أكد معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور يحيى بن عبد الله الصمعان، أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - التي خصها الله وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين أخذت على عاتقها مسؤولية خدمة حجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد نبيه - صلى الله عليه وسلَّم - ، واتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامتهم، والسهر على راحتهم. جاء ذلك في مداخلة لمعاليه خلال اجتماعات الدورة الثالثة والثلاثين بعد المئة للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حالياً في جنيف رداً على ما ذكره رئيس الوفد البرلماني الإيراني في كلمته أمام الاجتماعات بخصوص حادث التدافع في مشعر منى خلال موسم الحج الماضي. وقال معالي الدكتور يحيى الصمعان إنه خلال السنوات العشر الماضية لم يتم تسجيل أي أحداث تتعلق بتنظيم الحج، على الرغم من المصاعب التي تكتنف تنظيم الحج الناشئة عن وجود عدد كبير من الحجاج الذين يتجاوز عددهم مليوني شخص يؤدون مناسك الحج في مساحة مكانية صغيرة وفي وقت محدد. وعبر معاليه عن مواساة المملكة لأسر الضحايا من الحجاج المتوفين في حادث التدافع في منى، مشيراً إلى أن اللجنة التي وجه بتشكيلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للتحقيق في أسباب الحادث تعمل على قدم وساق لكشف أسباب وقوع هذا الحادث الأليم الذي لا يقلل من الجهود الضخمة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن. وأضاف الدكتور الصمعان أن المملكة العربية السعودية ترفض التدخل في شؤونها الداخلية لأن هذا يمثل انتهاكاً للقانون الدولي كما أنها تستهجن تسييس إيران لهذا الحادث الأليم، ومتاجرتها بآلام الضحايا، وتسخيرها للحادث لخدمة أهداف سياسية على نحو لا تراعي فيه حرمة الشعائر الدينية، ومشاعر أسر الضحايا. وأشار إلى أن الجميع يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المملكة، وجهودها محل تقدير العديد من الدول الإسلامية والمسلمين. وزاد مساعد رئيس مجلس الشورى أن الموقف الإيراني يأتي لتغطية فشلها في التدخل في اليمن ودول أخرى في المنطقة، مؤكِّداً أن محاولة النظام الإيراني استغلال حادث منى سياسيا هي امتداد لسجلها التاريخي في إيذاء الحجاج وإحداث الفوضى في الحج وتعكير الأجواء المقدسة في موسم الحج، فإيران هي الدولة الوحيدة التي ارتكبت الجرائم وحاولت إحداث الفوضى في مواسم الحج، وأحداث الثمانينات لا تزال حاضرة في ذاكرة العالم الإسلامي؛ حتى لو حاولت إيران نسيانها أو تناسيها، وبعد أن نجحت المملكة في منع إيران من إحداث الفوضى في موسم الحج، فإنها لن تقبل استغلالها لمأساة ما حدث في موسم الحج.