مزّاج طلاب المرحلة الثانوية مُتقلب، لذا كل يوم يُصّبح فيه الطالب تجده يخرج برأي جديد حول مُستقبله؟ وإلى أين سيتجه؟ ربما تأثر بكلام صديق، وربما سعى لتحقيق حلم والده، وقد يكون الحلم كبيرا ولكن الحاجة و الظروف الصعبة هي من تجبره على -التخلي عن تلك الأحلام- والبحث عن (لقمة العيش)؟!. في كل الأحوال ما زالت عُقّدة طلاب الثانوية مُستمرة، وكأنّ المُجتمع تخلى عنهم، فلا أحد يكترث لإرشادهم ونُصحهم، فنحن بين (مُتدخل) في المُستقبل عبر فرّض الرأي، و بين مُتكّل ومانح (كامل الحرية) للشاب في هذا السن، تمضي الأيام وأغلب طلابنا (تتلاطّمهم الأمواج) يأملون بغدٍ أفضل، مع عجزهم عن العوم، أو حتى تحديد وجهة إبحارهم الصحيحة، ما أكثر ندواتنا، ومعارضنا، ويوم الوظيفة، ويوم الجامعة .. إلخ، وما أقل فائدتها فهي غير مُجّدية لشباب يعيش عصر (التحوّل)؟!. قديماً كان الأب يرسم مُستقبل ابنه، ويحلم نيابة عنه، ولم يكن هناك غير المقولة الشهيرة (الشور شورك يبه)، أمّا اليوم فنحن نحتاج إلى (شورك) ولكن من نوع آخر؟!. على ذمّة مجلس التعليم (بأبوظبي) فإن 45% من طلاب المرحلة الثانوية بالإمارات لا يريدون إكمال تعليمهم الجامعي، ولا يرغبون في مواصلة الدراسة، ولكنهم أيضاً لا يعرفون إلى أين سيتجهون؟!. هذا الأمر اكتشفته وزارة التربية والتعليم هناك بعدما أطلقت مبادرة (شورك) على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للطالب التواصل عبر (هاتفه المحمول) من أي مكان مع التطبيق ومناقشة مُستقبله، هنا تستطيع إيجاد الحلول أو على الأقل معرفة (طريقة تفكير الأبناء)؟ وتوجهاتهم؟ لترسم الخطط، وتعدل السلوك والمفاهيم؟ وتقنع الجيل بالتوجهات الصحيحة (لسوق العمل) والتخصصات ذات المستقبل العلمي الأفضل؟!. ليس عيباً أن نستفيد من تجارب الآخرين، خلال أسبوعين سيتخرج من مرحلة الثانوية أكثر من 400 ألف طالب وطالبة، فمن قدّم (المشورّة) لهم؟ ألا يستحق هذا الجيش اهتماماً أكبر؟!. على دروب الخير نلتقي.