اختتم المؤتمر العربي الثامن عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب أعماله بتونس أمس بإصدار جملة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الدول العربية في المجالات ذات العلاقة. وأكد المشاركون في المؤتمر، وفق بيان صدر عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخية العرب من مقرها بتونس، أهمية إيجاد حلول سياسية سلمية للنزاعات التي تشهدها المنطقة العربية بعيدا عن التدخلات الأجنبية، وضرورة الحيلولة دون استغلال مشاعر الإحباط من قبل التنظيمات الإرهابية لتجنيد الشباب. ودعا المؤتمر الدول الأعضاء إلى العمل على اتخاذ الوسائل اللازمة للحد من انتشار خطاب التطرف والطائفية، لما له من أثر كبير في تفشي الإرهاب وتنامي العنف والكراهية. كما دعا إلى العناية بدور الأسرة في الوقاية من الأفكار المنحرفة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة وإلى العمل على إكسابها المهارات اللازمة للقيام بهذا الدور على النحو المطلوب. إلى ذلك دعا المؤتمر الدول الأعضاء إلى تبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب في بؤر التوتر في المنطقة العربية وإلى تقاسم التجارب بشأن التعامل مع المقاتلين العائدين وإلى تنظيم الملتقيات وورش العمل اللازمة في هذا المجال، مشددا على دعوة الدول الأعضاء التي لم تقم بتجريم انتقال مواطنيها للمشاركة في الأعمال القتالية غير المشروعة إلى سن التشريعات اللازمة في هذا المجال، بما يعزز مواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب وتداعياتها على أمن الدول العربية. ووافق المؤتمر على خطة نموذجية لتعزيز الدور الاستخباري في الكشف عن المخططات الإرهابية وعلى الاستراتيجية العربية لمكافحة ظاهرة الانتشار غير المشروع للسلاح في المنطقة العربية، بالإضافة إلى استعراض تجارب عدد من الدول الأعضاء في مجال مكافحة الأعمال الإرهابية، موصيا بتعميمها على بقية الدول للاستفادة منها. وسترفع الأمانة العامة توصيات المؤتمر إلى الدورة المقبلة لمجلس وزراء الداخلية العرب للنظر في اعتمادها. وقد شارك في المؤتمر ممثلون عن مختلف وزارات الداخلية في الدول العربية، فضلا عن جامعة الدول العربية، وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.