فجعت أسرة القاضي بفقد ابنتها البارة لولوة محمد القاضي والمعروفة بأم هاني.. في مدينة الخفجي. لقد عرفت على مستوى الأسرة وفي محيط مجتمع الخفجي الصغير بأنها الطيبة الطاهرة، فهي خير لا شر فيه. كسبت القلوب بلطفها، وأسرت أحبتها بابتسامتها التي لا تفارق محياها، وقد ألفت الناس وألفوها، وجعل الله لها القبول في من حولها.. رحمك الله يا أم هاني. لقد مثَّلت دور الأم والأخت المشفقة على الكل وقد رافقت زوجها للعمل في الخفجي، منذ سنوات طويلة وصارت عمدة الأسر هناك، احتوتهن، زودتهن بخبراتها وتجاربها، فتحت لهن بيتها وقلبها، وواصلت في الخفجي مشوار زوجها رحمه الله في العمل الخيري. رحمك الله يا أم هاني. في آخر زيارة لها للرياض التقيتها وتوسلت إليها مع من كانت حاضرة جلستنا بتمديد بقائها بيننا أياماً، فأبدت شوقها لأحفادها ورغبتهم بعودتها. رحلت لربها وهي تنهي وضوءها للصلاة، وهذا إن شاء الله من حسن الخاتمة، كما شُوهد عليها أمارات تبشر بخير، فبالابتسامة أشرقت على وجهها حية وميتة، كما أنها رفعت إصبعها تَشهد بالوحدانية لله عز وجل. رحم الله أم هاني وأسكنها فسيح جناته، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وألهم ابنتها وابنيها وأخاها وأخواتها ومحبيها الصبر والسلوان. وعزاؤنا بأن هذا هو الحق وما وعد الرحمن، ولا نملك إلا التسليم لقضاء الله وقدره {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. دعائي لها بالثبات، وأن تحشر في زمرة الشهداء. اللهم إنا استودعناك أم هاني، فأكرم نزلها، ووسع مدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجمعنا بها وكافة محبيها بجنة المأوى.. رحم الله أم هاني، فهي بحق حمامة سلام.