شكل قطاع المباني نحو 23%من حجم الطاقة المستهلكة في المملكة، فيما بلغ استهلاك القطاع بجميع فئاته «سكني وتجاري وحكومي» من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة قرابة 75% بمعدل نمو سنوي يصل نحو 7%. وحسب المختصون، يعزى ذلك إلى سببين، الأول، انخفاض كفاءة استهلاك الطاقة في الأجهزة الكهربائية المستخدمة، والثاني افتقار أغلب المباني للعزل الحراري. ومن المتوقع أن تشهد هذه النسبة انخفاضا عقب تنفيذ البرنامج الوطني لترشيد استهلاك الطاقة مجموعة برامج فرعية لترشيد استهلاك الكهرباء في المباني حيث شملت البرامج حملات توعوية متلاحقة بداية بحملتي المكيفات والعزل الحراري في 2014 ومرورا بحملة «بكيفك» لترشيد استهلاك الوقود، وآخرها حملة «شوري عليك» التي تضمنت رسائل ترشيد الاستهلاك اثناء استخدام الثلاجات والمجمدات والغسالات، واقتناء الثلاجات والمجمدات والغسالات ذات كفاءة الاستهلاك العالية عن طريق بطاقة كفاءة الطاقة، حيث كلما زاد عدد النجوم قل استهلاك الطاقة الكهربائية، وكذلك تضمنت على رسائل لتغيير السلوك. ودعا مختصون، المستهلكين في مختلف القطاعات «تجارية وسكنية وحكومية» إلى عدم اغفال الدعوات الرامية إلى ترشيد الاستهلاك والتي تبناها مؤخراً المركز السعودي لكفاءة الطاقة عبر حملات توعية استهدفت العزل الحراري وترشيد الاستهلاك في المكيفات والثلاجات والغسالات وخفض استهلاك الوقود في السيارات. وشملت برامج البرنامج الوطني لترشيد استهلاك الطاقة، معالجة واقع افتقار أكثر من 70% من المباني السكنية القائمة إلى العزل الحراري، وما أدى إليه هذا الواقع من زيادة استهلاك الطاقة المستخدمة في أجهزة التبريد بنحو (250) مليون برميل مكافئ تقريباً خلال الخمس سنوات الماضية. ونظراً لمساهمة العزل الحراري في خفض استهلاك الطاقة في المباني بنسبةٍ تتراوح بين 30-40%، فقد عَمِل البرنامج على تسريع تنفيذ الأمر السامي، الصادر في عام 1431ه، بتطبيق العزل الحراري بشكلٍ إلزامي على جميع المباني الجديدة، عبر تحديث المواصفات القياسية لمواد العزل الحراري، وتحديد قيم معامل الانتقال الحراري للمباني ومراقبة تنفيذهما.