منذ تأسيس صحيفة الجزيرة عام 1960م/1379ه على يد الأستاذ عبدالله بن محمد بن خميس -رحمه الله- والجزيرة تتجدد يوماً بعد يوم، فقد كانت بدايات الجزيرة «مجلة» وواكبت ظهور عدد من المجلات المنافسة، ثم تحوّلت إلى جريدة بحلّة أنيقة بين جرائد منافسة أيضاً، واستمرّت في الريادة رغم كل التحديات. وبعد أن أصبح الأخ الزميل الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيساً للتحرير فيها، أشتدّ التنافس بين الجزيرة وغيرها من الصحف العريقة، كما ظهرت صحف جديدة منافسة، ولكن الجزيرة واكبت التحدّي بجدارة مع تسارع الزمن، ثم ظهر ما يعرف بالإعلام الجديد، فصار هناك منافسون آخرون قبل أن تضع الجزيرة وغيرها من الصحف المنافسة مواقع إلكترونية مواكبة للورقية، وقد وضعت الجزيرة بصمتها الريادية في موقع مميز عبر الإنترنت. إن المتتبع للجزيرة منذ نشأتها وواكب التطوّرات التي شهدتها مع تطوّر وتسارع العصر، يدرك أنها واجهت أصعب التحدّيات، وما كان لها أن تنجح لولا أن هناك عاملين اجتهدوا فيها ينقشون الحروف بأيام الزمان ولياليه، ورغم كل تلك الأزمات التي أثرت تأثيراً واضحاً في الاقتصادين المعرفي والتقني، ظلّت الجزيرة ثابتة في وجه تلك التحديات والأزمات، وصمدت أمام الأعاصير المضنية، بل استمرّت في التألق يوماً عن يوم، وفي كل مرة نجد أن ريادتها في ازدياد، وتألقها مستمر، وقراءها يتكاثرون، وكتّابها يبدعون، والمعلنون يقبلون. والآن تواصل الجزيرة تصدّرها، وتستمر الريادة عاماً تلو عام، وقد ابتهجنا نحن القراء الذين نثق بجريدتنا دوماً بتواصل تصدّرها في المنطقة الوسطى وتحلّ ثانية على مستوى المملكة، فقد أضحت الجزيرة الأولى مقروئية وانتشاراً في الوسطى والقصيم وحائل، كما عزّزت تفوقها على مستوى الصحف، وقد أكّدت ذلك دراسة أصدرتها جهة موثوقة ومعروفة لقياس المقروئية في العالم العربي، ويعتمد على نتائجها جميع المهتمين بالجوانب الإحصائية والدراسات المسحية وبحوث الرأي العام في صنع القرارات التسويقية وهي شركة أبسوس لأبحاث ودراسات المقروئية (Ipsos) لعام 2015م، الأمر الذي يعكس مدى تطوّر الصحيفة وارتفاع مستوى أدائها نتيجة حرصها الدؤوب والتزامها أمام قرائها ومعلنيها لتقديم أقصى درجات الجودة لهم من خلال قيادييها وكتّابها ومحرريها ومراسليها وفنييها حتى وصولها إلى أيدي قرائها، وهناك مفاجآت طباعية ولونية وحسّية سنراها في القريب العاجل على صفحات جزيرتنا العزيزة. ونهنئ بهذه المناسبة رئيس مجلس الإدارة الأخ مطلق المطلق، وأعضاء مجلس الإدارة، وأسرة تحرير «صحيفة الجزيرة» على أدائهم المتميز الذي أسهم في حصول «الجزيرة» على مراكز ريادية متقدّمة، ومواصلة المسيرة في المحافظة على الصدارة. نتمنى أن تستمر جريدتنا في مواصلة التطوير في الصحيفة شكلاً ومحتوى، وتحقيق الطموح المنشود، واستشراف المستقبل عبر الكثير من الخدمات الإضافية والمزايا المبتكرة، مثل ما سنراه في الربع الأول من 2016م.