انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الزواج من امرأة ثانية بالمجتمع العربي ويرجع ذلك إلى أسباب عديدة تجعل الزوج يقدم على هذه الخطوة، منها إهمال الزوجة الأولى له وعدم إعطاء زوجها الاهتمام الكافي. من جهتها أكدت الدكتورة نفين فوزي استشارية نفسية ومختصة بالقضايا الأسرية والعلاقات الزوجية ل(الجزيرة) أنه بالفعل هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى زواج الرجل من امرأة أخرى ففي بداية الزواج يشعر الرجل والمرأة بالسعادة والفرح لكن بعد مرور عام أو أكثر خاصة بعد إنجاب الطفل الأول تعطي الزوجة الوقت الأكبر لطفلها وتجعله أول أولوياتها ثم احتياجات بيتها وزوجها تأتي في المرتبة الثالثة وتبدأ تتجاهله ولا تهتم به كما كانت من قبل. إهمال وأوضحت الدكتورة نفين أن عدم الاهتمام وتجاهل الرجل يزعجه بشكل كبير ولا شك في أن الرجل بطبعه الأنانية وحب التملك فهو دائماً يريد أن يعيش دور الخطيب أو العاشق وأحيانا الطفل المدلل وحياته الزوجية قائمة على الاهتمام والتجديد والعواطف لذلك يبدأ في النفور من المنزل واللجوء إلى امرأة أخرى تعيد له الاهتمام كالطفل لأن الزوجة الثانية ستعطيه كل ما يريد من اهتمام وحنان وتعوضه ما فقده مع الزوجة الأولى وتحول كل ما هو سلبي إلى أشياء إيجابية لذلك يميل الزوج للزوجة الثانية أكثر من الأولى. اهتمام زائد وحذرت الدكتورة نفين من الاهتمام الزائد بالزوج قد يكون سببا في نفوره أيضا قائلة (خير الأمور أوسطها) فالرجل على قدر ما يحتاج للاهتمام لكنه يريد أن يشعر بحريته ورجولته أمام زوجته بمعنى أنها لا بد أن تعزز نفسها أمام زوجها وذلك عن طريق (مبدأ التجديد) حتى لا يشعر الزوج بأنه امتلك زوجته بشكل كلي ويشعر بالملل تجاهها لأن (ما تملكه اليد تزهده النفس) وهو شيء واقعي وحقيقي خاصة في العلاقة الزوجية. تشجيع الزوج كما نصحت الدكتورة فوزي بوجوب ترك مساحة للزوج حتى يعبر عن حبه أيضا حيث يكون التعامل معه بطريقة لطيفة وليست معاملة تسبب له الضيق والاختناق مثل الغيرة الزائدة وكأن الزوجة رقيبة عليه؛ فالزوج الشرقي يكره كثيرا تلك الأساليب في التعامل حيث لازال كالطفل الكبير يحب الاهتمام لكن لا يكون به مبالغة. يذكر أن إنجاب الأطفال يزيد حالات الشجار بين المتزوجين في بريطانيا بنسبة 40%، ويجعل الآباء والأمهات الذين يرزقون بأول طفل يتعاركون كل يوم. ووجدت دراسة جديدة نشرتها صحيفة ديلي ميل، اليوم، أن معظم شكاوى المتزوجين تنحصر في مجالي الإرهاق والتعب بعد الولادة، واعترف 33% منهم بأن تبديل حفاضات الأطفال هو أكبر سبب للشجار. وقالت الدراسة إن الإنجاب يجعل الآباء والأمهات الجدد مشغولين جداً ليتشاجروا حول مسائل أخرى، ويتعاركون نحو 4 مرات في الأسبوع، أي ما يصل إلى 187 مرة في السنة الأولى من الأبوة وبزيادة مقدارها 40% عن معدل الشجارات قبل أن يُرزقوا بمواليدهم الجدد. وأضافت أن 60% من الآباء والأمهات الجدد في بريطانيا اعترفوا بأن شجاراتهم اليومية غالباً ما تقع لأسباب سخيفة ناجمة عن الإجهاد والإرهاق، وأنهم ينامون 4 ساعات و 20 دقيقة فقط ليلاً، أي نصف مدة النوم التي يوصي بها الخبراء في مجال الصحة. وأظهرت الدراسة أن 54% من الآباء والأمهات الجدد اعترفوا أيضاً بأن «التعب» هو أفضل كلمة تصف سنتهم الأولى مع أطفالهم الرضع، وتسبب الشجار بينهم، و 33% تبديل الحفاضات، و24% إطعام الأطفال في الليل. وأشارت إلى أن واحداً من كل خمسة من الآباء والأمهات اعترف بأنه لا يحصل على ما يكفي من الاهتمام من شريك أو شريكة الحياة بعد ولادة طفلهما، فيما أقرّ 40% منهم بأن إنجاب الأطفال هو أكبر تجربة لتعلم الدروس في حياتهم. وأظهرت دراسة جديدة في بريطانيا أن الزواج الثاني أكثر نجاحاً من التجربة الأولى، بعد أن يكون الرجل او المرأة قد أصبحا أكبر سناً وأكثر حكمة من السابق، حيث إنه خلافاً للاعتقاد السائد فإن الزواج لمرة ثانية بعد الطلاق يبدو أكثر نجاحاً. ولفتت الدراسة الصادرة عن مؤسسة (Marriage Foundation) البريطانية أن 45% من الأزواج الذين تزوجوا لأول مرة خلال العام الحالي 2013، يتجهون إلى الطلاق، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 31% بالنسبة للذين يتزوجون للمرة الثانية بعد إنهاء العلاقة الزوجية الأولى. يشار إلى أن مؤسسة (Marriage Foundation) كان قد أسسها في لندن القاضي بالمحكمة العليا السير باول كوليردج، الذي عمل لأكثر من أربعين عاماً في النزاعات العائلية وتطبيق قوانين الأسرة، وتعنى هذه المؤسسة بالدرجة الأولى بالتعريف بفوائد الزواج والترويج له في المجتمع البريطاني. وكان تقرير سابق صادر عن المؤسسة، قد أظهر بأن الطلاق بين كبار السن يشهد ارتفاعاً، فيما أظهر التقرير الأخير أن سن الزواج يلعب دوراً كبيراً في استمراريته أو فشله. وقال هاري بنسون، وهو الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وأحد معدي الدراسة، إن نتائجها تؤكد بأن «الزواج الثاني له ميزة»، مشيراً الى أن «الزواج للمرة الثانية يبدو أسوأ في حال كانت المقارنة تتعلق بالعمر فقط، لكن هذه المقارنة تبدو غير عادلة». ونقلت جريدة «التايمز» البريطانية عن بنسون قوله إن «الزواج الثاني بشكل عام أفضل من الأول، لأن الأزواج دائماً ما يتزوجون للمرة الثانية وهم في سن أكبر من الزواج الأول». واستندت الدراسة على بيانات وأرقام رسمية صادرة في بريطانيا. وقال بنسون إن الأرقام تظهر أن الزواج الثاني ليس محكوما عليه بالفشل بالضرورة، وإنه عادة ما يكون ناجحاً بشكل عام.