تستعد كلية طب قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة، لاستقبال الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، لمنح جلالته الدكتوراه الفخرية تقديراً لجهوده، وأعلنت إدارة كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، عن منح الطلاب إجازة رسمية يومي السبت والأحد تزامنا مع الزيارة،حيث كان مجلس جامعة القاهرة قرر بالإجماع منح الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين الملك تقديراً للدور المتفرد لخادم الحرمين الشريفين، وقد رحب أساتذة جامعة القاهرة بهذا القرار معتبرين أن الملك سلمان يستحق هذا التكريم بجدارة لمواقفه النبيلة والمشرفة تجاه مصر والعرب والمسلمين، حيث قال الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة إن الملك سلمان شخصية عالمية ومحورية، لها تأثير بالغ، ومشهود، في محيطها العربي والدولي، وسيتم منحه الدكتوراه، لإسهاماته الفياضة في خدمة العروبة والإسلام والمسلمين، ومساندته لمصر وشعبها، ودوره البارز في دعم جامعة القاهرة، بما يؤدى إلى تمكينها من أداء رسالتها نحو مجتمعا المصري، ومحيطها العربي، ولكي يمتد نور علمها إلى آفاق الدنيا. فيما أكد الدكتور عادل عبد الغفار، أستاذ الإعلام والرأي العام بكلية الإعلام جامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام جامعة النهضة إن جامعة القاهرة تتشرف بمنح جلالة الملك سلمان الدكتوراه الفخرية، فهذا الرجل صاحب أياد بيضاء ويستحق عن جدارة كل الشكر والتقدير والتكريم، لافتا إلى الموقف الإنساني العظيم الذي اتخذه الملك سلمان تجاه مستشفيات القصر العيني التابعة لجامعة القاهرة حيث وجه جلالته بمنحة لهذه المستشفيات التي تعالج فقراء مصر والدول العربية، تقترب من مليار جنيه، مما سيكون له بالغ الأثر في تخفيف أوجاع البسطاء الذين يترددون على هذه المستشفيات، ولفت عبد الغفار إلى أن مواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه مصر منذ شبابه المبكر مواقف نبيلة ومشرقة، ولا أحد ينسى كيف وقفت المملكة بجوار مصر في ظروفها الصعبة التي مرت بها، وأكد عبد الغفار أن العلاقات المصرية السعودية ركيزة العمل العربي المشترك، وهذه العلاقات هي سفينة الأمان للعرب والمسلمين للنجاة من أمواج التآمر التي تحيط بالأمة من كل جانب، لافتا إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين وطول مدتها وتنوع اللقاءات التي يجريها جلالته والزيارات التي يقوم بها، ترسل رسالة للعالم كله أن مصر والسعودية على قلب رجل واحد، وأن مستقبل الأمة العربية سوف يكون خيرا بهذا التعاون والترابط والتاخي بين القاهرة والرياض، خاصة أن هاتين العاصمتين قادرتان بإذن الله على مواجهة كل التحديات، وتطرق عبد الغفار إلى أهمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية والإعلامية في مصر والمملكة لمواجهة الهجمة الشرسة ضد الإسلام وتصحيح الصورة السلبية التي علقت بإسلامنا السمح بسبب أفعال بعض المنتسبين إليه ،وختم عبد الغفار تصريحاته بالتأكيد على أن العلاقات المصرية السعودية كانت وستظل رمانة الميزان في العمل العربي المشترك. فيما أكد الدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم العالي الأسبق أنه سعيد بمنح خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة فهى تقدير لمواقف جلالة الملك تجاه مصر ودوره المؤثر عربيا وإسلاميا وإقليميا ودوليا، لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين ذي شخصية عالمية محورية لها تأثير بالغ ومشهود في محيطها العربي والإسلامي والدولي، وله أياد بيضاء في خدمة العروبة والإسلام والمسلمين، ومساندته لمصر وشعبها، ولدوره البارز في دعم جامعة القاهرة، وإطلاقه مشروعا تاريخيا لتطوير مستشفيات جامعة القاهرة، بما يؤدى إلى تمكينها من أداء رسالتها نحو مجتمعها المصري ومحيطها العربي، ولفت شهاب إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمصر مع وفد كبير يضم كافة التخصصات لمدة 5 أيام، زيارة تاريخية للعلاقات المصرية السعودية، وتأتى لإغلاق الثقوب في العلاقات التي تحاول القوى المناوئة افتعالها، وأضاف «شهاب»، أن العلاقات المصرية السعودية