ينظر المرء من حوله، فيجد الناس إما يبحثون عن ما يقدمونه بعدما يتمون على أنفسهم كل المتطلبات وزيادة، ومنهم من تجده يحمل هم غيره ليبدأ بحياته معهم وبهم ومنهم. ومن هذا المنطلق تجد في المجتمع، فئات أبت على نفسها إلا أن تقدم ما تجود به النفس من مال، وبدن وجاه ليقدم شيئا تجاه جزء من المجتمع يحتاج إلى الوقوف معه، ليكون لبنة من لبنات المجتمع الفاعلة. لقد تنوع العمل والإبداع بتنوع مكانته وطبيعته، وسخر الله لكل مجال رجال، فالعمل الدءوب هو مما يميز حب الانتماء للوطن والعمل؛ وحسب المزاحمة والتنافس إليه سواء تنوع المجالات، أو تعدد العاملين بهذا المجال، لذلك هناك أعمال خير كل يبدع بها ، بينما هناك أعمال خير يبدع بها المرء ثم يتبعه الآخرون، والأهم أن يخص الله أناس بأعمال خير لا يبدع بها إلا القليل. ومن هذا المنطلق ساق الله لجمعية «العوق السمعي» الخيرية بالقصيم، أناس سخروا أنفسهم للنهوض بهذه الجمعية للوقوف مع مصاف الأعمال والجمعيات التطوعية، فسابقوا الزمن وحملوا على عاتقهم هم جزء من المجتمع يحتاجون العمل معهم لا العمل عنهم، أولئك هم ذوي العوق السمعي الذي وجدوا ضالتهم بهذا الصرح المميز يلملم أعمالهم ويبرز قدراتهم وينمي معارفهم وثقافاتهم. وجمعية العوق السمعي، قدمت خدماتها التدريبية والترفيهية والتعليمية والبرامجية لما يربو على 550 أصما وضعيف سمع بنين وبنات، على مستوى منطقة القصيم. ذلك الصرح لم يقم ولم ير النور بهذا الإبداع، إلا بتوفيق من الله عز وجل، ثم بدعم وعطاء لا ينضب من رجالات لم ينسوا هذه الشريحة وهم في خضم الحياة العملية والعطاء للمجتمع، وشاركوهم أفراحهم ونجاحاتهم. إن من القامات البارزة التي ارتكز نجاح الجمعية وشقت طريقها للإبداع رجل المهام وصاحب العمل الهمام والانجاز المتنام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، والذي تباشر الصم بتشريفهم للقاء مع الصم وليس غريبا من رجال نهلوا العز والكرم والقيادة من منابعها .. فالفخر والإبداع ينساق لجمعية العوق السمعي بالقصيم.