يا خسارة.. ولكن.. استغفر اللّه العظيم.. هكذا انطلق هتاف من القلب حين طالعت خبر وفاة المغفور له الأمير فهد بن سلمان رحمه الله. كان ملء السمع والبصر.. لم نره ولم نقابله ورغم ذلك فإن اسمه يتردد دوما حين تُذكر السجايا الطيبة والكرم العربي الأصيل والديناميكية الشبابية المتحفزة. في حرب الخليج الثانية والكويتيون يملؤون المنطقة الشرقية مدينة الدمام ترحب بهم والخبر تحتضنهم والأمير فهد يحمل أمانة العمل الرسمي بكل أمانة، فقد كان وقتها نائبًا لأمير المنطقة الشرقية وحينها لم نكن نسمع غير مآثر الرجل العظيم وهو يباشر مهام عمله ليل نهار يسأل عن الناس يبعث رجاله لتفقد أحوال الصغير قبل الكبير يسير بين جموعهم يحادثهم يتفقد مطالبهم وينفذها حالاً فلا تأجيل لديه والسرعة في العمل والإنجاز كان مبدأه وطريقته في التعامل مع الحدث ومع الوقت وكأنه في سباق مع الخير والعطاء.. كان عظيمًا في ذلك الموقف الجميع يلهج باسمه العجائز وكبار السن يهتفون بالدعاء له، والرجال يشعرون بالفخر لأنهم قابلوه وتحدثوا اليه وصافحوه بكل بساطة وكان طوال الوقت معهم وبينهم وكأنه واحد منهم. الأطفال والنسوة يتكاتفون حوله أينما حل.. كان موجودًا وحاضرًا دومًا وفي كل وقت يستفسر ويستجيب ويحقق كل المطالب مهما صغرت ومهما كبرت، هذا ما نذكره نحن سكان الشرقية للأمير الراحل.. يا خسارة.. سمعتها من الكثيرين حين توفاه الله، فقد كان شعلة متوهجة بالشباب والحركة والتواجد الدائم المبشر دومًا بكل المعاني الجميلة الخيرة وكان مجلسه يعج بالناس يعرضون عليه مشاكلهم ويطرحون قضاياهم وكم فك أزمة محتاج وكم مد يد العون دون منة للكثيرين والمقال يضيق بتعداد مآثره ولكنها فقط الذكريات انثالت حين قرأنا الخبر الحزين ولا نقول غير {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وكل نفس ذائقة الموت ويكفينا فخرًا أن ابن أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كان يومًا بيننا نحن أهل المنطقة الشرقية وكان أميرًا بكل معنى الكلمة بأفعاله وأخلاقه وشمائله وكان قبل كل شيء إنسانًا برقته وقلبه الحنون وتواضعه وأنا على ثقة بأنه سيظل دومًا باقيًا في قلوب كل من أحبه واحترمه وأُعجب به.