شاركت 11 جامعة حكومية سعودية في الندوة النسائية الأولى «المبادرات المجتمعية للجامعات السعودية ودورها في تعزيز الانتماء الوطني»، صباح أمس 29 من ذي الحجة الموافق 12 أكتوبر 2015م، بقاعة الملك سلمان للمؤتمرات في مبنى وزارة التعليم العالي بالرياض، والتي نظمتها الجامعة السعودية الإلكترونية على مستوى الجامعات الحكومية بالمملكة، تحت رعاية حرم سمو أمير منطقة الرياض صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود آل سعود، لتعزيز دور الجامعات السعودية في ترسيخ الانتماء الوطني، وعرض المبادرات المجتمعية للجامعات السعودية، وإبراز الأثر النفسي والاجتماعي للمبادرات المجتمعية، في إطار حرص الجامعة السعودية الإلكترونية على إبراز الدور المحوري الذي تضطلع به في تعزيز الانتماء والولاء الوطني لدى الشباب، حيث يُعتبر تنظيم الندوة تحدياً قوياً للجامعة، على رغم حداثة عهدها إذ لم يتجاوز عمرها 4 أعوام. حيث ألقى مدير الجامعة السعودية الإلكترونية الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الموسى كلمة، تقدم خلالها بخالص التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله بنصره - وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله -، بهذه المناسبة الغالية على قلوب الجميع، ألا وهي ذكرى اليوم الوطني (85) مضيفاً أن الجامعات تقوم بوظائف رئيسة هي التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع التي تُعد أهم ثمار هذه الندوة، التي تسلط الضوء على الجهود التي تقوم بها الجامعات في مجال تعزيز الانتماء والهوية الوطنية. وقال الموسى إن المسؤولية علينا جميعاً ويجب على كل فرد منا، رجالاً ونساءً، أعضاء وعضوات هيئة التدريس، مسئولين ومسئولات، موظفين وموظفات، مواطنين ومواطنات، أياً كانوا وفي أي موقع، للمشاركة في مثل هذه المناسبة لتعزيز الانتماء الوطني لأفراد هذا الوطن الغالي.. شاكراً كل القائمين والقائمات على تنظيم هذه الندوة، والشكر لأصحاب السمو والسعادة الحاضرات لدعم هذه الندوة، وكل عام ووطننا وديننا وولاة أمرنا بخير. وذكرت المشرفة العامة على أقسام الطالبات في الجامعة السعودية الإلكترونية بالرياض الدكتورة هند عبد العزيز الفدا أن هذه الندوة تدور حول أربعة محاور رئيسة تناقش المبادرات المجتمعية تجاه الوطن، وأثرها النفسي على الطلاب، فضلاً عن الأثر الاجتماعي لهذه المبادرات على المجتمع في تعزيز الانتماء الوطني، وبمشاركة عدد من الأخوات الأكاديميات اللائي يُمثّلن بعض جامعات المملكة، حيث تقدمت بمجموعة من أوراق العمل العلمية تتعلق بموضوع الندوة، وذلك استشعاراً لدورهن العلمي والتربوي في دعم جوانب المسؤولية الاجتماعية والوطنية. وأضافت الفدا قائلة: يشارك في هذه الندوة 18 باحثة وأكاديمية قدمن 18 ورقة عمل، حيث نهدف من هذه الندوة إلى تدارس كيفية تضافر الجهود من أجل ترسيخ الانتماء الوطني لدى شريحة الشباب من البنين والبنات باعتبارهم لبنات بناء المستقبل، والجيل الذي سيتسلم - بعون الله تعالى - زمام أمور الوطن مستقبلاً، والركيزة الأساسية في بناء المجتمع وحماية أمن الوطن، ليكونوا صفاً واحداً مع قيادته في وجه الأعداء والمتربصين. ومن خلال ذلك ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة بنت محمد بن سعود آل سعود حرم أمير منطقة الرياض كلمة استهلتها بالحمد