ستشهد بلادنا خلال السنوات القليلة القادمة تولي ريادة الأعمال والقيادة الإدارية والهندسية من جيل (رؤية السعودية 2030 (ومعه سوف تنطوي صفحة في العمل الإداري الحكومي كانت فيه السيادة المهنية لجيل الطفرة الاقتصادية الأولى الذي بدأ دخوله للوظيفة في أواخر السبعينات الميلادية التسعينات الهجرية وقد وصل الآن إلى أعتاب التقاعد، ستشهد معظم القطاعات الحكومية تولي جيل: الجامعات السعودية الحكومية (28) جامعة. الجامعات العشر والكليات الأهلية. جيل الابتعاث لأكثر من (150) ألف مبتعث إلى الجامعات العالمية. جيل كانت التنشئة التعليمية والتدريبية في المدن الإنتاجية المدن: الطبية والجامعية والصناعية. جيل شهد بلاده وهي تعيد بناء نفسها خلال الدورة الاقتصادية الثانية. هذا الجيل المتحفز والذي يملك روح التنافسية التي تعلمها في مقاعد الجامعات وفي اختبارات القياس والسنة التحضيرية وطموح الابتعاث والحرص على الالتحاق بجامعات الداخل في دراسة التخصصات الإستراتيجية التي يقبلها سوق العمل الحكومي والخاص، هذا الجيل الذي ولد من قاعات الجامعات والدراسات العليا سنجده خلال السنوات القليلة القادمة هو من يستلم زمام الريادة ويقود بلادنا إلى مرحلة واعدة، إلى مرحلة وثقافة إدارية ومهنية جديدة تختلف تماما عن تجربة جيل السبعينات الميلادية، هذا الجيل راهنت عليه رؤية السعودية 2030 التي جعلت من الموارد البشرية المحور الأساس الذي يقوم عليه مشروعها، التطويري والانتقال إلى زمن ما بعد النفط. تحولات لابد أن يقبلها المجتمع تحولات حضارية ومهنية وثقافية، قد تفوق كثيرا التحولات التي صاحبت طفرة السبعينات الميلادية لأنها تركز على التغير الثقافي، ففي الطفرة الأولى التحولات ركزت على النقلة السكانية، تحول المسكن من النمط الشعبي إلى مبان حديثة، وهجرة الجماعية من الريف والبادية إلى المدن، والانتقال من التخطيط العمراني العشوائي إلى مخططات الأحياء الحديثة، أما 2030 فهي مختلفة تماما عن الدورتين السابقتين لأن محورها الإنسان، لها موارد خام جديدة، وفكر اقتصادي يستثمر في الإنسان, وفي الطاقات الإنتاجية من حوله. التحول الوظيفي سيحدث بإذن الله لأنه حركة الأجيال وإذا توافقت معه الرؤية 2030 فإنه التقاء مبارك نجحت القيادة في استثماره وتوظيفه لمرحلة جديدة في حياة بلادنا.