كي نبكي وكي نشتاق للموتى. وللموتى حضور في ليالينا هم الغرباء في التكوين والبسطاء في البعدِ نعاتب كل من غابَ، سوى الموتى نعاتبهم إذا جاؤوا: لم جئتم؟ ونذكرهم لنحرسهم من النسيان والأبدية الزرقاء نحميهم بذكرانا حيال القرب والإدناء لا يحيون كي يُنسوا ولا نفنى ليَذكرنا البكاء قصيدةً يوما. والعبء على من كان آخرنا من الأحياء من يرثيه؟ من يبكيه؟ لا أحد هناك سواه من يبني له نعشا؟ ومن يمشي به نحو التراب هناك؟ من يحميه؟! من يبقى ليذكره؟! ألعبء علي من كان آخِرنا على الدنيا. هو الموت يجيء لنا ليحرمنا حقوق العيشِ لا نبكيه.. بل نبكي ضحاياهُ.. - سلمان الشثري