سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
للمملكة وقفاتها التاريخية وساعدتنا في كل المراحل ولا نستطيع أن نفيها حقها بما قدمته للبنان إلا بالوفاء رئيس وأمين عام وأعضاء مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة يزورون «الجزيرة» لنقل موقف اللبنانيين في المملكة من تطورات العلاقة بين البلدين الشقيقين:
حضروا بالنيابة عن الجالية اللبنانية المقيمة في المملكة يقدمون اعتذارهم لما بدا من وزارة خارجيتهم لعدم استنكارها ما قامت به إيران لحرق السفارة السعودية في طهران، وما يقوم به حزب الله من إساءة للمملكة، مؤكدين وقوفهم مع الإجماع العربي إلى جانب المملكة في وجه حملة الافتراء التي تقودها شريحة من اللبنانيين، مشيرين إلى متانة العلاقات التاريخية التي تربطهم بالشعب السعودي التي لم تهزها أية ارتهانات،كما أكدوا مساندتهم للمملكة وشجبهم لأي اعتداء عليها مهما كان نوعه، مقدرين وقفات المملكة إلى جانب لبنان واللبنانيين في مختلف المراحل. هذا ما تضمنه اقتراح أعضاء مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة خلال زيارتهم ل»لجزيرة» مقدمين اعتذارهم معربين عن اعتزازهم بأدوار المملكة التاريخية في صناعة لبنان الحديث. واستهل رئيس التحرير الأستاذ/ خالد بن حمد المالك كلمته مرحباً بالوفد الزائر قائلا: بداية أود أن أرحب بالإخوة في زيارتهم لصحيفة الجزيرة، واجتماعهم بنا في هذا اليوم المبارك، وأؤكد أن صحيفة الجزيرة في مواقفها وسياستها تنظر إلى لبنان واللبنانيين كبلد شقيق وإخوة أعزاء بصرف النظر عن دياناتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم السياسية، أما ما يخص تباين وجهات النظر مع بعض اللبنانيين ولا أعمم فهي المواقف التي لا تخدم بطبيعة الحال لبنان ولا المملكة ولا الشعبين الشقيقين، كذلك الامتداد التاريخي للعلاقات؛ حيث كانت المملكة دائماً سنداً وعضداً للبنان وشعبه، وتنظر إليهم دائماً في البلد الصغير مساحة والكبير بإمكاناته وحضارة شعبه وتميزه، وأيضاً مساحة الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها هذا البلد الشقيق، ومواقف المملكة الدائمة مع لبنان هي مواقف مشهودة معروفة لا تريد مقابل ذلك سوى رؤية لبنان متعافياً ومستقراً وقراره بين حكومته وشعبه. لكننا لاحظنا، ولعلكم تشاركوننا الرأي، وجود فئة من اللبنانيين متمثلة في حزب الله تحديداً خرجت عن السياق الطبيعي للبلد وانضوت تحت راية إيران والنظام السوري نظام بشار الأسد دون تفكير بمصلحة لبنان. وأكمل المالك مشيراً: إنه عندما نتحدث عن حزب الله فهذا لا يعني الشيعة بشكل عام الذي منهم اللبناني العربي الصميم، ولكن الكلام يخص هذا التنظيم الذي نعتبره نحن في المملكة تنظيماً إرهابياً يمس استقرارنا ودول الخليج إلى جانب مستقبل الدول العربية لاسيما أن نفس المملكة كان طويلاً منتظراً تصحيح هذا السلوك الذي لا يخدم لبنان ولا العرب ولا اللبنانيين ولا السعوديين، كما حاولت المملكة الوصول إلى مصالح وقواسم مشتركة تعالج هذه الأزمة وتعيد لبنان إلى استقراره وأمنه ومستقبله، غير أن كل المحاولات تصطدم بالتدخل الإيراني في الشأن اللبناني إلى جانب التدخل السوري الذي حاولته معه المملكة أيضا؛ حيث زارها الملك عبدالله بن عبد العزيز - رحمه الله - عندما كان الموقف متأزماً بين لبنان ونظام الأسد لأجل إعادة التلاحم