والثناء لله عز وجل، قالت فيها: «اسمحوا لي أولاً أن أهنئكم وأهنئ نفسي بوطننا الغالي في ذكرى توحيده ال (85) والتي تمت على يد فارسنا الأول ورمز هذا الوطن الملك عبد العزيز رحمة الله عليه، وأكمل المهمة من بعده أبناؤه الكرام الذين اجتمعوا على عزة راية التوحيد وخدمة الحرمين الشريفين، هذه المهمة العظيمة التي دأبت المملكة وعلى مر الأجيال على المحافظة عليها وخدمة حجاج بيت الله الحرام في كل عام وتوظيف كافة الإمكانات المادية والبشرية في صالح الإسلام والمسلمين». وتابعت سمو الأميرة قائلة: «أيها الحفل الكريم.. يحق لنا أن نفخر بهذا الوطن ويحق لنا أن نحبه وأن نتباهى في حبه، فهذه الأرض وترابها قدمت لنا الغالي والنفيس فلن ننسى فضلها ما حيينا، بل من واجبنا أن نرد هذا العطاء بعطاء مضاعف، وأن نحافظ على هذه الأرض من خلال أعمال حقيقية وأفعال تترجم هذا الحب والولاء لمبادرات وأفكار تثري الحاضر وتفتح آفاقاً جديدة للمستقبل». وأن دور كل فرد منا تجاه الوطن بالغ الأهمية، والدور الوطني الذي على عاتقنا جميعاً تتضاعف أهميته الآن والمملكة تواجه تحديات داخلية وخارجية، اقتصادية وسياسية، تتطلب منا، أفراداً ومؤسسات مجهوداً مضاعفاً في تحقيق أقصى درجات الوحدة الوطنية وتوحيد الصف في مواجهة كافة الصعوبات، والتلاحم فيما بيننا لمساندة هذا الوطن ليجتاز كل المعوقات والأخطار بكافة أشكالها، وهذا ليس بالأمر الصعب، فالمملكة قوية بشعبها وحكومتها وجيشها، على مر التاريخ بفضل الله وبفضل رجالها الكرام.. لذلك إنه لغاية سروري أن أجتمع هنا بقيادات وطنية كرّست عملها وجهودها الأكاديمية في تعزيز الانتماء الوطني من خلال أعمال حقيقية ومبادرات شبابية مجتمعية تستثمر طلابنا وجهودهم في تمثيل حقيقي لحبهم لوطنهم». وأضافت سمو الأميرة نورة آل سعود قائلة: «لذلك من خلال هذا اللقاء نتطلع للتعرف أكثر على مبادرات الجامعات وماذا قدمت، ومناقشة الأفكار القائمة وطرح التطلعات والآمال وما هو متوقع منها، ومن هنا أشكر الجامعة السعودية الإلكترونية ووزارة التعليم في تنظيم هذا اللقاء الذي يجمعنا لشأنٍ سامٍ وهو تعزيز الانتماء الوطني من خلال المبادرات المجتمعية والذي سيفرز - بإذن الله - فرصاً كثيرة وأفكاراً جوهرية في تعزيز وتوحيد الصف وحفظ الأرض وصيانة الوطن من كل شر.. ومن جهتها أبانت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن سابقاً سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود أن الانتماء للوطن وصيانته والحفاظ عليه قيمة إسلامية من أسس الدين وكمال العقيدة ولوازم الشريعة، بالإضافة إلى أنه من دوافع الإنتاج والتقدم والابتكار والإبداع، وتُعتبر مؤسسات التعليم العالي بالمملكة أساس المجتمع في عملية التنشئة الاجتماعية في التعاون مع الأسرة ومؤسسات التعليم الأخرى. فإن للجامعة دوراً أساسياً في تشكيل ودعم ورفع قدرات وتعزيز الانتماء للوطن حيث تقوم بالتأثير على طلابها في أفضل المراحل العمرية وهي مرحلة الشباب الذين يعتبرون الثروة الحقيقة التي تدفع الأمم إلى تحقيق التقدم العلمي والتقني في ضوء المتغيرات العالمية التي تسود العالم. وأكدت سمو الأميرة الجوهرة آل سعود أن أهمية الانتماء للوطن تكمن في أنه العمود الفقري للأمن الوطني الاجتماعي للمجتمع، والذي بدونه يفقد المجتمع تماسكه مما يهدد الأمن الوطني لأفراد المجتمع.