أوضحت مديرة إدارة الموهوبات بتعليم منطقة الرياض الدكتورة مها محمد فلاتة أن الإدارة بادرت بتخصيص أربعة مجمعات حكومية على مستوى منطقة الرياض (ابتدائي، متوسط وثانوي)، بواقع 12 مدرسة؛ لتكون مراكز لاحتضان الطالبات الموهوبات اللاتي اجتزن مقياس المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين ضمن فصول خاصة ملحقة بهذه المدارس، يتم فيها توفير فرص تعليمية متنوعة، تلبي متطلبات الطالبات، وتساعد على نمو مواهبهن وإثراء شخصياتهن. وأشارت فلاتة إلى أن البرامج والمناهج الإضافية التي تقدم للطالبات الموهوبات في هذه المدارس إلى جانب المناهج الدراسية العادية هي: المناهج الإثرائية المتقدمة التي تقوم على أساس تدريس وحدات إضافية غير موجودة في المناهج العادية، لكنها تمثل العمق المعرفي لموضوعات المقررات الدراسية، خاصة في مجال العلوم والرياضيات. ثانياً البرامج الإثرائية التي تنفذ وفقاً للأنموذج الإثرائي الفاعل الذي تم بناؤه استناداً إلى عدد من الدراسات العالمية. ويركز هذا الأنموذج على إيجاد تفاعل بين ثلاث ركائز أساسية، هي (المحتوى العلمي المتعمق، مهارات البحث والتفكير والشخصية المؤثرة)، وتقوم على أساس تدريب الطالبات على مهارات التفكير واستراتيجياته ضمن محتوى علمي، لا يرتبط بالمناهج الدراسية، تحدده المعلمة مع طالباتها. ويقدم للطالبة من خلال التحاقها بالبرامج الإثرائية أربعة مستويات أساسية، هي: مستوى الإعداد: ويتم في المرحلة الابتدائية من الصف الرابع حتى الصف السادس، وهي مرحلة تأسيسية، تتلقى فيها الطالبة مجموعة من مهارات التفكير التي تنمي التفكير التقاربي والتباعدي لديها. ومستوى التمكن: ويتم في المرحلة المتوسطة، من خلال تقديم برامج إثرائية، تتضمن برنامج (البحث المستقل)، وهو برنامج للتمكن من التعلم والبحث الذاتي. ويقدم في هذه المرحلة برنامج منظومة الاختراع الذي يعزز ثقافة الاختراع والابتكار لدى الطالبة. وتهدف البرامج المقدمة في هذه المرحلة إلى تهيئة الطالبة للمشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي. ومستوى القوة: يتم في المرحلة المتوسطة، ويضم برنامج (حل المشكلات بطرق إبداعية)، وهو برنامج يعود الطالبة على إيجاد الحلول الإبداعية للتغلب على المشكلات الحياتية التي تواجهها. والمستوى الأخير هو مستوى الانطلاق: ويتم في المرحلة الثانوية، ويقدم (برنامج حل المشكلات المستقبلية بطرق إبداعية، ضمن محتوى علمي، تحدده المعلمة مع طالباتها. وأضافت فلاتة بأن إدارة الموهوبات مقسمة إلى ثلاث وحدات رئيسية، هي: وحدة الرعاية، وحدة الكشف ووحدة المسابقات. وتم إعداد دليل مسبق منظم للمدارس المختصة برعاية الموهوبات، يبيّن الرؤية والأهداف والإجراءات والمهام التي تساعد على وضوح الرؤية وفهم آلية العمل؛ ما يساعد على تحقيق النجاح المنشود من هذه البرامج. يُذكر أن عدد المشاريع المقدمة من قبل الطالبات الموهوبات للعام الماضي تجاوز 860 مشروعاً متميزاً، تأهلت جميعها إلى مسار الابتكار، تعاوناً مع معلمات المدرسة والطالبة الموهوبة وولي الأمر؛ لترتقي الطالبة إلى سلم التميز والنجاح وارتياد آفاق التعليم والتعلم الحديث الذي يظهر فيما بعد بتنمية الوطن وثقافته من أبنائه العلماء والموهوبين. ومن تلك المشاريع مشروع «توليد الطاقة الكهربائية من الأنهار البركانية»، ومشروع «نظام مبتكر لرفع معيار جودة الخدمة الطبية»، ومشروع «دراسة تأثير مستخلص اللبان العربي على نمو الكائنات الدقيقة».