بين البلدين وشعبيهما، اللحمة بين النظامين والشعبين، لكن للأسف لم تكن هناك أية نتائج في هذا الجانب. وأضاف رئيس التحرير، مبيناً أن المملكة لا تنحاز مع فئة دون أخرى في لبنان، كما تعرفون، ذلك هذا الدعم البالغ مقداره 4 مليارات لم تشترط تسليمه للمستقبل أو بقية الأحزاب بل قدمته إلى الجيش الوطني والأمن الداخلي الذي يشمل كل مذاهب وديانات اللبنانيين، على عكس ما تفعله إيران التي تدعم تنظيم حزب الله فقط دون الشيعة أيضاً، وذلك بهدف خلط الأوراق في لبنان والمنطقة العربية؛ كونها ترى ذلك جزءاً من نظامها، ولعلي أشير إلى تصريح نصر الله المتداول وهو تصريح قديم لكنه ينم عن التوجه الفعلي لهذا الحزب الذي لا يكتفي بتحويل لبنان إلى دولة إسلامية، بل يهدف إلى تحويله إلى دولة بأمر الإيرانيين وتعد جزءاً منهم من ولاية الفقيه، وهكذا يظهر من خلال تصريحاته. وأردف المالك خلال كلمته قائلاً: عموماً ما حدث الفترة الأخيرة لا يسر المملكة والإعلام السعودي ولا اللبنانيين الشرفاء، سواء المقيمون في المملكة أو المقيمون في المهجر، إضافة إلى سكان لبنان؛ حيث أعتقد أنه لا يسرهم هذا الوضع أو الأزمة التي وصلت إليها العلاقة السعودية اللبنانية، وأنا هنا أتحدث بصفتي إعلامياً لمؤسسة صحيفة الجزيرة أهلية المجال والتي أسسها مجموعة من المواطنين، لا علاقة للدولة بها، تقدم الدعم وليست شريكة. الآن، والحديث لرئيس التحرير، إن الجزيرة أخذت موقف العتب على صمت الشعب اللبناني ليس في الفترة الأخيرة تحديداً بل نحن نقول إن القنوات التلفزيونية مثل المنار والميادين وغيرها والإعلام اللبناني المتسلط على المملكة دون وجه حق، المملكة وإعلامها انتظروا مبادرة المقيمين اللبنانيين في المملكة ليكون لهم صوت قوي داخل لبنان كونهم أقرب الناس إلى معرفة الواقع الحقيقي الجاري في المملكة، وقد أشرت للفكرة خلال مقال سابق لكن ما حدث لم يكن في تصورّي ، لا سيّما أن لديهم قدرة الاستفادة من التمويلات المتاحة كون العقلية اللبنانية الموجودة من المفترض يكون صوتها عالياً ومسموعاً وتبذل جهودها ، لكنني أتكلم عن المعلن الذي شاهدناه على مدار السنوات التي مضت وتضمن حدّة الهجوم على المملكة، وسقف تطاول بشكل مرتفع، وكان العتب على المواطن اللبناني المقيم لدينا؛ سواء أكان مسيحيا أو سنيا أوشيعيا أو درزيا، وبقية الفئات التي لم تفرق بينها المملكة بل تنظر إليهم على أنهم إخوة طالما لم يثبت تآمر أي منهم على المملكة وأمنها، الأمر الذي قد يصدر من أي شخص كانت ديانته أو مذهبه أو جنسيته؛ حيث تأخذ الإجراءات النظامية بحقه. وأضاف المالك: إن الفرد اللبناني على مدار التاريخ ذو حظ كبير من العناية والاهتمام، وهذا لا شك يدل على كفاءته وليس الأمر مجرد عواطف؛ حيث يثبت جديته في العمل، وأثبت إخلاصه في العمل وأيضاً أخلاقه وحسن تعامله في عمله في المملكة، وهذا ليس مجاملة أو ادعاء يدعيه اللبناني هذه حقيقة طبعاً واضحة ومعروفة من الجميع، نحن طبعاً ليس من المصلحة في تصوري الشخصي تصعيد الموضوع والخلاف وإنما المصلحة تقتضي أن يكون هناك تهدئة وهناك تفهم وهناك ضغوط على من يؤجج هذه المشاكل، ضغوط عليهم على الأقل يلتزمون الصمت لأنه حينما يكون الإعلام في لبنان دائماً يعتمر بحزب الله أو بنصر الله ولا يفكر في مصلحة لبنان واستقرار لبنان طبعاً هذا له حدود الصمت يعني ما تستطيع المملكة تتصور أنه إلا