ الكريم عبدالله البابطين، وأمتعنا ما شاهدنا فيه من آثار فريدة وكتب غنية تحتاج إلى وقت أطول للاستفادة مما يحويه من كنوز. ويقول الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى (وزير العدل السابق): سعدت بهذه الزيارة المميزة في محتوياتها وهذا التنظيم وكان لعبقه التاريخي وصف أميز ينطق بماضي تليد اضطلع بأحداثه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأثمن عالياً هذا الجهد المذكور والمشكور للقائمين عليه. ومكتبة سدير الوثائقية بدأت ب500 كتاب واليوم أكثر من ستين ألف كتاب خلال سنة واحدة، إذاً هناك - بإذن الله - مستقبل واعد لهذه المكتبة. نجاح مكتبة سدير جعلني أتوجه إلى الساحل الشرقي ويضيف أبا بطين: أما مكتبة المنطقة الشرقية الوثائقية لا أخفيك سراً أن النجاح الذي تحقق بفضل الله تم بالدعم المتناهي من الجهات الرسمية وغير الرسمية بشكل فاق التوقعات سواء لمكتبة سدير الوثائقية أو مكتبة المنطقة الشرقية الوثائقية شيء نعتز به وينسب الكرم لأهله. أقول لا أخفيك أن الرغبة والنجاح جعلاني أتجه للمنطقة الشرقية لأنها البلد التي عشت وعملت بها وهي غاليتي الثانية بعد روضة سدير ولأنني وجدتها (صيد غزالة) لا يسبقني بها كريم بما تنعم به هذه المنطقة من تاريخ وثقافة عريقة سواء في المناطق القديمة مثل الأحساء والقطيف أو المدن الحديثة مثل الدماموالخبر وبقية مدن الشرقية، ولا شك أن هناك صعوبة لا يدركها إلا من عمل بها وهي أن تكون المكتبة تخصصية بتاريخ المدن، ولندرة ما كتب عن كل مدينة أو قرية أو هجرة، وأطمئنك أننا من أول شهر من بداية العمل بإنشاء مكتبة المنطقة الشرقية الوثائقية تكون لدينا ما يزيد عن ثلاثة آلاف كتاب وخطتنا - بإذن الله - بعد إنشاء المبنى الخاص بالمكتبة والمتحف المصاحب لها أن تكون خلال خمس سنوات - بإذن الله - نصف مليون كتاب. توفيق الله وتجربتنا الطويلة والأبناء عوامل ساعدتنا في إدارة هذه المشروعات وحين قلنا لأبا بطين: مكتبة في سدير وأخرى في الشرقية إضافة إلى عملكم الخاص كيف تديرون الوقت، أجاب على هذا التساؤل: مسألة الوقت لإدارة مكتبتين أطمئن بارك الله فيك لأن تجربة ربع قرن في إدارة أصعب جهة حكومية مع وجود الخبرة العلمية في الإدارة والتخطيط والتنسيق وتصريف الأمور وبوجود محمد وأخوانه والعاملين معنا والمتعاونين خارج المكتبة أو الدافع الوطني الذي يجعلنا نأخذ من وقتنا (التجاري) لإدارة وفائدة وقتنا (الوطني) - بإذن الله - سوف تنجح، وها هي الظواهر كشعاع الصبح ينتشر ساعة بعد ساعة ولربما يومياً يصلنا دعم من الكتب أو الصحف أو خطابات الشكر والثناء. المكتبتان عينان في رأس ومكتبة سدير تحتاج عناية أكبر وعن نظرة المؤسس أبا بطين لهاتين المكتبتين أين يجد قلبه وأين التفاعل أكبر وأكثر، كان رده حاسماً وسريعاً: كلا المكتبتين غالية وكلاهما كالعينين في الرأس، ولكن مكتبة سدير الوثائقية تحتاج أن نبذل الجهد الأكثر نظراً لقلة ما كتب عنها، لذا تجدنا نضع الحوافز والمكآفات من أجل دعم المزيد من المراجع التاريخية لكل مدينة، أعرف أنكم -حفظكم الله- تريدون أن أتمثل بقول الشاعر: ولأن المنطقة الشرقية غنية بتاريخها لكنني وجدت أن هناك كنزاً من المعلومات من واجبنا أن ننفض غباره وإعادة تسجيله حتى لا يندثر وحسب قدراتنا وجهودنا ولربما يقوم بذلك غيرنا، المهم أننا أمام واجب وطني لا مفر من تحملنا مسئولية البحث عنه مهما