أوضح أخصائي السلامة والمدرب عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون أنه في ليالي الشتاء الباردة يحلو السمر حول النار، وفي بعض المجالس داخل البيوت يعمد أهلها إلى استخدام المنقل ووضع الفحم فيه والالتفاف حول الجمر طلبا للدفء أو المتعة مع احتساء فناجين القهوة وأكواب الشاي، وهذه متعة تطيب لها النفوس ويحلو معها السمر وتبادل أطايب الكلام والفكاهات، وتمتد معها المجالس إلى أوقات متأخرة من الليل، وقد يستطيب البعض النوم في المجلس الدافئ الذي لا يزال جمره متوقدا بعد أن تغلق الأبواب جيدا كي لا تنساب نسمة باردة إلى الداخل أو تهرب نفحة دافئة إلى الخارج، ويستسلم هذا البعض إلى النوم اللذيذ الذي قد يسير بهم إلى نهاية حياتهم كما حصل مع الكثيرين الذين تركوا مواقد الفحم مشتعلة فأطفأت شعلة حياتهم مختنقين بغاز أول أوكسيد الكربون الذي أودى بحياة أناس لم يتعرفوا على مخاطره أو غفلوا عن مغبة استضافته في الأماكن المغلقة حيث ينطلق بكل حرية وسهولة فيطلق موجاته الأثيرية في كل اتجاه فيستنشقها الإنسان شيئا فشيئا حتى تشل حركته ويفقد قدرته على التصرف فيموت اختناقا. وأضاف اللعبون بأنه قد حدثت العديد من هذه الحوادث فيما حولنا، وما من قرية أو بلدة أو مدينة إلا وقد وضع في سجلها حدث من هذا النوع، مبينا أن خطورة غاز أول أوكسيد الكاربون (CO) تكمن في ميله الشديد للاتحاد مع هيموجلوبين الدم مما يؤدي إلى انخفاض قابلية الدم للاستفادة من الأوكسجين.