أن تأتي اللحظة التي تنفجر فيها، كما حدث لما أوقف عملية الدعم يعني المملكة دعمها لم تقتصر على ال 4 مليار ، حيث بدأت دعمها قبل مؤتمر الطائف الذي نجحت من خلاله في إصلاح الخلافات والحرب الأهلية التي امتدت ( 15 ) سنة، الأمر الذي لم تستطع أي دولة القيام به سوى المملكة التي استمرت تدعم ولا تزال؛ سواء الودائع الموجودة التي حمت الليرة اللبنانية من الانهيار، وأيضاً الدعم، عمليات الدعم الأخرى التي أعتقد أن فيه لبناني يحتاج للمملكة وكانت المملكة لها موقف سلبي، والسياحة، الآن السعوديون يخشون على حياتهم أن يذهبوا إلى لبنان كانوا يشكلون الرقم الأكبر في السياحة في لبنان، ويجدون المتعة هناك والمعاملة الكريمة هذا في السابق وأصبح الآن يثيرون الخوف من المطار لا يتعدى السائح الضاحية ولا يصل وسط بيروت أو الجبل إلا والخطف يكون مترصدا له في الطريق. وقال المالك: أنا أتكلم بصفتي الشخصية لا باسم الدولة أو مسؤوليها، وأنتم أيضاً بالمثل عندما تتحدثون، والفرصة متاحة لكم كمؤسسة تعمل هنا في المملكة، لذلك يأخذ كل فرد حقه في إيصال صوته من خلالكم إلى المسؤولين في المملكة، وبالتالي هذا رأيكم الشخصي لا تمثلون أحداً غيركم وإنما تنتمون لقطاع هام جدا هو الاستثمار الذي لم يتعرض المقاولون أو العاملون فيه إلى أي سوء ولن يضرهم ما يجري الآن في لبنان؛ لأنهم في النهاية لا ذنب للموجودين في المملكة، أنا أعتقد أنه يجب أن يكون لكم دور أكثر من عملية، أنتم تعملون في المملكة يجب أن يكون لكم دور مؤثر؛ سواء داخل المملكة مع المسؤولين هنا أو دور مؤثر مع مسؤولين في لبنان؛ لأنه عملكم وموقعكم كسفراء للبنان لدى المملكة، وبالتالي العمل الذي تؤدونه ممكن يكون أكثر فاعلية من سفارة لبنان في المملكة وأكثر مما يمكن أن تؤديه سفارة المملكة في لبنان. على أية حال، مرة أخرى أنا سعيد بزيارتكم وفخور بها، ولدينا مجموعة من اللبنانيين في الجزيرة يؤدون دورهم وهو موضوع فخر واعتزاز بإخلاصهم ومهنيتهم وأيضاً معاملتهم الكريمة، شكراً على زيارتكم، وبكل صراحة ليس هناك عتب أكثر مما نحن كتبناه، وهناك مقالات تصب في هذا الاتجاه والتوجه نحو مصالح بين لبنان والمملكة، وليس تأزيم الموقف؛ سواء الذي نشر أو الذي في المستقبل وكل ما كتب هو في النهاية تركيز على «حزب الله» ليس أكثر؛ لأن حزب الله مشكلة ليس هناك مشكلة أخرى مع أي حزب، لن نتكلم عن الأحزاب الأخرى على الأقل لها حقها أن تختار السياسة التي تريد، لكن لا تكون فيها إساءة للآخرين؛ سواء للمملكة أو غيرها. من جانبه، قال أمين عام مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة فادي قصوف: نحن نعجز عن الشكر لوجودكم معنا واستقبالكم لنا، والحقيقة تحدث الأستاذ خالد المالك عن شقين: الأول الذي اعتبره، وكأنه نحن نتكلم، نحن ندين للمملكة تاريخيا بالمساعدات والوقوف إلى جانبنا في كل المراحل ونحن لا نستطيع أن نفي للمملكة بما قدمته للبنان إلا بالوفاء، والله يقدرنا أن نقوم بما يجب أن نقوم به ضمن إمكانياتنا، نحن رجال أعمال بعيدون عن السياسة وعن الأحزاب، ولكن إن شاء الله، نقوم بما هو يجب أن نقوم به اتجاه المملكة، والذي يحصل في لبنان وما يحصل في المنطقة العربية هو شيء تاريخي بين بني فارس والأمة العربية، بني فارس لم تستطيع دولة في تاريخ العالم الدخول إلى مدن فارس إلا من جاء من هذه الجزيرة العربية ودخل ونشر