كلفنا مادياً أو معنوياً. وكما تعلم لمنطقة الشرقية ومدينة الخبر (عروس الخليج العربي) لها تاريخ لأننا ومنذ نشأتها بها ومنذ كانت مدينة حالمة على شاطئ الخليج حتى أصبحت رمزاً وجمالاً لكافة مدن الشرقية، فهي وكما قال الشاعر: التعددية في الشرقية دافع للعمل وليست محبطة وعن التخوف الذي سقناه لأبا بطين عن أن الساحل الشرقي يختلف عن منطقة سدير من ناحية التعددية الثقافية والفكرية وأن هذا الجانب قد يكون محبطاً عن القيام بعمل المكتبة في بعض الجوانب، عن هذا الجانب كان أبا بطين مختلفاً تماماً مع هذه الوجهة نظر، ورد قائلاً: لا شك أن هذا دافع وحافز لإنشاء هذه المكتبة، فتعدد الثقافات والأفكار يعتبر معيناً يستغى منه الباحث والمطلع بشكل يتميز عن غيره بل إنه يدي الفكر ومجال لتوسع المدارك وينشر ظلاله من ظلال هذه القنوات الفكرية المتنوعة والمتميزة في عطائها، بل إنها قد تكون مجالاً للالتقاء الفكري والذي يصب في النهاية في مصلحة الانتماء الوطني والثقافي والتاريخي، ولأنني كل حياتي عشتها في المنطقة الشرقية وأتشرف أنني أمتلك من العلاقات الفكرية والإنسانية ما لا يملكه غيري، وقد يكون عملي السابق في الدولة بعد تقاعدي ومزاولتي التجارة سبباً في هذا التنوع وتكوين الصداقات والمعارف، وقد اتضح لي ذلك منذ أن طرحت فكرة إنشاء هذه المكتبة الوثائقية، وللحق أقول إننا في المنطقة الشرقية بتنوع وتعدد الثقافات أننا مثل من يغترف من النهر وفروعه حتى تكتمل الصورة الثقافية المتميزة عن غيرها. سعود بن نايف داعم لكل تميز في الشرقية وعن الدعم المرجو والمتوقع من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، يؤكد أبو محمد الأستاذ عبدالله أبا بطين أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية - حفظه الله - سوف يكون - بحول الله - دافعاً للمزيد من العطاء لهذه المكتبة وغيرها. نحن في البداية وهي مبشرة جداً بفضل الله وعن الخطوات التي تمت منذ قيام هذه المكتبة حتى الآن يقول أبا بطين خطاباتي لبعض المهتمين بالمنطقة الشرقية هي بالدرجة الأولى للإعلان عن إنشاء هذه المكتبة الوثائقية، تلي ذلك تكوين فريق عمل من مكتبنا للبحث في معظم مكتبات المنطقة الشرقية عن أي كتاب ألف عن تاريخ أي مدينة أو قرية أو هجرة، ولا نزال نبحث - وبحمد الله - استطعنا الحصول على بعض الكتب علماً أننا بدأنا في استقبال الكتب وأولهم سعادتكم والذي أهدى للمكتبة ما يزيد عن ألف كتاب، والنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية والرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي كانت تقوم بتأليف الكتب عن بعض مدن المنطقة الشرقية، وأحب أن أطمئنك أننا تلقينا العديد من الخطابات المؤيدة والمستبشرة بإنشاء مثل هذه المكتبة الخاصة سواء من جهات رسمية أو جهات خاصة ونحن طبعاً لا نزال في بداية الطريق وأمامنا مشوار طويل نرجو الله الكريم العون وتحقيق هدف خدمة هذا الوطن الغالي. مكتبتنا تخصصية ولا تعترض مع العمل الخيري العام وحين قلنا لأبا بطين لماذا لا تذهب هذه الجهود المادية والشخصية في عمل خيري يحتاجه المجتمع، لم يفت الأستاذ عبدالله أبا بطين أن يقول: صحيح أن المجتمع يحتاج للمشاريع الخيرية وقد يكون أكثر من احتياجه للكتاب ولكن كما تعلم أن مكتبة المنطقة الشرقية الوثائقية تخصصية بتاريخ وهوية كل مدينة وقرية وهجرة، وهذا التخصص جعلنا نشتري ونجمع المخطوطات