رحل عن دنيانا خلال الأيام الفائتة رجل ستظل تذكره الأجيال ويذكره أهل رماح وموثقو تاريخ الإبل وسلالاتها في محافظة رماح وما حولها لما له من أثر كبير في حياة من عاشوا قريباً منه. إنه الرجل الكريم المتواضع المحب للخير والبذل والعطاء سلطان مطلق أبو ثنين رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة، لقد رحل خلسة وفي هدوء تام مثلما كان في حياته هادئاً وفاعلاً وراقياً في تعامله مع الآخرين، يحمل قلباً رقيقاً محياً للخير ومحباً لكل الناس ومحباً للوطن ولولاة الأمر يحفظهم الله.. كان طيب المعشر محباً للإبل ولكل قيم التراث والأصالة والقيم العربية وفي مقدمتها الكرم والجود والسخاء، لاسيما حينما يقصده الناس من خارج البلدة يكونون في ضيافته فيهديهم في الغالب من فحول الإبل النادرة باهظة الثمن يقدمها وهو في غاية السعادة والراحة النفسية خالصة لوجه الله تعالى، فهو يمتلك أعداداً كبيرة من سلالات الإبل العربية الأصيلة النادرة حيث يعد في هذا الجانب أحد ملاك الإبل في المنطقة، وهو جزء من تاريخ رماح الخاص بالإبل وسلالاتها، نعم رحل عنا سلطان أبو ثنين يوم الخميس 21 /4 /2016م في صمت وهدوء متسللاً من بين محبيه ومن حياته البدوية الأصيلة تاركاً وراءه سيرة زاخرة بالمواقف الفاضلة والذكرى الطيبة والقيم والأخلاق الحميدة والكرم والعادات الجميلة، وبرحيله افتقدت المنطقة رجلاً كان يحمل الكثير من الخصال الطيبة فهو ذا مروءة ونخوة ومكانة رفيعة في قومه ومحيطه ممن كانوا يجدون لديه طيبة القلب والنفس وحب الخير لكل الناس ونظرته للحياة التي تتسم بالتسامح وحسن المعشر ومواجهة الضيوف وتقدير الناس وحب العطاء بلا مقابل. لقد ترك رحيل سلطان أبو ثنين جرحاً غائراً وحزناً عميقاً تتسع مساحته بقدر المناطق التي جابها والمواقف التي خلدها، لأن فقد أمثاله يخلف أسى كبيراً وخسارة فادحة ويترك ثغرة تحتاج من يملؤها ويسدها بذات المقدار وبنفس الروح والأريحية، ويقوم بهذا الدور الذي كان يقوم به طيلة حياته. هذا الرجل الكريم لم يفقده أهله فقط، بل فقده كل من كان يعرفه وكل من تعامل معه وكل من ظللته سحائب الخير الغامرة منه وكفه الندي وغيث عطائه المنهمر الذي يشهد عليه التاريخ ويسطره في صحائف تثقل موازينه بإذن الله تعالى. رحمك الله أبا بومطلق رحمة واسعة وجعلك في أعلى عليين وأثابك بقدر ما قدمت من خير وبقدر سخائك وكرمك وجودك وضاعف لك أضعافاً مضاعفة بفضله وكرمه وجوده إنه ولي ذلك والقادر عليه، نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن يكرم نزله ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد وينقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.