تواصل الأطراف اليمنية المختلفة المشاركة في المشاورات التي تستضيفها الكويت برعاية الأممالمتحدة جلساتها المباشرة في قصر بيان، وعقدت أمس جلسة مباحثات بعد مرور 10 أيام على انطلاقها الذي تراوح بين مد وجزر. وكان ولد الشيخ قد عقد أمس الأول مشاورات «منفردة» مع ممثلي الوفود اليمنية الثلاثة، جرى خلالها بحث مضمون الإطار العام الذي اقترحته الأممالمتحدة وتوافقت عليه الأطراف اليمنية بشأن هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الجهود لتقريب وجهات النظر بين المتفاوضين أثمرت عن ترتيب لقاءات مباشرة بين الأطراف اليمنية اقتصر بعضها على رؤساء الوفود اليمنية وبعضها الآخر شارك فيه أعضاء من كل فريق لمناقشة مختلف القضايا المطروحة على جدول الأعمال في ضوء تثبيت وقف إطلاق النار. وجددت الأطراف اليمنية خلال المشاورات التزامها بالتعاطي الإيجابي مع مقترحات ولد الشيخ بشأن استكمال الجهود للتوصل إلى حل سلمي شامل في اليمن. وكان وفد الحكومة اليمنية قد أكد في بيان صادر عقب جلسة المباحثات التي جرت أمس الأول أنه اجتمع مع ولد الشيخ وقدم له تصوراً خاصاً بالانسحاب وتسليم السلاح وتشكيل اللجان الأمنية مع تفصيل للمراحل وتسلسلها الزمني. وأضاف أن المباحثات شهدت تطورات عديدة ناقشت خلالها حكومة اليمن أبرز النقاط التي احتوتها الورقة المطروحة وطلبوا آراء الخبراء الأممين في بعض جوانبها. وذكر أنه ناقش كذلك مع ولد الشيخ جملة من القضايا على رأسها الإجراءات الاقتصادية العاجلة لحماية الاقتصاد اليمني مجدداً في الوقت ذاته الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي، والالتزام بخيار الحوار السلمي كحل أوحد للقضايا العالقة. وأوضح أنه سلم ولد الشيخ ورقة بتصور حكومة اليمن لكيفية معالجة القضايا الأمنية والسياسية في المرحلة المقبلة. وبحسب المعلومات المتداولة، فقد طلب ولد الشيخ في المقابل من وفد ممثلي «الحوثيين- صالح» تقديم رؤية مفصلة بشأن النقاط الخمس للحل السلمي التي تضمنها القرار الأممي 2216، كما فعل وفد الحكومة اليمنية. وتنص النقاط الخمس على انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من عام 2014، وبينها صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئنافالعملية السياسية. ونقلت مصادر قريبة من المشاورات حرص الأطراف المشاركة على ضرورة الحفاظ على الأجواء الإيجابية، التي خيمت على جلسات المباحثات في اليومين الماضيين، والانخراط في المشاورات بحسن نية ورغبة في السلام لإنهاء معاناة الشعب اليمني.