السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: استيقظت منطقة القصيم على حادثة قتل رجل الأمن وكيل الرقيب بدر حمدي الرشيدي، رحمه الله وجعله عنده من الشُهداء، على يد خمسة إخوة وذلك في مكان معزول، وتم استدراجه من قِبلِهم واستغلال رابط القرابة بينهم وبين المغدور به، والناظر والمُتأمل في أعمار هؤلاء يجدُ أنهم حديثو الأسنان (الأعمار)، بين الثامنة عشر والثلاثين. هؤلاء هم الخوارج الكفرة التي أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة صحيحة، وحذّر منهم، ومن السير على نهجهم، وأنا هُنا لستُ أذكرُ منهجهم، وبيان معتقدهم والتحذيرَ منه، فقد كتبتُ في هذه الصحيفة في العدد15720، مقالاً عن ( فكر الخوارج)، وبينت آثار هذا الفكر على الأفراد والمُجتمعات، وأدلة هذا الفكر المنحرف من الكتابِ والسنّة، وقد امتلأت صفحات هذه الجريدة الغراء بكتابات عن هذا الفكر الضال، والتحذير منه فهذا الفكر لا يرتبط بمكان أو زمان ولا بمكانة اجتماعية أو علمية، فيجب على الجميع أفراداً ومؤسسات مُجتمعية مُحاربة هذا الفكر الدخيل على مُجتمعنا الإسلامي، والتصدي له، ولا ننسى مسؤولية الأُسرة تجاه أبنائها ومتابعتهم والعناية بتربيتهم التربية الإسلامية وفق الكتاب والسنّة حتى تسلمَ أفكارهم ومُعتقداتهم، وذلك من خلال اتخاذ أسلوب الحوار الهادئ والهادف إلى تحصينهم من هذا الفكر المتطرف. وبعين المُتابعة نجد بحمد الله أنه مهما قام هؤلاء المارقون عن الدين بأيِّ عملٍ إجرامي، فإنّ ذلك لا يزيد إلا تماسك الراعي مع الرعية ونبذ التطرف بجميع أشكاله وصوره. وفي ختام مقالي هذا أسأل الله أن يحفظ هذه البلاد من كل مكروه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ونائبيه، ويُعينه على تحمل أعباء الملك وأن يُسدد خُطاك إلى ما فيه عز الإسلام والمسلمين.