الدين، وعلمهم كيف يتحضرون دينيا وفكريا وعلميا والتاريخ إن شاء الله يعيد نفسه. وقال فادي قصوف: لن نستطيع أن نجاري بلاغة سعادة رئيس التحرير فأنتم قادرون جداً، ومن الصف الأول من الصحفيين والإعلاميين في المملكة وعلى الصعيد العربي، عذراً نحن رجال أعمال، لم نتمكن من مجاراة بلاغتكم، ما هو واضح لدينا عواطفكم الظاهرة التي أبديتموها في كلمتكم في الترحيب بنا، وكذلك صراحتكم، فإن صراحتكم أعجبتنا، وهي من يضع الأصبع على الجرح وسوف بإذن الله نراعي كل ما قمتم به من توجيهات وإرشادات نقوم بها لمصلحة البلدين. جئنا نحن وفدا من مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية بالنيابة عن الجالية اللبنانية نستودعكم ونبلغكم وقوفنا جميعاً مع الإجماع العربي إلى جانب المملكة في وجه حملة الافتراء التي تقودها شريحة من اللبنانيين ضلوا الطريق، واعتراضا على موقف متراجع للأسف للخارجية اللبنانية، إن العلاقات التاريخية التي تربطنا نحن كجالية وكلبنانيين بالمملكة وشعبها الطيب أمتن مما أن تهزها ارتهانات البعض ومواقف متراجعة للبعض الآخر، إننا إذ نساند المملكة الحبيبة ونشجب أي اعتداء عليها من أي نوع نؤكد على الوفاء لمن فتح لنا أبواب رزق في دياره ومن تعاملنا معه معاملة الأخ لأخيه، لا لن تهز أية رياح مرتهنة أواصر صداقة مجذرة ومعاملة شريفة بين شعبينا. إننا إذ ننقل لكم بصدق خالص المودة والاعتراف بالجميل نرجوا من سعادتكم تعميم سياسة المحبة والمودة والاحترام المتبادل بين السعوديين وإخوانهم اللبنانيين في جريدتكم الغراء لتنكفئ بعض مقالات الفراق فتحل مكانها مقالات وتحاليل تصب في خانة الوفاق ورأب الصدع، فاللبناني بطبعه أصيل والسعودي خير حبيب، والعلاقة بينهما أصلب من أن تهزها مصالح البعض وارتهاناتهم، لكم منا كل محبة وتقدير وعرفان، لنا منكم بدون شك إلا التفهم وسعة الصدر.. دمتم ودام لبنان ودامت المملكة العربية السعودية. وقال ربيع الأمين - أمين المجلس الاستثماري اللبناني: أنا موجود في المملكة منذ ( 18 ) سنة والآن المجلس خلال السنتين أو الثلاث السنوات الماضية قام بعدة أنشطة في لبنان: سياسية وإعلامية، اعتراضاً على التطاول على المملكة العربية السعودية من بعض الأطراف اللبنانية، ومؤخراً اعتراض واستنكار لموقف وزارة الخارجية اللبنانية، لكن حركتنا اللبنانية ما كنا نطلع بالإعلام السعودي ونتكلم بشكل كبير، وما كنا نعبر عن هذه الصورة للإعلام السعودي، ونحن اليوم جئنا بالكتاب الذي أصدرناه في شهر أبريل الماضي «حملة شكرا كفا» يحتوي على زيارات لمختلف السياسيين اللبنانيين، وكان هاجسنا أن التطاول على المملكة العربية السعودية يعرض المواقف بين السعوديين واللبنانيين إلى حساسيات نحن ليس بحاجة لها، وكنا نقول لا يجوز أن تتدخلوا بين اللبنانيين والسعوديين، ذهبنا إلى «حزب الله» وجلسنا معه ساعة وكانت جلسة عاصفة ومعظم الإخوان الموجودين اليوم كانوا موجودين في الجلسة بالإضافة إلى إخوان آخرين جاءوا من مختلف المدن السعودية مع الأسف كان «حزب الله» لا يهتم، ولديه انزعاج من المساعدة، وكان يتكلم عنها باستهزاء، إن هذه لم تستمر لأنها تشكل له نوعا من العثرة لمخططاته ونشاطاته، إذا دعم الجيش اللبناني شيء مزعج ل «حزب الله»، سحب الدعم أكيد يفرحه، التضييق على الجالية اللبنانية في الخليج العربي سيفرح «حزب الله». من جانبه، سأل الزميل عبدالوهاب القحطاني نائب رئيس التحرير قائلا: هل قمتم بأنشطة في لبنان مؤخراً ؟ أجاب أمين المجلس الاستثماري اللبناني موضحاً زيارتهم لرئيس الحكومة وعدة شخصيات طالبين منهم تبّني مواقف يتكلمون من خلالها وحذرناهم إلى ما وصلنا إليه الحال اليوم، وهذا هو النشاط. وسأل مجدداً الزميل عبدالوهاب حول استفادتهم من الإعلام ؟ وأكد أمين المجلس الاستثماري اللبناني استفادتهم من تغطيات الإعلام اللبناني وبعض وسائل الإعلام السعودي. فيما تداخل محمد شاهين، رئيس المجلس الاستثماري قائلا: طالبنا وزير الخارجية بأمرين أحدهما الذهاب إلى جامعة الدول العربية وتقديم اعتذار للمملكة العربية السعودية أو الاستقالة من منصبه، ولذلك نحن تحركنا ثقافي إعلامي إخباري ونستمد هذا الفكر من علم السلام والإسلام من المملكة هكذا تعلمنا، ونعترف بأننا لم نجازي المملكة التي ساهمت في إعمار لبنان وقدمت له المساعدات ومنحته ثمن سلاح لأمنه واستقراره، لا مقاتله جاره أو أبناء شعبه أو تخريب بلاده. وقال الزميل منصور عثمان، مدير تحرير الشؤون المحلية في مداخلته: خلال وجودكم في المملكة شاهدتم النضج الاجتماعي وعدم الإقصاء والاستسلام للعداءات المتكررة الإعلامية شديدة الوطأة وغير العادلة للمملكة الذي يمثلها «حزب الله» من الميادين وقناة الجديد، ومن الصحف، لكن المجتمع السعودي أثبت أنه شعب متسامح ومحب، وأشار الزهراني إلى حديث أمين عام مجلس العمل والاستثمار اللبناني في قوله عن العداءات التي تقودها شريحة من اللبنانيين، ولم تسمي «حزب الله» لكن اتهم أنها محسوبة على وزارة الخارجية ؟ أجاب الأمين العام، مشيراً إلى صفة وزارة الخارجية الرسمية: أما نحن كمواطنين لبنانيين نخاطب حكومتنا التي تعد مسؤولة عن المغتربين، مشيرا أن الوزارة تخاطر بمصالح (500) ألف لبناني منتشرين بدول الخليج. وتداخل الأستاذ خالد المالك قائلاً: أعتقد أن تجاهلهم الحديث عن تسميتهم ب «حزب الله» راجع لسيطرته على الحكم هو الآن الحاكم ولا يستطيع لبنان التطاول على الحزب، كذلك بشار الأسد الذي لم يستطع إيقاف المد الثوري طيلة خمس سنوات ولا معمر القذافي استطاع بكل دمويته أن يفعل ذلك ، والآن علي عبدالله صالح والحوثيين بالرغم من سرقتهم لكافة ثروات وأسلحة اليمن لكن لم يستطيعوا أن يقاوموا، وأضاف المالك: نحن لا يهمنا أحد عرض حياته ومستقبله ل «حزب الله» نحن نتكلم عن سياسة عامة المواطنين إذا أيدوا بصوتهم لم يطلب منهم أكثر من هذا.. فاليوم لو تحدثت عن الجوانب الايجابية في المملكة من ناحية التعامل مع الجاليات، الأمر الذي يكفي للرد بطريقة غير مباشرة وانتقاداً للشريحة التي أشار لها الأمين العام، وهي ليست مشكلة حيث لم يتوافر حديث يخص المملكة في السابق، ولكنها ربما ضارة نافعة تجعلهم يتحدثون بما يعرفونه ولا نريد شيئا مغالطاً للحقيقة لأنه في النهاية يساهم في استمرار تأزيم الموقف بين المملكة ولبنان، حتى»حزب الله» يفترض أن يعيد حساباته ويفكر تفكيراً جيداً أنه ليس من مصلحته الاستمرار في السياسة الحالية التي لا تخدم لبنان وعلاقتها بالدول العربية ولن تفيد إيران، كونها يعتبر لديها ورقة محروقة أرادوا من خلالها السيطرة على المنطقة ولم تنفعهم. وطالب المالك المقيمين اللبنانيين في المملكة التفكير بإستراتيجية تمكنهم من وضع العلاقة في إطارها الصحيح لمصالح الدولتين والأمة العربية بصرف النظر عن الانتماءات