نموذج متميز وفريد يتسم بالشمول، بفضل المكانة التي يتمتع بها البلدان، موضحاً أنهما قطبا التعاون في المنطقة، في ظل التماثل لمعالجة القضايا ونظرتهم إلى القضايا الشرق أوسطية، خاصة القضية الفلسطينية. وأشار «شهاب» إلى أن القرن الماضي شمل تميزاً لعلاقات مصر والسعودية، وهو ما يؤكد الترابط القوى بين البلدين، موضحا أن مصر والسعودية قادتا الدول العربية المستقلة إلى توقيع ميثاق إنشاء جامعة الدول العربية واتفاق الدفاع العربي المشترك، ووقفت السعودية بجانب مصر لطلب جلاء القوات البريطانية من مصر، كما وقفت بجانب مصر خلال العدوان الثلاثي، وعوضت السعودية مصر عن التمويل الأجنبي لبناء السد العالي، فيما أشاد ا لنائب البرلماني سعيد حساسين، بزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لمصر وثمَّن «حساسين»، حصول الملك سلمان على الدكتوراه الفخرية من جامعه القاهرة، قائلاً: الملك سلمان يستحق كل شكر وكل تقدير على ما قدمه للعروبة والإسلام والإنسانية من خدمات جليلة. إلى ذلك كشف مصدر بجامعة القاهرة عن أبرز المعلومات عن الدكتوراه الفخرية: تمنح درجة الدكتوراه الشرفية أو الفخرية لبعض الشخصيات كتعبير عن الشكر على الإنجازات العلمية أو الاجتماعية، يعتبر منحها تكريماً مميزاً للشخص وللمؤسسة التعليمية المانحة على حد سواء، يجب أن تكون الجامعة التي تمنح الدكتوراه الفخرية ان تكون قد حصلت على ترخيص بمنح درجة الدكتوراه العلمية، يحب أن يتوفر في شخص المرشح للدكتوراه الفخرية خصوصيات استثنائية في مجالات العطاءات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية، تمنح لشخصيات معروفة ومشهوداً لها بعطاءاتها، وانجازاتها الرفيعة ذات الطابع العام. أما عن مستشفيات قصر العيني، فهي أول مدرسة طبية عربية أنشئت بمصر في عهد محمد علي باشا، فقد أنشئت أول مدرسة قومية للطب في مصر، وألحقت بالمستشفى العسكري في «أبو زعبل»، وكان الفضل في ذلك إلى أنطوان كلوت (كلوت بك) الطبيب الفرنسي المشهور، الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب كبير أطباء وجراحي الجيش المصري. 1827 م ،ثم نقلت مدرسة الطب من «أبو زعبل» إلي «قصر العيني» في السنة 1837م ، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى صاحبه أحمد بن العيني الذي كان قد شيده في عام 1466م. بدأ التفكير في إنشاء متحف قصر العيني في عام 1909، عندما أرسل، محمود المناوي في مهمة علمية للولايات المتحدةالأمريكية في جامعات كاليفورنيا، وأتيحت له فرصة رؤية ما فعله الغرب لتسجيل تراثهم الطبي بالرغم من أن بعض هذه الجامعات يرجع تاريخ إنشائها إلى فترة أحدث من قصر العيني، وبعد عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1973 بدأ في الاتصال بالعديد من الأساتذة لجمع تراث كلية طب قصر العيني الذي كان موزعا بين جنبات الكلية، وبذلك يعد هذا المتحف هو أول متحف متخصص لهذا النوع من المقتنيات الطبية والتحف الفنية التي تخدم وتؤرخ لتاريخ الطب في مصر، بل وبعض الدول الأوروبية التي كانت لها علاقات طيبة بمصر في ذلك الوقت، ويضم المتحف بين جنباته الكثير من الأدوات الطبية التي استخدمها مشاهير علماء الطب من المصرين والأوربيين منذ إنشاء مدرسة الطب المصرية في عهد «محمد علي باشا» كما يضم الكثير من الكتب الطبية النادرة ولا سيما في علم التشريح هذا فضلا عن كثير من التحف الفنية النادرة التي تصور بدايات مدرسة الطب في منطقة أبو زعبل ومدرسة طب قصر العيني بالقاهرة. تم هدم مبني قصر العيني القديم ليحل محله مبني حديث يتواكب مع مستحدثات العصر، وذلك في السنة 1980م ،كما تم توقيع عقد إنشاء مستشفي قصر العيني الجديد مع مجموعة فرنسية (كونسرتيوم) مكونة من ثلاث شركات: سوجيا، ايبوتي دي فرانس، ست فولكييه. وذلك في السنة 1984م. فيما أصدرت جامعة القاهرة شهادة استلام مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد من المجموعة الفرنسية في شهر نوفمبر، وبدأت مرحلة التشغيل الأولى في السنة 1995م ،حيث قام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والرئيس الأسبق الفرنسي جاك شيراك بافتتاح مستشفي قصر العيني التعليمي الجديد في الثامن من أبريل، وذلك في السنة 1996م.