لم تكن مستغربة ردة الفعل الغاضبة التي طغت على معظم الهلاليين بعد فقدان الفريق لبطولة دوري عبداللطيف جميل، ثم خروجه من كأس خادم الحرمين الشريفين في أقل من أسبوع، هذه الحالة وتلك الانفعالات التي بدرت عن الكثير من الهلاليين لم تكن بسبب خسارة بطولتين، فلكم خسر الهلال من بطولات ولم تحدث ردة فعل كتلك التي حدثت في الأيام القليلة الماضية التي أعقبت فقدان البطولتين المذكورتين، إن ما أغضب الهلاليين أنهم ومنذ أن رؤوا هلالهم يترنح وقبل عدة أسابيع قد بحت أصواتهم وهم ينادون ويطالبون بتصحيح أوضاع الفريق ولكن دون مجيب فيما تُرك مدرب الفريق دونيس يعبث به كيفما شاء وعاونه على ذلك بعض من لاعبي الفريق غير المبالين باسم وسمعة ناديهم وقد بدا واضحاً أن الفريق يتهاوى دون أن يتدخل أصحاب الشأن في الوقت المناسب..! إن ما يُؤخذ على رئيس النادي الأمير نواف بن سعد سعة صدره بشكل يفوق الوصف وتحمله (لتخبطات) مدرب الفريق و(اختراعاته) الفنية من خطط تكتيكية وتبديلات للاعبين وبشكل لم يسبق له مثيل وبصورة تثير الدهشة والكثير من علامات الاستفهام والاستغراب حتى أصبحنا نشك أن تكون تلك هي قناعات فنية بالفعل، بل ربما أن وراء الأكمة ما وراءها بالنسبة لليوناني دونيس(!!!)، وهنا أشك أن الأمير نواف وهو الرجل المحنك والإداري الخبير يكون مقتنعاً (باختراعات) دونيس والذي أتى بما لم يأت به الأوائل، وقد يكون السبب وراء السكوت على تصرفات دونيس - وكما يرى البعض- ظروف النادي المادية التي حالت دون التغيير لذا آثرت إدارة النادي استمراره، لكن الفريق دفع ثمن هذا السكوت أو هذا الصبر الذي لم يكن في محله، لذا كنت أتمنى لو دعا سموه مبكراً لاجتماع عاجل لأعضاء الشرف أو لوح باستقالته كما فعل هذه الآونة وقبل فوات الأوان لتدارك أوضاع الفريق وقبل فقدان بطولة دوري عبداللطيف جميل والتي كانت بمتناول الأيدي بالنسبة لفريق الهلال لو أحسن الهلاليين التعامل معها بشكل جيد وقبل أن يفقد عدة نقاط أمام فرق تقل عنه مستوى وكفاءة، ولكن هيهات..! لقد كان الفريق الهلالي بحاجة ماسة للتغيير في الجهازين الفني والإداري وفي وقت مبكر لتصحيح أوضاعه الفنية والانضباطية والتي عجز عنهما الجهازان الحاليان للفريق، بل فشلا فشلاً ذريعاً في ذلك، ولذا تاه الفريق ما بين تخبطات المدرب وضعف إدارة الكرة وتسيب بعض اللاعبين وعدم مبالاتهم فظهروا في أسوأ حالاتهم الفنية فخسر عدة نقاط إلى أن جاءت خسارة الفريق لثلاثة لقاءات متتالية وهي اللقاءات الأخيرة، في سابقة لم تحدث للهلال منذ سنوات طويلة، اثنتان من الخسائر الثلاث كان ثمنهما فقدان بطولتين والثالثة صعبت وضعه في مجموعته الآسيوية فأصبح مطالباً بالفوز في لقاء اليوم . ويرى البعض وقد يكونون محقين في ذلك أن تحقيق الفريق لبطولة كأس ولي العهد أعمى بصيرة الهلاليين عن الأخطاء الفادحة التي عانى ويعاني منها الفريق، وهذا أمر طبيعي فالانتصارات وكما هو معروف تُصرف الأنظار عن الأخطاء فما بالكم حينما يواكب الانتصار تحقيق بطولة ثمينة وغالية كبطولة كأس ولي العهد، لذا كانت هذه البطولة بمثابة (المخدر) فأنساق الهلاليون وراء هذا الإنجاز وغفلوا عن واقع فريقهم، ورغم خسارة العديد من النقاط والفوز بشق الأنفس في بعض المباريات إلا أن الوضع ظل على ما هو عليه رغم الانتقادات التي وجهت للفريق وجهازيه الفني والإداري حتى جاءت الهزائم الثلاث في المباريات الأخيرة والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير..! ورغم قساوة هزيمة الهلال في الدوري وكأس الملك وقبل ذلك خسارته في بطولة أبطال آسيا إلا أن (رب ضارة نافعة) فقد أيقظت الهلاليين وحرّكت هذه الخسائر المياه الراكدة داخل البيت الأزرق وها هم كبار أعضاء الشرف قد التفوا حول إدارة النادي وتعهدوا بالوقوف مع الإدارة رافضين استقالة الأمير نواف وسيشهد الفريق تغييرات كبيرة بعد أن ينتهي من مهمته الآسيوية هذا اليوم، ولعل ما جرى مؤخراً للزعيم يعيد الهلاليين أكثر تلاحماً وتقارباً من ذي قبل بشرط الاستفادة مما جرى لتعاد صياغة الأمور بشكل أفضل من ذي قبل سواء على صعيد مجلس أعضاء الشرف وتفعيل دور المكتب التنفيذي ومعالجة ديون النادي التي أرهقته وحدت كثيراً من تطلعات مجلس الإدارة أو من حيث اختيار الجهاز الفني الجديد للفريق وكذلك الجهاز الإداري الكفء واحتياجات الفريق من العناصر الأجنبية والمحلية وإتاحة الفرصة لعناصر شابة من داخل النادي وتسريح بعض اللاعبين ممن لم ولن يقدموا ما يفيد الفريق والأهم من ذلك كله كيفية التعامل مع اللاعبين ومحاسبتهم كمحترفين مطالبين بالانضباط وبذل أقصى جهد من أجل الفريق، على أن يتم محاسبة كل من يقصّر أو يتخاذل منهم بأن يُحال للفريق الأولمبي أو يبقى في دكة الاحتياط بحيث يكون البقاء للأفضل بغض النظر عن الأسماء فالهلال فريق كبير لم ولن يتوقف في يوم من الأيام على لاعب معين مهما كان اسمه وحجمه، وهذا هو المبدأ والنهج الراسخ الذي سار عليه نادي الهلال منذ سنين خلت وكان ثمرة ذلك التفوّق والتميّز والإرث العظيم من الإنجازات لزعيم الأندية السعودية والآسيوية. على عَجَل يقال ثلاث ضربات بالرأس توجع.. ولعل الضربات الثلاث أوجعت بالفعل لاعبي الهلال لينتفضوا هذا اليوم في مسقط ويعودوا بالنقاط الثلاث..! يحسب للأمير نواف بن سعد تميز وتفوق الفئات السنية بالنادي هذا الموسم والتي يعول عليها الهلاليون كثيراً في المستقبل القريب. أقصى طموح لدى البعض أن يخسر الهلال، فهذا إنجاز لهم بحد ذاته، ويا له من طموح..؟! آخر خمس بطولات محلية حقق الهلال منها ثلاث، ولكن.. لأنه الزعيم فجماهيره وعشاقه يريدون ويتطلعون للمزيد..!