مع كل صباح يوم جديد أتابع ما يُنشر على صفحات صحيفة الجزيرة من الموضوعات التي تخص التكريمات ومنها ما نُشر يوم الأحد 3 صفر بعنوان أمير القصيم يكرِّم رجل الأعمال ضيف الله الصالحي. وبما أن الشيء بالشيء يُذكر فتفاعلاً مع ذلك أقول: قبل أيام تلقيت دعوة كريمة لحضور حفل تكريم وتوديع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة عنيزة الشيخ عبدالله بن محمد المجماج الذي انتقل إلى وزارة الشؤون الإسلامية بعد أن قضى ما يزيد عن ربع قرن في هذا الجهاز الحساس والهام، ويأتي هذا التكريم بحضور سعادة محافظ عنيزة ووجهاء المجتمع وتلبية لهذه الدعوة حضرت برفقه زميلي الإعلامي أيمن الحبيب وكان الجو رائعاً غيماً و هواء عليلاً وحبات من المطر تزيِّن الطريق وأنا في طريقي باتجاه مكان الحفل كانت الذاكرة تسترجع بي للوراء لعدة سنوات ماضية حينما كنت أقوم بمهاتفته حتى وإن كان الوقت متأخراً من الليل لكي استفسر عن حدث يخص مداهمة أو قبض وكنت أسابق الزمن من أجل مادة إعلامية وعلى الرغم من كثرة مشاكساتي معه إلا أنه في الحقيقة كان رجلاً هادئاً ومستمعاً لبقاً وكانت اتصالاتي كثيرة ومتكرّرة والتي تأتي بشكل أسبوعي إلا إني لم التق به ولو مرة واحدة وقد كانت تخالجني بعض الظنون كيف سوف تكون نظرته لي في يوم تكريمه وهي أول مرة أشاهده فيها وجهاً لوجه، كيف سوف تكون المواقف السابقة معه والتي قد أكون سببت له فيها إحراجاً من غير قصد حاولت أن أمارس الخبث والدهاء الإعلامي على الرغم من الازدحام كان لدي دافعية المشاعر ولكن يوقفني قلق المحاولة حانت ساعة الصفر التقيت به للمرة الأولى وجهاً لوجه حدثته كصحفي وجدت عنده ما لا تجد عند أهل الصحافة، فهو مطلع على كل جوانبها ويعرف خفايا الهم الإعلامي وحقيقة الرسالة الصحافية والتي نحملها ونريد إيصالها بحذافيرها، بل كان يقول أحيي الصحفي وحرصه على مهنيته ونزاهته بعيداً عن الإثارة، بل إن المجماج يتمتع بروح قيادية متميزة برؤية واضحة، فقلت في نفسي: نعم الآن عرفت السر لم يأت هذا الحب من قبل زملائه السابقين عبثاً أو من فراغ، بل جاء بعد خدمة طويلة قضاها الشيخ عبدالله بخدمة هذا القطاع وأسس مفاهيم ومبادئ التعامل مع كل قضية؛ ففي ذلك الحفل شاهدت الجميع يقوم حفظ تاريخك المشرِّف لكل الأجيال يا شيخ عبدالله، بل أجزم أن ما قام به زملاؤك السابقون هو نوع من أنواع الوفاء إلى مديرهم السابق الذي استفادوا منه الشيء الكثير، فالوفاء شيمة من شيمة الرجال شيمة الأوفياء والوفاء خصلة من الدين والإسلام حثنا على الوفاء وعلى إعطاء كل ذي حق حقه تلك الليلة كانت الوفاء إلى رجل مبدع صب أنفاس جهده وثمين وقته وتميز عطائه لخدمة الناس من حوله فحازذلك حب الوطن والولاء للقيادة. وفي الختام أقول نعم، لقد خسرت الهيئة رجلاً كان له بصمات عديدة ولكن في الحقيقة والواقع نجده وقد كسبته وزارة الشؤون الإسلامية فهو يقدِّم عملاً جميلاً مميزاً، وفق خطة مدروسة وعقلية إداريه قيادية ويسير بخطى الواثق، لذلك فإنني أفضّل أن عمله هو من يتحدث عنه مع مرور الأيام، وتذكَّروا كلامي بعد سنوات حول هذه الشخصية وماذا يقدّمه المجماج بعد أن خسرته الهيئة وكسبته الإسلامية، مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.