الطبعة الأولى من كتاب (معجم أسر عنيزة) صدرت في 17 مجلداً للعلامة الشيخ محمد العبودي، وهو رصد دقيق لأسر عنيزة بمعلومات وثقها وجمعها على مدى أكثر من خمسين عاماً وقد اشتمل على كثير من التفاصيل التاريخية والأسرية بالإضافة إلى الحديث عن الوثائق والمكاتبات مما لا يوجد في كتاب سواه متحرياً الصواب في كل ما يكتب ويرصد من أحداث وما يتناول من أسر، وذلك في صبر ومثابرة وحرص على الوصول إلى المعلومات الصحيحة، مع تركيزه على الحراك العلمي الموجود في عنيزة منذ عشرات السنين، دون أن يهمل الأدب والشعر في هذه المدينة (مفرداً لكل شاعر وأديب حديثاً يورد خبره وشيئاً من شعره حتى طرائف الشعر ونوادره). وقد جاء هذا السفر في 17 مجلداً، ضم المجلد الأول مقدمة للدكتور محمد بن عبدالله المشوح أفاض فيها عن خطة عمل الكتاب ومجهود وسمات الشيخ العبودي فيه، وتعتبر هذه المقدمة خريطة إرشادية للقارئ قبل الولوج في خضم هذا السفر. ثم تلا ذلك مقدمة للمؤلف العلامة الشيخ العبودي يتضح منها وفيها أن هذا السفر ما هو إلا جزء يسير من مشروع كبير بعنوان (معجم أسر القصيم) أنجز منه (معجم أسر بريدة في 23 جزءاً) و(معجم أسر عنيزة في 17 مجلداً) وجارٍ العمل على إصدار بقية المعاجلم وهي (معجم أسر الرس) و(معجم أسر البكيرية والهلالية) و(معجم أسر الخبراء ورياض الخبراء) و(معجم أسر شرق القصيم) ويضم أسر الشماسية والريبعية والنبقية، والطرفية والأسياخ وما ألحق بها، و(معجم أسر شمال القصيم) و(معجم أسر غرب القصيم) و(معجم أسر جنوبالقصيم)، وكل جزء من هذه الأجزاء يضم بعض الأسر حسب ترتيبها الهجائي ومزيل بفهارس لما يضمه. إن هذا السفر عمل موسوعي كبير كما هي أعماله الموسوعية الأخرى التي لا تستطيع إنجازها مؤسسات وهيئات كبرى، ندعو الله أن يطيل في عمر الشيخ محمد العبودي حتى يتم إنجاز ما قرره في المقدمة. الكتاب ممتع ومفيد للقارئ، فهو ينقلك من ترجمة إلى أثر إلى قصيدة فقد أبحر فيه العلامة بأريحية كاملة سارداً في صبر دؤوب وجهد كبير حتى خرج لنا مثل هذا السفر.