لقد حلّت الذكرى الأولى هذه الأيَّام لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملكاً على المملكة العربية السعودية. إنها مناسبة عزيزة على قلوبنا وقريبة من نفوسنا، فالملك سلمان - حفظه الله - يكمل مسيرة الخير والعطاء التي بدأها المؤسس - رحمه الله - وسار على نهجها أبناؤه. وإنني بهذه المناسبة العزيزة أرفع أسمى آيات التقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذي بذل ويبذل جهوداً مخلصة لمصلحة دينه ووطنه ومواطنيه وأمته. فمنذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض ظهرت علامات نبوغه وقيادته الرشيدة، مما جعل من الرياض مدينة كبرى تتصدر المدن العالمية في تمييزها في كل الميادين. إنه ملك الحزم والعزم الذي يقود بلداً ليس كسائر البلدان حيث اختصه الله بالحرمين الشريفين مهوى أفئدة أبناء الأمة. لقد كان لقيادته الحكيمة وحزمه الواضح أثر كبير على هذا البلد وعلى بلدان الإقليم عندما قرر مواجهة الأخطار بحزم وعزم من اليمن إلى سوريا وأخيراً إيران مما يرسخ الاستقرار والسلام للمملكة والإقليم. إن من يتابع وضع المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي يجد أنها بلد يتمتع بالاستقرار والأمن على الرغم من وجود كثير من الأحداث التي تعصف بكثير من الدول، ولم يشعر المواطن السعودي والمقيم على أرض المملكة بأي شيء يعكر صفو الأمن، أو يضيق المعيشة الكريمة التي يحظى بها إِنسان هذه البلاد، فقد استمرت الدولة في تنفيذ المشروعات الكبيرة ودعمت صناديق الاستثمار، وركزت على المواطن في ميزانيتها التي جاءت خلاف التوقعات والتحليلات لتؤكد مكانة الاقتصاد السعودي ومتانته. عام مضى على تولي الملك سلمان - حفظه الله - مقاليد الحكم في البلاد كان حافلاً بكثير من الإنجازات على مختلف الأصعدة، وأثبتت المملكة أنها الدولة الوحيدة التي تحارب الإرهاب بضربات استباقية جنبت البلاد والعباد خسائر كانت لو وقعت فادحة في الأرواح والممتلكات، بسبب خوارج العصر الذين باعوا دينهم وأوطانهم بأوهام لا علاقة لها بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد، وهو ما أكسب المملكة خبرة كبيرة في محاربة الإرهاب أي كانت صوره وأشكاله، ولقد جاء التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي أعلنته المملكة وانضمت إليه العديد من الدول العربية والإسلامية ثمرة من ثمار غرس سلمان بن عبد العزيز خلال عام الحزم والعزم والإنجاز - حفظ الله بلادنا وحفظ قادتها وأدام نعمة الأمن والأمان والاستقرار.