انتزع الأهلي بطولة الدوري وعاد لتحقيقها بعد غياب طويل، وأسقط الهلال منافسه على اللقب بالضربة القاضية وبثلاثية مريرة ومذلة لفريق يسعى لتحقيق بطولة الدوري.. ففي شوط واحد فقط حقق الأهلي حلمه وحلم جماهيره الذي طال انتظاره ونجح في استغلال الأوضاع الهلالية المهزوزة طوال الموسم.. ليذيق الهلاليين مرارة الخسارة أولاً.. ومرارة أكبر وهي عدم القدرة على معالجة أوضاع فريقهم بما يكفل إعادة المسار نحو الطريق الصحيح لتحقيق لقب سهل وسهل جداً كان في المتناول طوال الموسم.. غير أن بوصلة العلاج الهلالية لم تهتد للسبب الرئيس والواضح لكل هذا الاهتزاز ألا وهو الأداء الفني.. حيث كانت النتائج هي المقياس الأول والأخير للحكم على أداء الفريق وتقييمه، ومع ذلك لم يتم معالجة الأمر وفقاً لذلك، حيث سقط الفريق في العديد من النتائج السلبية التي كشفت حال الفريق فنياً دون أن يتدخل الهلاليون لتعديل المسار وإصلاح الأوضاع قبل فوات الأوان لتأتي الضربة القاضية في الجوهرة ويخسر الفريق مباراة اللقب المشهودة من كل جماهير الدوري السعودي والمنطقة العربية. * * الأهلي بدوره حقق لقباً مستحقاً لأنه الأفضل فنياً من حيث إمكانات وقدرة الجهاز الفني والاستقرار الذي يعيشه الفريق وإخفاق منافسه المتواصل الذي كان طوال الموسم يعيش على شفا حفرة من السقوط في كل لقاء، لكنه يعود وينهض سريعاً محافظاً على حظوظه حتى مباراة الحسم ليفقد اللقب نهائياً ويخرج للمرة الخامسة على التوالي منافس غير قادر على الحسم ومتفرج على منافسيه وهم يتوجون بالألقاب واحداً بعد الآخر. * * الوضع الفني الهلالي كان يحتاج تدخلاً سريعاً منذ لقاء القادسية في الدور الثاني والذي أعلن فيه السيد دونيس استسلامه وعدم قدرته على معالجة أوضاع الفريق وتطوير أدائه، حيث أعلن بعد اللقاء عدم معرفته بالأسباب خلف هذا الأداء الباهت لفريقه في الوقت الذي يجب أن يكون هو المسؤول الأول والأخير عن الأداء ونوعيته وطريقة اللعب ليُفاجئ الجميع بتبريرات غريبة وغير مقبولة وقف الجميع أمامها موقف المتفرج، ولعل آخرها ما قاله بعد الخسارة من تراكتور الإيراني حين قال إننا كنا نفكر في لقاء الأهلي (!!) ليأتي لقاء الأهلي ويخسر ويخسر هيبة الهلال ويخسر اللقب، ويؤكد للهلاليين للمرة المليون أنه مفلس وليس لديه ما يمكن أن يقدمه للفريق، ولكن بعد ماذا بعد خسارة اللقب الأسهل خلال السنوات الخمس الماضية..!! شخصياً كنت في فترة من الفترات أعتقد أن الوضع مطمئن، وأنه بالرغم من انكشاف قدرات المدرب وإمكاناته، فإن اللاعبين (وحدهم) قادرون على تحقيق اللقب متى شعروا بالمسؤولية وأرادوا اللقب، ولعبوا له لأن الدوري ضعيف وضعيف جداً، وكان هناك فرص عديدة للانفراد بالصدارة حتى في ظل هذا المستوى الهزيل للفريق والضعف الفني الفاضح في طريقة اللعب والأداء وبناء الهجمات وهي كلها من صميم عمل المدرب.. إلا أن ما حدث بعد ذلك كشف التأثير السلبي للمدرب في كل مباراة بتدخلاته الفنية وتغييراته وطريقة عمله بحيث أصبح يساهم في تعطيل الفريق والتسبب بخسارة النقاط في أكثر من مباراة.. وهنا كان الفريق يحتاج لقرار شجاع لتقييم الأمور وعلاجها وإصلاحها بعيداً عن الفوز الهزيل الذي كان يتحقق ويجعل حظوظ الفريق تبقى قائمة رغم كل هذه السلبيات.. إلا أن ذلك لم يحدث وسقط الفريق سقوطاً مدوياً رغم إمكاناته العالية فنياً من حيث تفوقه على الجميع بوجود لاعبين جيدين وإمكانات عالية لو وجد من يستثمرها لحقق الفريق اللقب بسهولة. أخيراً.. يستحق الأهلي اللقب والتهنئة فقد فاز بجدارة وأسعد جماهيره وحقق لنفسه لقباً تاريخياً أعاده مجدداً لساحة البطولات والانتصارات. لمسات فقدَ الهلال أسهل بطولات الدوري المتاحة طوال الموسم لأنه لم يكن لديه المرونة اللازمة لتقييم وضع الفريق وإصلاحه بحثاً عن اللقب، وتركت الأمور تسير وفقاً للظروف ليسقط أخيراً.. بالضربة القاضية. * * * اجتماعات إدارية عديدة تمت مع اللاعبين خلال الموسم دون أن تحقق الهدف منها أو تأتي بالنتائج المتوقعة، والسبب أن هذه لم تكن المشكلة الحقيقية، فاللاعبون بحثوا فعلاً عن الانتصارات، لكن لم يكن هناك طريقة لعب أو أداء فني أو إضافة فنية للمدرب، وما يحدث خلال المباريات من وجهة نظري كوارث فنية واضحة وجلية كلها تؤكد تخبط المدرب وفشله الذريع في قيادة الفريق. * * * المظهر الفني الذي كان عليه الفريق الهلالي في الشوط الثاني مخجل جداً وكأنه فريق ينافس على الهبوط والسبب تخبطات المدرب وتغييراته وتعامله مع المباراة، فتخيلوا أن الفريق لم يصل لمرمى الأهلي طوال الشوط بكرة واحدة صحيحة أو مرسومة أو هجمة منظمة مجرد تغييرات عشوائية وتخبطات واجتهادات فردية للاعبين.. والأدهى من ذلك أنك تجد لاعبين يدخلون على كرة واحدة، وثلاثة لاعبين في مكان آخر معاً ولا يوجد مهاجم للتغطية أو الرقابة أو تبادل الأدوار.. باختصار اجتهادات وفوضى فنية لم يشهد لها الهلال مثيلاً!! * * * حضور الشمراني للمباراة وظهوره في المشهد بالشكل الذي كان عليه ومرافقته للفريق بعد كل ما حدث خطأ فادح كان الهلاليون في غنى عنه. *** الهلال هذا الموسم تلقى أكبر عدد من الخسائر في الدوري والموسم خلال السنوات الأخيرة، فقد خسر خمس مباريات في الدوري كأكبر نسبة مقارنة بمواسم سابقة.. والمؤشر الحقيقي لقدرات الجهاز الفني أنه خسر أمام الفرق القوية في الدوري، فخسر أمام الاتحاد والأهلي ذهاباً وإياباً وخسر من التعاون وتعادل مع الشباب وفاز في مباريات عديدة بشق الأنفس وبالحد الأدنى! * * * النصر أحد أسباب ضياع الدوري من الهلال.. فبأوضاعه الفنية السيئة سمح لدونيس للفوز عليه مرتين في الدوري وحقق أمامه كأس الملك والسوبر ليستمر مع الهلال رغم تواضع قدراته!