ها هي تمسك أول هدية من حبيبها قارورة عطر.. حينما قال لها هذه الرائحة أهديها لأجمل وأروع وردة أهديها لك يا حبيبتي..كانت الفرحة تملأ قلبها إنها أول هدية وأغلى هدية من أحب الناس إلى قلبها إنها من الحبيب, كانت كلما فتحت الغطاء تشتم رائحة أنفاسه بها تشتم أجمل رائحة ليست من الورد، ولا من الفل ولا من الياسمين لا تدري كيف تصف رائحتها.. كلما تأخذ منها تنسى نفسها أين تكون.. فهي ترى نفسها بين الزهور تطير بلا أجنحة تحلّق بالفضاء الواسع ممسكة بالزجاجة بين يديها تضمها إلى صدرها تخفيها كي لا يراها أحد.. تحضنها مثل الأم الحنون, نعم إنها أول هدية من المحبوب, إذا نامت وضعتها تحت وسادتها كي تبقى رائحتها قريبة منها وإذا صحت تحتضنها إنها تخاف عليها.. فهي غالية الثمن لا يستطيع أحد أن يحضر مثلها أنها صنعت لها فقط. تتساءل: متى سيأتي المحبوب كي أتطيب منها.. كي يشتم أجمل ما قدمته يديه, كادت تصفها برائحته الأخاذة, تارة تحلم أنها بالفضاء, وتارة أخرى تحلم أنها بالبساتين وبين الزهور وهي تنشد وتقول, إنني أطير بين الزهور.... تقطف من هنا زهرة، ومن هناك وردة لتصنع منها جميع العطور. ولكنها تشعر بسحر محبوبها وأنفاسه تطوف فوق سبع بحور، وبينما هي تغني راقصة، وفرحتها تملأ كل مكان إذا بالقارورة تفلت من بين يديها لتسقط على الأرض وتنكسر.. حينها نظرت إليها بحزن كبير وهي تراها تنقسم إلى قطع صغيرة تتراشق في قلبها الصغير، والدمع سرعان ما ملأ عينيها؛ فتساقطت فوق الرائحة الذكية لتمتزج بها في ألم ووجع، ثم جاء حبيبها ورأى الدموع على خديها الناعم .. قالت له في انكسار كانكسار القارورة: لقد وقعت وانكسرت.. لكنه ابتسم لها.. ثم أخذها في حضنه وضمها إلى صدره بحنان قائلاً: - لا تقلقي سأحضر لك غيرها.. وأجمل منها..... يا زهرتي الغالية...