سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجاربنا في الحوار مع حزب الله غير مشجعة... وحرب السعودية على الحوثيين وصالح ناجحة بكل المقاييس الأمين العام لحزب «الوطنيين الأحرار» إلياس أبو عاصي ل«الجزيرة»:
نتائج جولة الحوار الأخيرة في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وموضوع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، إضافة إلى الوضع السوري والعراقي، حضرت في لقاء «الجزيرة» بالأمين العام لحزب «الوطنيين الأحرار» إلياس أبو عاصي. وفي مقر الحزب في منطقة ستاركو في بيروت، حيث صور رئيس الحزب المؤسس الرئيس كميل شمعون، تحدث أبو عاصي بصراحة عن عدم ثقته بحزب الله لأنه وعد في السابق ولم يفِ. وتطرق إلى التفجيرات التي تبنتها داعش، فأكد أن التنظيم المتطرف لا يتم الانتصار عليه إلا بمعادلة «القوة والعدالة» في العراقوسوريا. وعن الحرب التي تقودها المملكة على الحوثيين - صالح في اليمن فاعتبرها أنها «ناجحة بكل المقاييس». وفيما يلي نص الحوار كاملاً: * أستاذ إلياس، كيف ترى أجواء جلسة الحوار الأخيرة، التي قيل إن مبادرة الأمين العام لحزب الله عن حل الأزمة اللبنانية ضمن سلة متكاملة، وملاقاة الرئيس سعد الحريري له في منتصف الطريق، وجدتا أصداء إيجابية فيها؟ - كنت أتأمل أن أرى فيها شيئاً مفيداً، ومن منطق الأمور القول إن لبنان لا يقوم إلا على الحوار، وهذا صحيح، لكن تجاربنا مع الحوار غير مشجعة. للتذكير فإنه في أول حوار في العام 2006 وعدنا السيد حسن نصر الله أن يكون الصيف هادئاً، فكانت حرب تموز، ثم في العام 2008 قال لنا إن سلاح المقاومة سيكون دائماً موجهاً نحو العدو الإسرائيلي، فإذا به يُدار إلى الداخل اللبناني، وبعد ذلك جرى الاتفاق في الدوحة والتزم نصرالله بعدم إسقاط الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، فأسقطوا الحكومة. كذلك التزم بإعلان بعبدا، الذي يقوم على النأي بلبنان عن صراعات المنطقة، فإذا بحزب الله يذهب لسوريا للقتال ولا يزال هناك ويتباهى. * إذاً هل نبقى سوداويين، أم واقعيين؟ - أفضل الواقعية. والواقعية اليوم تقتضي أن يكون موضوع الحوار واحداً وهو إنهاء مسألة الشغور الرئاسي. وبعد ذلك تحصل كل الأمور بالتدرج. فانتخاب رئيس جمهورية يفتح الباب لتشكيل حكومة جديدة وهذه الحكومة تفتح الباب لمشروع قانون انتخابي جديد أو اقتراح قانون من مجلس النواب. إذن، الحوار وكلام السيد نصرالله عن سلة متكاملة لا يستقيمان في ظل الحقيقة الواقعة. * وهل الظروف اليوم مختمرة لانتخاب رئيس للجمهورية، وهل ما زال العقدة ميشال عون؟ - الحقيقة عندما نقترح انتخاب رئيس للجمهورية نكون قد خرجنا من معادلة «عون أو لا عون». الرئيس برأينا يجب أن يكون وسطياً لا يناهض عون من جهة وليس العماد ميشال عون شخصياً. من هنا، هناك جملة أسماء قابلة للبحث. * وهل يقبل عون بالرئيس الوسطي؟ - في نهاية المطاف سيقبل، ويقنعه حزب الله في المقام الأول. وحينما يتحدث السيد نصرالله في خطابه الأخير عن سلة حلول، فهو يفاوض على عون بشكل مباشر، خصوصاً وأنه استدرك قائلاً «مع بقاء عون مرشحنا للرئاسة» فهذا يؤكد أنه «يفاوض» عليه. * ضمن الوقائع اليوم، تفجيرات داعش في لبنان (مؤخراً في برج البراجنة) وفرنسا، وطبعاً في سورياوالعراق وهي تبنّت تفجيرات في السعودية نفسها. كيف برأيكم تحل هذه المسألة وكيف يمكن القضاء عليه؟ - موضوع داعش برأيي يحل بطريقتين. الأولى إعادة التوازن في صيغة الحكم في العراق عبر إعطاء السنّة حقوقهم. والثانية خروج بشار الأسد من المعادلة السورية. وما دام هذان الأمران غير متوفرين هناك صعوبة في الحل. لأنّ الحل العسكري ضد داعش يحتاج إلى كل الجيوش العربية والدولية لمحاربة داعش على الأرض. هل هذا متوفر الآن؟ عندي شك في ذلك. * هل ترى ساحة الحل السورية قريبة في ضوء تصريحات هولاند وكيري الأخيرة؟ - يمكن القول إن الملف السوري وضع على نار حامية أكثر من الملف العراقي. لكن يجب برأيي أن يكون الملفان متلازمين. التوازن للعراق والحكومة الانتقالية السورية من دون الأسد. فالقوة لا تكفي لوحدها لحل المشكلة، بل العدالة أيضاً مطلوبة. القوة والعدالة. * في قمة العشرين في أنطاليا، تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن عدم فصل الاقتصاد عن السياسة، وأنّ الإرهاب لا دين له. كيف تقيّم تعامل المملكة مع ملف الإرهاب؟ - المملكة تعاطت مع الإرهاب ضمن «فن الممكن». لا أحد يستطيع أن يسجل على المملكة أي تقصير في مكافحة الإرهاب، وهي بدأت مكافحة الإرهاب ضمن أراضيها قبل أن تنتقل إلى محاربته في اليمن. وبصراحة كلية، لا أرى أي انتقاص في دور السعودية على صعيد مكافحة الإرهاب، خصوصاً لأنها المملكة العربية السعودية بمن تمثل وما تُمثل. * بالحديث عن اليمن، كيف تقوم العملية العربية بقيادة السعودية؟ - عملية ناجحة بكل المقاييس. فالسعودية أبعدت الخطر عن حدودها أولاً، وثانياً أعادت التوازن مع الحوثيين والمخلوع صالح المدعومين من إيران، وثالثاً حررت الجنوب اليمني وعدن، والأهم أنها أعادت الثقة والأمل إلى الشعب اليمني.