سبقني الأخ والصديق الأستاذ إدريس الدريس في مقال له ب»الجزيرة» الغراء عدد الأربعاء 29 محرم الحرام، في مقاله بعنوان في حضرة ابن الملك، بالكتابة عن اللقاء الذي تم في منزل رجل الأعمال محمد الحماد، والوليمة التي أقامها على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان وبمعيته دولة المهندس خالد محفوظ بحاح نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء في الجمهورية اليمنية، هذه الوليمة التي حضر فيها الهم العربي بمختلف جوانبه وأدهش الحضور سمو الأمير سعود بن سلمان بما مثّله من وعي متقدم بقضايا الأمة ونظرة متوازنة وسطية إلى مختلف الأمور. لم يكن قد سبق لي أن التقيت بصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان أو قرأت عنه، سوى ما تداولته الأخبار عن اختياره رئيساً فخرياً لجمعية الإدارة السعودية، وقد تحدث سموه عن هذا الجانب من الناحية العلمية ومن الناحية الاجتماعية الخيرية، ليتكشف من خلال حديثه مدى حماسه للعمل الخيري والاجتماعي الذي هو فعلاً من أفضل الوسائل وأنجع السبل لاستغلال الطاقات الكامنة في المجتمع، وخلق حالة من التعاون والتكامل بين أبناء المهنة الواحدة من ناحية، وبينهم وبين مختلف التكوينات المجتمعية. ومرت بذاكرتي سريعاً سلسلة من أعمال الخير للمملكة العربية السعودية تجاه كل محتاج من شعوب الأرض، وبالذات من شعوب العرب والمسلمين، وحاصرني إحساس بالامتنان الكبير كيمني إزاء أيادي الخير الممدودة من المملكة لليمن، ولا أقصد بها القرار التأريخي لقيام عاصفة الحزم التي أنقذت اليمن، فهو أكبر من التعبير عنه في هذه العجالة، ولكن ما تلت العاصفة من أيادٍ خيّرة إنسانية، لعل أبرزها قيام مركز الملك سلمان بن عبد العزيز العالمي للأعمال الإغاثية والإنسانية والذي كان اليمن باكورة نشاطه ومحور اهتمامه، كأداة أنشأها خادم الحرمين الشريفين لتنظيم إسهام المملكة الخيري إزاء مختلف الظروف، وتجاه كل الناس المحتاجين. وتذكرت أنّ من بين الألقاب التي منحتها المملكة مملكة الخير لخيريّة قادتها، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الذي لا تُحصى مآثره في هذا المجال، لكن استمرار هذه الروح الخيّرة واستلهام الأمير سعود منها كل الحماس الذي يحمله تجاه العمل الخيري والاجتماعي، هو ما لفت الأنظار إلى سموه، وليس بغريب على من تربى في مدرسة دوحة الخير سلمان بن عبد العزيز أن يكون له هذا التوجه. وأخيراً أقول كما قال الشاعر العربي: والمملكة بأخلاق قادتها كابر عن كابر وجيل بعد جيل محفوظة بإذن الله، وستبقى بإذن الله واحة للخير في هجير الصراع الذي يستهدف فيما يستهدف القيم والخير أغلى وأهم قيمة إنسانية، وقد امتدح الله أمتنا بأنها خير أمة.