الدينية والعرقية وغيرها، حيث يهمنا أن تكون علاقة المملكة ولبنان في تعاون مع بعضهم والجميع الذي يتفهم تركيبة لبنان السكانية ، التي تكاد صعبة حالياً في ظل رغبة «حزب الله» بتغيير الأمور، كما أشير إلى وقوف نسبة كبيرة من الشيعة ضد هذا الحزب بحيث ينتقدون سياسته التي تضرّ بلبنان ومصالحه، والأمر لا يقتصر على الطائفة الشيعية، حيث يوجد أعداد كبيرة تنتمي للطائفة السنية لكنها تؤذي بقية المسلمين كما يفعل « حزب الله»، وهذا الخلل في العقل العربي موجود؛ سواء كان سنيا مسلما أو غير مسلم، وأصبحنا نتعامل مع الأحداث بوصفها بالطبيعي، وحالياً أمامنا حادثة وزير خارجية لبنان الذي يفترض منه على الأقل شجب العمل العدواني تجاه بعثات المملكة الدبلوماسية في إيران غير المبرر وغير المتفق مع الأنظمة والسياسات الدولية رغم أن البعثات الدبلوماسية في حماية النظام الإيراني، لكنني أقول: ما حدث أيقظ الجميع؛ سواء في المملكة أو لبنان أو المنطقة العربية وغيرها من الدول الإسلامية إلى وجود خطأ يتطلب معالجته وتلافي تكراره، واليوم نتيجة الموقف السعودي أعتقد أن كثيرا من الدول العربية والإسلامية أيدت المملكة، ولن يكرر هذه التجربة، والمملكة قادرة أن تحمي نفسها وتدافع عنها، ولكن تريد أن تسجل موقفاً. وقبل الختام، تداخل الزميل عبدالوهاب القحطاني متسائلاً: هل يساوركم أدنى شعور بعد وقوع الازمة الحالية في اتخاذ المملكة أية إجراءات سلبية تجاه مصالحكم؟ نفى رئيس المجلس الاستثماري، مخاوفهم من هذا الإجراء إطلاقاً؛ حيث يقول ليس لدينا أي شعور كوننا نتعامل بشكل مباشر مع المواطنين السعوديين وبيننا كل محبة وترحيب وعطف واهتمام ، ووجودنا بداخل أراضي المملكة ليس وليد اليوم، بل فترة طويلة تمتد إلى ما يقارب50 عاماً، وبأقل تقدير لا يوجد بيننا إنسان ينكر الفضل والإحسان. وتداخل الأستاذ خالد المالك: مطمئن بأن المملكة لن تتخذ موقفا من اللبنانيين لعدم علاقتهم به ، لكن الجانب الآخر الذي ثبتت علاقتهم بالحزب ودعمه المادي، فالمملكة أعلنت موقفها سواء كانوا أفراداً أو شركات نظير تدخلهم بالسياسة، ومن لا يتدخل بالسياسة لن يمسّه أي سوء، ويتطلب الأمر علينا الوصول إلى معادلة بشأن التصرفات الصادرة من قنوات ومسؤولين «نصر الله» الذين ليس لديهم خطب وأحاديث سوى شتم المملكة، ونتوقع أنها سحابة صيف تنجلي سريعاً ولبنان تتعامل مع الجميع بعقلية يحبونها الناس ويتمنونه، اليوم لبنان خسر الشيء الكثير بهذه السياسة خسر السياحة والدعم السياسي مادام هذا خياره. مرة أخرى، شكراً لكم، وهذه الزيارة إن شاء الله ليست الأخيرة ونتمنى تكرارها في أجواء أفضل ونحن إخوانكم، وإن شاء الله نكون في مثل هذه المواقف المؤيدة باستقراركم ورضاكم وعملكم الذي تعملونه من نجاح إلى أفضل، وهذا المؤمل، والمملكة دائما متسامحة حتى ممن أساءوا إليها، وما أكثر من أساء إليها؛ سواء كانوا مواطنين أو على مستوى دول أو منظمة أو على مستوى قيادات، ومع ذلك المملكة دائما تتسامح وتفكر بما هو أهم من عملية وجود خلافات من هذا النوع، يكفي عندما غزوا دولة الكويت وانكشف كم من زعيم وملك وقيادة، ومع ذلك المملكة لما انتهت الحرب عادت إليهم وصفحت، المملكة لا تريد أن تكون خصماً وتريد للأمة العربية وحدة مستقرة وآمنة وهذا إن شاء الله سوف يتحقق بفضل تعاون العقلاء من الحكام العرب والشرفاء من المواطنين العرب.