أبرم وزير الإسكان ماجد الحقيل أمس في عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول، مذكرة تفاهم بين وزارته ووزارة الأراضي والنقل والبنية التحتية في كوريا الجنوبية، التي كان من أولى ثمارها توقيع مذكرة تفاهم أخرى بين «الإسكان» وتحالف كوري سعودي لتطوير 100 ألف وحدة سكنية في العشر سنوات المقبلة في شمال مدينة الرياض. وفيما لم تبين وزارة الإسكان تفاصيل تكلفة ومساحة المشروع، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أمس، أن المشروع يقع على مساحة 38 كيلومترا مربعا، ويبعد 14 كيلومتراً جنوب مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وبتكلفة تقدر بنحو 18 إلى 20 مليار دولار. وتأتي هذه المذكرة بناء على الموافقة التي صدرت من مجلس الوزارة بموجب الأمر السامي الكريم بتاريخ 16-5-1437ه، التي صدرت إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو وولي ولي عهده -حفظهم الله ورعاهم- بتسريع ملف الإسكان من خلال الاستفادة من التجارب الدولية في كيفية الحصول على عدد كبير من الوحدات السكنية في أزمنة قصيرة نسبياً، وكذلك العمل على دعم وزارة الإسكان بروافد مالية تساعدها على تمويل نفسها بشكل ذاتي لتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي. جدير بالذكر أن التجربة الكورية كانت محط أنظار الكثير من المراقبين لقطاع الإسكان، حيث استطاعت تقديم حلول عملية ساعدتها على تشجيع القطاع الخاص بتولي عملية الإسكان وجذب الاستثمارات المتعددة لهذا القطاع، وبالتالي تفريغ الوزارة لسن القوانين والتنظيمات لهذا القطاع. وشملت مذكرة التفاهم على جوانب عملية صناعة الإسكان كافة، كان على رأسها تبادل الخبرات في طرق البناء السريعة التي تساعد على تقديم منتجات سكنية جاذبة، في أوقات زمنية قياسية، إضافة إلى آليات تشجيع الاسثتمار في قطاع الإسكان، كما شملت المذكرة تنظيم ورش عمل مشتركة وتبادل الزيارات بين المختصين من البلدين، وإقامة المؤتمرات والندوات التي تساعد وزارة الإسكان على عمل نقلة نوعية في تقديم منتجات سكنية تليق بالمواطن السعودي وتطلعاته. وسيعمل التحالف الكوري السعودي الذي يتكون من شركتين كوريتين هما «دايو» و»هانوا»، وشركة ثالثة سعودية هي «عبر المملكة سبك»، على تحقيق تطلعات وزارة الإسكان وترجمتها على أرض الواقع، حيث سيقوم التحالف بترتيب عمليات التمويل والتطوير والتسويق والبناء والتشغيل والصيانة كافة، وسيكون هذا المشروع مثالا يحتذى به في المدن ذات الاستدامة والاكتفاء الذاتي، حيث يحتوي المشروع بالإضافة إلى ال100 ألف وحدة سكنية، على مجمعات تجارية ضخمة وحدائق ومتنزهات ومرافق حكومية وعلى خدمات تجارية متميزة، وتعمل وزارة الإسكان على أن يكون هذا المشروع مثالا يحتذى به في المشروعات كافة التي ترعاها الوزارة. ومن المعلوم أن شركة دايو تعد من الشركات العملاقة على المستوى العالمي، تأسست منذ أكثر من 40 عاماً، وتتواجد في 30 دولة ولديها قوة كبيرة في إدارة المشروعات وبناء الضواحي والمدن الصغيرة، وقدمت حلولا إسكانية عملية في كل من ماليزيا وليبيا وغيرها، وقد حصلت على المركز الأول لمدة سبع سنوات في تطوير المساكن. أما شركة هانوا فهي واحدة من الشركات العالمية المتخصصة في الإسكان سواء العمودي أو الأفقي، وتأسست منذ أكثر من 60 عاماً، ولها أكثر من 100 فرع في دول العالم، وتتميز بسرعة تصنيع القوالب الخرسانية، وكذلك سرعة إنشاء الوحدات السكنية، وقد تم اختيارها -مؤخراً- لبناء 100 ألف وحدة سكنية في العراق. بينما شركة عبر المملكة سبك، فهي الشريك السعودي في التحالف، وقد تأسست منذ أكثر من 25 عاماً، ومصنفة على الدرجة الأولى في أربعة مجالات، وهي متخصصة في تنفيذ البنى التحتية، وكذلك إنشاء الطرق والجسور والمستشفيات والفنادق والمجمعات السكنية والتجارية، ويعمل بها أكثر من عشرة آلاف موظف، ولديها مصنع صلب ستيل للحديد ومصنع أسمنت الشمالية. وتأتي هذه المذكرات كنتيجة لمتانة الاقتصاد السعودي وثقة الشركات العالمية فيه، خصوصا القطاع العقاري، حيث ستقوم الشركات بالاستثمار في تنفيذ هذا المشروع. وقد اطلع وزير الإسكان والوفد المرافق له على بعض التجارب الكورية الناجحة وزار عددا من مشروعات الشركتين، واستمع الجميع إلى شرح مفصل من الوزير الكوري عن هذه التجارب. وقالت وزارة الإسكان في تصريح لها «إن مذكرة التفاهم للتعاون المشترك مع وزارة الأرض والنقل والبنية التحتية الكورية تهدف إلى إقامة تعاون مشترك في مجال الإسكان وإيجاد قنوات لتبادل الخبرات الإدارية والفنية وتهيئة السبل المناسبة لمشاركة الجهات والشركات التي تنتمي لأي طرف منهما في تنفيذ مشروعات إسكانية وبنى تحتية لدى الطرف الآخر». وشملت الاتفاقية نطاقات تعاون متعددة من أبرزها تبادل الخبرات والمعلومات والمعرفة فيما يتعلق بتطوير الإسكان وإدارته وتنفيذ المشروعات الإسكانية وتطوير طرق وأساليب البناء المعتمدة في البلدين والاستفادة من التجارب الناجحة في تنفيذ سياسات الإسكان في البلدين، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات الكبيرة لشركات الإسكان الكورية الرائدة في هذا المجال. كما نصّت المذكرة على تشجيع الشركات في البلدين للمشاركة في تنفيذ مشروعات إسكانية لجميع فئات المجتمع وتشجيع المبادرات المشتركة في التصميم والبناء في مجال الإسكان، والتعاون في مجال المختبرات الهندسية الخاصة بالبناء والتمويل الإسكاني والرفاه الذي يتيح للمواطنين بيئات إسكانية تنافسية، كما أكدت على مجال تصميم البنى التحتية للمشروعات الإسكانية وتنفيذها.