والوثائق والكتب النادرة ونعرض بالأموال الطائلة من أجل الحفاظ عليها من التلف ولتصبح في متناول الباحث، ألا يكفي أن بعض تاريخ مدننا غير معروف إلا بالنقل التاريخي وليس المكتوب وأن ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي هو معلومات تحتاج لمزيد من الإضافات، نحن بعملنا هذا نحفظ هوية المدينة كما يحافظ الإنسان على هويته الشخصية. لكل مدينة في الوطن حق علينا ويضيف أبا بطين ويقول: يا أخي الفاضل مدننا لها بعد الله فضل كبير على ساكنيها وعلى من يولد فيها فهي الأم الثانية وهي يعقل أن يفرط الابن البار بواجب البر والصلة بمسقط رأسه الدنيا هكذا كل يسعى في إتجاه من أجل الوصول إلى هدف يخدم الإنسانية هل يعقل أن معظم مدننا وقرانا أحياناً نتخبط في تاريخ إنشائها والأقوام الذين عاشوا بها، كان بؤدي أن يؤسس جمعية أو إدارة تختص بتدوين تاريخ كل مدينة وأن تجمع كل ما كتب سابقاً ولاحقاً عن كل مدينة في بلادنا الغالية. والذي أرجوه أن تستمر الرئاسة العامة لرعاية الشباب في خطوتها المباركة بتأليف الكتب عن مدن بلادنا، وأن تكون نفقات تأليف هذه الكتب من اختصاص الجمعية تحت إشراف الرئاسة العامة للشباب أو وزارة الثقافة والإعلام وأن تكون التبرعات من رجال الأعمال في كل مدينة أو قرية أعتقد أننا - بإذن الله - سوف نسجل للتاريخ حدثاً مهماً يكتب بماء الذهب لأنه سوف يوجد الانتماء لدى كل شاب وشابة بمعرفة مدينته وقريته وهجرته، ولو شاء الله وأنشئت هذه الجمعية فأنا وأسرتي أول المتبرعين لها, لقد اكتظت مكاتبنا بالكتب العامة وبعض هذه المكاتب عطلت وهجرت علماً أن لدينا نوادي أدبية وثقافية لكنها تتجه لأنشطة أخرى . وغافلة عن هوية مدينتها. وأجزم أن الجريدة والتي تتصف بالوطنية العالية والمنهجية التي تهدف لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن جديرة بأن تطرح مثل هذا الاقتراح (هوية مدينتي). لم أنسق مع الأعمام وأبناء العم وفينا جينات ثقافية وجدنا أقدم مؤلف في سدير!! وحين قلنا إن هذا العمل يأتي في الإطار نفسه الذي يقوم به بعض أبناء أسرة أبا بطين في الرياض وسدير وبعض دول الخليج، فهل هناك ثمة تنسيق، يقول ضيفنا: اهتمام الأعمام محمد وعبداللطيف وعبدالعزيز ثم أنا بالمراكز الثقافية يعلم الله أنه لم يأت بالتنسيق فيما بيننا، وقد سبقني أعمامي بهذه المشاريع الوطنية والخليجية والعالمية ولا يمكن أن تقارن بين عملي وعملهم، وهناك أيضاً العم محمد بن عبدالله أبابطين بالرياض صاحب الندوات الشهرية. وقد تكون هذه عذراً (جينات) ورثناها عن أجدادنا لأنهم كانوا طلبة علم وقضاة ولدى أسرتنا من حملة الدكتوراه ما يزيد عن مائة رجل وامرأة، خلاف حملة الشهادات العلمية الأخرى، كما أن وجود صندوق لأسرتنا أنشئ قبل 35 سنة وكذلك جائزة للتفوق العلمي وقيام بعض أفراد الأسرة بتأليف الكتب الشرعية والثقافية والشعر والأدب، قد تكون المسألة وراثية أو عهود ومواثيق أسرية بأن نتجه إلى هذا المنهج الذي نرجو الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبله وأن ينفع به. وأحب أن أنوه أن جد الأسرة الشيخ العالم والقاضي عبدالرحمن بن عبدالله أبابطين كان من أقدم من ألف الكتاب في إقليم سدير ولأن ذلك قبل أربعمائة سنة. وهو كتاب (المجموع فيما هو كثير الوقوع) والذي كان يدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعمل له سبع رسائل لنيل درجة الماجستير.