انتهى نهائي كأس ولي العهد بفوز الفريق الأفضل، ومن استحق الكأس الغالية، ومن أدى شوطا كان فيه جميع اللاعبين في قمة مستوياتهم، ولعبوا بروح وإخلاص وتفان لشعار الزعيم، وسجلوا هدفين كانت قابلة للزيادة لولا أن حكم اللقاء حرم إدواردو من انفراده بداع التسلل، كما ألغي لناصر الشمراني هدف اتفق الجميع على صحته، ولكن الهلال لم يهتم لهذه الأخطاء التحكيمية، وتغلب عليها كما عهدناه، ولم تكن للاعبيه أي اعتراضات على حكم اللقاء. لقد استمتع الجميع بهلال أبدع خلال الشوط الأول، وسيطر عليه، ولم يترك لمنافسه فرصة حتى ينهض، ويبدو بأن اللاعبين قد تم تحضيرهم لهذا اللقاء بشكل مميز على المستوى النفسي والبدني، حيث كانوا في قمة مستواهم الفني، وفي قمة تركيزهم، ولكن النقطة الأهم في هذه المباراة، وهي التي غيّرت الهلال، وجعلته يبدع ويمتع ويتغنى به حتى المحايدين، وجعلت جماهيره تصفق له، وتفرح بالبطولة الرسمية رقم 57، هي مفاجأة دونيس الجميلة لجماهيره قبل منافسه، حيث غيّر دونيس طريقته، ولعب بالأسلوب الهلالي المعتاد، وتنازل عن قناعاته التي جعلت الجمهور قبل النقاد يقفون ضده، ويطالبون بتدخل الإدارة لمناقشته، وهذا ما حصل، حيث غيّر دونيس طريقته، وعزز الوسط بخمسة لاعبين، متنازلا عن قناعة كانت ستؤدي به لخسارة البطولة، وربما يلحق بها الدوري، ولكن دونيس فاجأ الجميع بما فيهم مدرب ولاعبي فريق الأهلي، والذين ظنوا بأن دونيس سيلعب بطريقته التي حفظها الجميع، وبالرغم من أن دونيس أخطأ في التبديلات، ولم يكن قارئا جيدا لمجريات الشوط الثاني، وعاد لطريقته المحفوظة، حيث لعب بعد تبديل العابد بخمسة مدافعين بإشراك أحمد شراحيلي بجانب جحفلي وكواك، بينما كان من الأفضل إشراك الشلهوب لاستغلال المساحة بعد أن سحب مدرب الأهلي الظهيرين، وبعدها بدقائق سحب ناصر الشمراني وأنزل سعود كريري، وهو ما جعل الأهلي يضغط على مرمى الهلال ويسجل هدفا في آخر الدقائق، وهذه ملاحظات يجب أن نذكرها ليتفادها دونيس الذي استحق الثناء والإشادة على ما قدمه خلال الشوط الأول، وفاجأ الجميع بطريقته الجديدة هذا الموسم. كما يجب أن نشيد بمن يستحق الإشادة، فإن كان لاعبو الهلال أبدعوا في هذه المباراة، فإن هنالك لاعبون استحقوا النجومية من خلال التأثير والأداء المميز، ولنبدأ بنجم اللقاء نواف العابد الذي قدم في هذه المباراة وحتى خروجه مصابا مستوى مميزا، وكان أكثر اللاعبين تأثيرا، وفوق إبداعه سجل هدفا جميلا، وقد استحق نجومية اللقاء بجانب ناصر الشمراني الذي عاد في هذه المباراة، وسجل وأبدع، ويبقى عبدالله عطيف الذي كان يربط ما بين الدفاع والهجوم بطريقة لا يتقنها إلا اللاعبين الكبار، وعطيف إن كان صغيرا في السن، إلا أنه كبير في العطاء والأداء، وسيكون المستقبل أمامه. بقي أن نقول.. مبروك للهلال إدارة ولاعبين وجهازين فني وإداري وجماهير عاشقة تشكل نصف سكان وطن الأمن والأمان، كما نقول للأهلي إدارة ولاعبين وجهازين فني وإداري وجماهير هاردلك، متمنين أن لا تؤثر هذه الخسارة على الفريق في بقية المنافسات وخاصة دوري أبطال آسيا الذي سينطلق خلال الأيام القادمة.