رغم النقاط العديدة التي فرط فيها لاعبو فريق الهلال ومدربهم، إلا أن بطولة دوري عبد اللطيف جميل ما زالت تغازلهم وتخطب ودهم وتلاحقهم، وبرغم تعادلهم الأخير الذي قضّ مضاجع محبي الزعيم إلا أن البطولة ما زالت في متناول الهلال، وهذا دليل وتأكيد على أن الهلال لو كان بكامل عافيته لحسم بطولة الدوري قبل الجولات الأخيرة، وكأن بهذا الهلال يريد أن يجعل الإثارة مستمرة حتى آخر جولة من عمر هذه البطولة الهامة. مشكلة الفريق الهلالي والتي عانى منها في المباريات الماضية التي خسر فيها نقاطاً هو جدير بها بما فيها مواجهة الشباب الأخيرة أن أخطاء اللاعبين والمدرب تأتي متزامنة مع بعضها البعض، ففي الوقت الذي يخفق فيه بعض اللاعبين في بعض المباريات، وأعني تلك التي خسر الهلال فيها بعض النقاط يتزامن ذلك أيضاً مع إخفاق المدرب في تدخلاته الفنية، ولا يوفق في تغييراته فيزيد الطين بلة في الوقت الذي يفترض فيه العكس - إن أخفق اللاعبون، تدارك المدرب الموقف، وإن أخفق المدرب انتفض اللاعبون - لأن فريق الهلال يملك من العناصر المؤهلة والقادرة على حسم أية مباراة متى ما كانوا بكامل عطائهم، ومتى ما وظفوا التوظيف الصحيح داخل الملعب. لا أنكر أن لمدرب الهلال - اليوناني - دونيس أخطاء واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ويدركها كل متابع لكرة القدم والغريب أنه يكرر هذه الأخطاء دون أن يستفيد من دروس بعض المباريات السابقة ولو تغلب عليها لأصبح مدرباً من الطراز النادر لأن له إيجابيات عديدة، لكن هذه الإيجابيات تمحوها أو تخفي الكثير منها سلبياته المتمثلة ببعض قناعاته الغريبة، ورغم ذلك فإن المطالبة بإلغاء عقده هذه الآونة غير مقبول على الإطلاق خصوصاً أن وضع الفريق حالياً لا يسمح بذلك في ظل حظوظه القائمة في بطولة الدوري، وحظوظه أيضاً في كأس الملك وإمكانية بلوغه المباراة النهائية بل وتحقيق هذه الكأس الغالية، وبالإضافة لذلك فالفريق منافس قوي على بطولة مجموعته في بطولة أبطال آسيا وهو المرشح الأقوى من مجموعته لبلوغ المرحلة القادمة من هذه البطولة.. هذه الاستحقاقات تجعل من الصعوبة الاستغناء عن هذا المدرب، فقد يكون الفريق ضحية لمثل هذا التغيير فيفقد كل شيء.. لذا تبقى المسئولية الكبرى على عاتق اللاعبين بأن ينتصروا لأنفسهم ويحققوا آمال الهلاليين المعقودة عليهم وبإمكانهم ذلك متى ما استشعروا أهمية المرحلة المتبقية من دوري عبد اللطيف جميل وبشكل جيد، وسيكون بمقدورهم ليس تحقيق الفوز فحسب، بل وتحقيق نتائج كبيرة خصوصاً أن ملامح الحسم لهذه البطولة وعلى ما يبدو أنها ستكون من خلال نسبة تسجيل الأهداف إذا ما استطاع نجوم الهلال هزيمة الأهلي في المباراة المرتقبة بين الفريقين، وبعد أن يكون الهلال قد تجاوز فريق نجران.. إذاً فالآمال الهلالية معقودة - بعد الله - على اللاعبين وبشكل كبير فالحسم بأيديهم بغض النظر عن أخطاء مدربهم والتي لن تكون مؤثرة إن كانوا على قدر كبير من المسئولية.. وعلى جماهير الهلال مؤازرتهم والوقوف معهم فالأسابيع المتبقية محدودة وتتطلب الدعم والمؤازرة وشحذ همم اللاعبين ورفع الحالة المعنوية لهم أكثر من ذي قبل، وليكن ذلك في التدريبات الخاصة بالفريق قبل أن يكون في المباريات، فالحضور الجماهيري للتدريبات له أهمية قصوى لما له من وقع خاص في نفوس اللاعبين إذ يُعد محفزاً كبيراً ودافعاً معنوياً لهم. على عَجَل نجم فريق التعاون ومنتخبنا الوطني.. ونجم فريق العروبة سابقاً اللاعب الرائع عبد المجيد الرويلي والذي يُعد حالياً من أبرز اللاعبين السعوديين.. سبق وأن خاض تجربة في نادي الهلال إبان رئاسة سمو الأمير بندر بن محمد وبطلب من سموه لرئيس نادي العروبة آنذاك الأستاذ سليمان الطعيمي، لكن (العين) الهلالية التي راقبته ورصدته أثناء تلك التجربة لم تكن موفقة في رأيها الفني، فخسره الهلال..! إن صدقت الأخبار التي تقول بأن مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الحالي سيقدمون استقالة جماعية نهاية هذا الموسم من أجل تهيئة الأجواء المناسبة للاتحاد الجديد كي يعمل من بداية الموسم القادم، فإن هذه خطوة تُحسب لهم ويًشكرون عليها بأن آثروا المصلحة العامة. عهدنا عن فريق الهلال حينما يلعب وأمامه فرصة واحدة لتحقيق أي لقب، أن يتحول لاعبوه لبراكين تتفجر داخل الملعب، فهل نشاهدهم كذلك في المباريات المتبقية..؟! علاج اللاعب غير المنضبط من ناديه، الحسم من مرتبه، لكن هذا العلاج لم يعد مجدياً في ظل تأخر رواتب اللاعبين لعدة أشهر، وطالما (دلعتوهم) برواتب وعقود خيالية، عليكم أن تتحملوا (دلعهم)..!!! الله يا زمن.. منتخبنا يُصنف بالمستوى الثالث في قارة آسيا بعد أن كنا في مقدمة المستوى الأول..! عندما يتحدث صالح النعيمة عن ناديه، وعن هموم الكرة السعودية فإن حديثه لا يقل تألقاً عن مستواه حينما كان قائداً فذاً لفريق الهلال ومنتخبنا الوطني. من يستطيع هزيمة الهلال «زعيم الأندية» حُق له أن يُصنف ضمن الأبطال. أجزم أن المدرب البرازيلي أنجوس سينجح كثيراً في نادي الهلال إذا.....!! في رأيي.. أن حبك لناديك مهما بلغت درجته لا يعتبر تعصباً، بل التعصب حينما تُسيء للأندية الأخرى ولاعبيها..!