شدد مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور يحيى الصمعان، على أن محاولة إيران تسييس حادثة التدافع في مشعر منى خلال موسم الحج الماضي، هو من أجل «تغطية فشلها في التدخل في اليمن ودول أخرى في المنطقة، وامتداداً لسجلها التاريخي في إيذاء الحجاج وإحداث الفوضى في الحج، وتعكير الأجواء المقدسة في موسم الحج». وأكد الصمعان في مداخلته خلال اجتماعات الدورة ال133 للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، رداً على ما ذكره رئيس الوفد البرلماني الإيراني في كلمته أمام الاجتماعات حول حادثة التدافع أن «إيران هي الدولة الوحيدة التي ارتكبت الجرائم وحاولت إحداث الفوضى في مواسم الحج»، مستعيداً أحداث الثمانينات والتي «لا تزال حاضرة في ذاكرة العالم الإسلامي، حتى لو حاولت إيران نسيانها أو تناسيها، وكما نجحت المملكة في منع إيران من إحداث الفوضى في موسم الحج، فإنها لن تقبل استغلالها مأساة ما حدث في موسم الحج». وأوضح مساعد رئيس مجلس الشورى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، «أخذت على عاتقها مسؤولية خدمة حجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد نبيه -صلى الله عليه وسلم-، واتباع الإجراءات اللازمة لسلامتهم، والسهر على راحتهم»، مضيفاً أنه «خلال الأعوام العشرة الماضية لم يتم تسجيل أية أحداث تتعلق بتنظيم الحج، على رغم المصاعب التي تكتنفها والناتجة من وجود عدد كبير من الحجاج يتجاوز عددهم مليوني شخص في مساحة صغيرة، وفي وقت محدد». وأعرب الصمعان عن مواساة المملكة أُسر الضحايا من الحجاج المتوفين في حادثة التدافع في منى، مشيراً إلى أن اللجنة التي وجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، بتشكيلها للتحقيق في أسباب الحادثة «تعمل على قدم وساق؛ لكشف أسباب وقوع هذه الحادثة الأليمة، التي لا تقلل من الجهود الضخمة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن». وأضاف: « المملكة ترفض التدخل في شؤونها الداخلية؛ لأن هذا يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، كما أنها تستهجن تسييس إيران لهذه الحادثة الأليمة، ومتاجرتها بآلام الضحايا، وتسخيرها لخدمة أهداف سياسية على نحو لا تراعي فيه حرمة الشعائر الدينية، ومشاعر أُسر الضحايا»، مؤكداً أن «الجميع يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المملكة، وجهودها محل تقدير الدول الإسلامية والمسلمين».