السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعت على ما نشر في عدد الجزيرة رقم 15745 وتاريخ 25-1-1437ه بعنوان (هيئة السياحة تجمع أصحاب المتاحف الخاصة في ورشة تعريفية)، والذي يهدف من خلال الخبر إلى خدمة هذه المتاحف والتعريف بها سياحياً مع وضع اللوحات لها لدعم أصحابها واستفادة المجتمع منها، وهذه بادرة طيبة من الهيئة يشكرون عليها، وتضم إلى عدد من الإنجازات التي تقدمها هيئة السياحة والآثار لدعم الآثار وأصحابها. ومن خلال متابعتي للمتاحف والآثار والاهتمام بمعروضاتها كنت في زيارة للمنطقة الجنوبية، وزرت خلالها متحف الشيخ محمد مصبح الواقع في محافظة بلجرشي في منطقة الباحة، والذي عمل فيه بجهد مبارك حفظاً للتراث، وذلك من خلال ما شاهدناه في متحفه الذي احتوى على العديد من القطع الأثرية والمعروضات ذات القيمة المادية والمعنوية تاريخياً لاحتوائه على العديد مما كان يستخدم في هذه المنطقة بجنوب المملكة، من أدوات زراعة ومسكن وأدوات المنزل وأثاث الأسرة، وكل ما كان من قديم المواطن بتلك المنطقة ليطلع عليه أجيال اليوم وليعيشوا ذكريات آبائهم وأجدادهم، ويطلعوا عن قرب على الموروث الشعبي مما كان يتداول عبر السنين الماضية، قبل أن تأتي النهضة الجديدة لتقضي على كل ما كان من تراث الآباء والأجداد، ليحفظها الشيخ مصبح في متحفه فاتحاً أبوابه لكل من يستفيد ويطلع على هذا المتحف من زوار المنطقة الجنوبية، ويعيش الواقع القديم بأسلوب جميل وشيق، وهذا مما يدل على وطنية صاحب هذا المتحف رحمه الله وأبنائه من بعده، الذين ساروا على نهج والدهم باستمرار المتحف كما كان سابقاً، يفتح أبوابه لكل زائر وهذا من حبهم لحفظ التراث وبقاء الموروث الشعبي في هذه المنطقة الغالية، فشكراً من القلب لكل من ساهم في إنجاح هذا المتحف، راجياً من الله أن يكون لهيئة السياحة والآثار الدور في دعم أصحاب التراث ليكون لهم دور كبير في الاستمرار، وذلك بدعم مثل هذه المتاحف والحفاظ عليها والعلو بشأنها وجذب السياح لها، وهو ما تقوم به الهيئة مشكورة في جميع المناطق وهو جزء من أعمالها الجليلة في حفظ التراث في كل مكان، مما كان له الأثر الكبير في حفظ تراث الكثير من المناطق، حتى أصبحت مناطق سياحية يقصدها السياح طوال العام .