الشلهوب المحبوب والدروس المجانية..! أحد أكثر لاعبي جيلي موهبة في السعودية هو بلا شك الموهوب المحبوب النجم محمد الشلهوب الذي زاملته حوالي خمسة عشر عاماً كنت خلالها أكثر الفرحين بنجاحه لأني أعرف معدنه الطيب وأخلاقه الرفيعة.. محمد الشلهوب على المستوى الشخصي طيب جداً وذكي جداً وخلوق وخجول ولكنه داخل الملعب لا يعرف الخجل، بل يبادر ويناور تاركاً الخجل خلف ظهره ، عندما التحقنا معاً بالفريق الأول في الهلال كنت أشاهد (أبو حميد) في التدريب وأتعجب كيف بقامته الصغيرة والنحيلة يواجه لاعبين شرسين وأقوياء في المناورات أمثال فيصل أبوثنين وخميس العويران وغيرهما دون أن يكترث، وكان يتعامل معهم الند للند. وأتذكر جيداً ما قاله عنه المدرب بلاتشي في إحدى محاضراته قبل المباريات العبوا كرة سهلة مثل الشلهوب ضارباً المثل بلاعب شاب رغم وجود نجوم الخبرة في الزعيم آنذاك من اللاعبين الكبار، الشلهوب كان دائماً مثار اهتمام الناس ومصدر فرحهم وسعادتهم فكل من يقابله في النادي أو المطار أو أي مكان تشعر بأنه يعرف الشلهوب شخصياً فيتحدثون معه ويلاطفونه ويتقبلونه ويتقبلهم، وكما يقال فالقبول من الله عزَّ وجلَّ وسبحان من جعل لدى هذا الإنسان هذا القبول العجيب، ويبدو لي أن (بر) الشلهوب بوالدته - رحمها الله- كان سراً من أسرار تألقه ونجاحه، وكنت بكل صراحة أعرف أن خسارته لوالدته - رحمها الله- في العام 2006 ربما يتسبب في أزمة لمحمد قد تؤثِّر على مستواه ولكن ولله الحمد كان إيمانه القوي سبباً في تجاوزه تلك المحنة والتي حصلت في ظرف أشهر بوفاة كلا والديه - رحمهما الله. أتذكّر جيداً البداية الرائعة للشلهوب مع المنتخب السعودي وقد كان في سن ال19 عندما لعب مع الأخضر في كأس آسيا بلبنان وكيف كان حضوره الأول مذهلاً عندما نجح في تسجيل هاتريك بمرمى أوزبكستان.. وفي الآونة الأخيرة قدَّم لنا الشلهوب دروساً مجانية في عالم كرة القدم عندما بات علامة فارقة في أداء الأزرق كما هو دائماً، فحضر مؤخراً بشكل رائع، ففي نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين نزل في آخر الدقائق وقلب شكل الهلال أمام النصر وقاد الزعيم للتعادل ومن ثم الفوز بالبطولة، وفي لندن بكأس السوبر كان علامة فارقة في أداء الزعيم، ولا شك أن إصابته مؤخراً أزعجت الجماهير كثيراً لقيمته الفنية العالية، وأتمنى من الجيل الحالي من اللاعبين أن يستفيدوا من هذا النجم الموهوب وغير العادي وأن يجعلوا من مسيرته خارطة طريق لهم فالانضباط والحرص على النجاح سمتان متلازمتان لدى هذا النجم الذي يحب الهلال ويخدمه بكل تفان وإخلاص. ولا أنسى أن أشير إلى أن (أبو حميد) كان وما زال رجلاً يحب للآخرين ما يحب لنفسه؛ فعندما حضر الثنائي عبدالعزيز الدوسري أولاً ومن ثم نواف العابد إلى الفريق الأول كان شديد الاهتمام بهما ولم يفكر ولو للحظة بأنهما منافسان له على المركز، بل تعامل معهما على أنهما متعاونان معه على خدمة الفريق. ومن يعرف الشلهوب عن قرب يدرك أنه رجل أرقى من أن يفكر بأي أسلوب سلبي، وآمل أن تمتد سنوات عطاء هذا النجم غير العادي لسنوات طويلة، فمثل هؤلاء الموهوبين من الصعب تكرارهم.