قرأت بجريدة الجزيرة يوم السبت 4-1-1437 في صفحة (اقتصاد) عن موضوع جدد فكرة مشروعك.. دورة تدريبية.. أضيف حول هذا الموضوع: فرص النجاح في الحياة جميلة وكثيرة تحتاج بعض البحث والاهتمام والمثابرة لمعرفة أين تواجدها.. وتحتاج إلى تخطيط ودراسة الجدوى الاقتصادية مع البحث عن مصادر وتمويل لرأس المال.. هنا سأورد قصة قريبة للواقع كثيراً، أو موقف بصورة عامة بعيدا عن التفاصيل الدقيقة لأن الكتابة الشاملة تكفي جداً لفهم المغزى من ذكر هذا التميز في استغلال الفرص، وان هذه البلاد الطيبة فيها خيرات وأنعام وفرص كثيرة لا تُعد ولا تحصى، وهي هبة وفضل من الخالق عزَّ وجل... ففي المجال الزراعي الخصب والمنتشر في أرجاء الوطن الغالي... جاء نفر من الناس إلى احد المزارعين المواطنين.. والتقوا معه في مزرعته... وشاهدوا حقلاً زراعياً دائرياً كبيراً، مزروع فيه الحبحب (الجح) الأحمر.. صاحب المزرعة محتار في المحصول الذي لم يكتب له التوفيق والنجاح... ويعتبر غير مناسب للاستخدام الآدمي (للأكل).. وأكثره تالف.. يتمنى أن يجد أيدي عاملة للتخلص منه.. وفي الاثناء جاء إليه بعض العمال... وعرض عليه شراء كامل محصول الجح في المحور الزراعي... ففرح كثيراً بهذا الفكرة.. وهدفه الأول ليس المال.. بقدر ما هو التخلص من الجح (التالف)... فرحب بفكرة البيع وحط في باله أثناء نقاشه معه لو يعرض عليه مبلغ عشرة آلاف ريال.. سيرحب بالعرض وفوراً تتم موافقته... مع استغرابه الخاص.. من هذا الشراء.. و قال لهم وكرر كثيرا انه لا يصلح للاستخدام الشخصي والاستهلاك (الأكل) الآدمي وشرط عليهم أن يشاهدوه على الطبيعة.. المهم الطرف الآخر مصمم على الشراء.. بنقاش قصير وصل سعر الشراء إلى أكثر من 120 ألف ريال.. صاحبنا فرح جداً بالقيمة.. وكان يفكر بالعشرين ألف ريال مرة أخرى، استغرب.. بفترة وجيزة جدا حصل الاتفاق.. و باع المحصول وهو تالف ب120 ألف ريال واستلم المبلغ.. ولا زال غير مطمئن للبيع.. وبعد فترة حصدوا المنتج وأخذوا الجح.. وتم تنفيذ فكرتهم الناجحة جداً وطبقوها على مراحل.. أولاً قاموا بعصر الجح كله على دفعات.. وبعملية دقيقة ومنظمة.. ثم فصلوا عنه البذور (الحب).. وعرضوه عدة أيام لأشعة الشمس حتى تنشف هذه البذور ويتم تجفيفها نهائياً.. وبعد فترة قصيرة جدا جمعوا كل البذور.. وفرقوها... وتم تغليفها (بأكياس) صغيرة جدا وكثيرة جدا.. وتم تسويق البذور داخل مدن ومناطق المملكة.. وباعوا كل البذور وحصلوا على مبلغ أكثر من 500 ألف ريال - ما شاء الله-. انتهت القصة الاستثمارية الفريدة من نوعها، من فكَّر بهذا الاستثمار؟.