في عام 1353ه ولدت فكرة إنشاء جمعية الإسعاف الخيري بالمملكة، كأولِ تنظيمٍ حكومي لتقديم الخدمة الطبية الإسعافية بالمملكة، بعد ذلك صدر الأمر السامي رقم 3306 بتاريخ 2 - 3 - 1354 ه الموافق 4 - 6 - 1935م في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز بإنشاءِ أول هيئةٍ مستقلة تقوم على تقديم الخدمة الطبية الإسعافية الطارئة بالمملكة، تحت مسمى (جمعية الإسعاف الخيري). وتقدم الجمعية خدماتها وفق ما ورد في المرسوم الملكي، الإسعافات الطبية السريعة لضحايا الأخطار والجرحى والمصابين بعاهاتٍ أو ضعفٍ أو عجزٍ ينتابهم في الطرق أو في أي جهة كانت، ونقلهم بعد إجراء العلاجات الأولية، وتقديم المساعدة بكل الوسائل الموجودة لديها في حال انتشار الأوبئة أو حلول كارثة كبرى كالحريق وغيرة والتعاون مع مديرية الصحة فيما يتعلق بالأمور الصحية، وتعضيد كل عمل أو هيئة من نوع هذه الجمعية يكون غرضها إنسانياً محضاً، وتقوم الجمعية بأعمالها باسم الإنسانية دون أدنى تدخل في المواضيع السياسية. وتباشر الجمعية أعمالها بمركز رئيس في كل مدينة يحتوى على العاملين الصحيين والتجهيزات الطبية والأدوات اللازمة لتقديم الإسعاف السريع للمصابين والجرحى والمرضى، وتشكيل فرق تطوعية دائمة بموجب نظام الجمعية الداخلي. وتحولت جمعية الإسعاف الخيري الوطني إلى جمعية الهلال الأحمر السعودي في عام 1383ه الموافق 1963م، بعدها صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 24 - 12 - 1429ه الموافق 22 - 12 - 2008 م بتحويل مسمى جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي (Saudi Red Crescent Authority). ويشمل نشاط الهيئة جميع أنحاء المملكة من خلال تقديم الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة في مرحلة ما قبل المستشفى من خلال الإسعاف الجوي والأرضي، كما تقوم الهيئة بتقديم الخدمات الطبية والإسعافية لحجاج بيت الله الحرام والتوعية الصحية أثناء مواسم الحج بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية، وتسهم أيضاً في تثقيف المجتمع السعودي بنواحي الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة عن طريق الحملات التوعوية وتدريب المتطوعين ومنسوبي الأجهزة الحكومية والأهلية، وطلاب المدارس والجامعات وغيرهم. كما أن للهيئة نشاطات في مجال الإغاثة الخارجية لمساعدة الدول والشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية والأوبئة، أو الحروب والمنازعات الدولية، حيث أصبحت الهيئة العضو رقم (91) في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يعمل في إطار اتفاقيات جنيف، وتتمتع بجميع المزايا والحصانات المنصوص عليها في اتفاقية جنيف التي تفي بالالتزامات الأخلاقية والإنسانية تجاه المرضى، والمصابين في الكوارث والحوادث، وجرحى الحروب إضافة إلى الأسرى في التعامل معهم، واحترام حقوقهم، دون تمييز أو تفريق في المعاملة لأي سبب في زمن الحرب أو السلم. كما تعمل الهيئة على نشر مبادئ القانون الدولي الإنساني والتعريف باتفاقية جنيف (1949م) وملحقاتها (1977م) والمشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات والمناشط الإقليمية والدولية ذات العلاقة بالحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، كما حظيت الهيئة بعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي خلال الدورة 19 عن منطقة آسيا والباسفيك. وأولت الهيئة جهداً خاصاً للنهوض بقطاع المساعدات الإنسانية الدولية في ضوء تنظيمها الصادر من مجلس الوزراء رقم 231 وتاريخ 11- 7 - 1432 ه المتضمن أن تقوم الهيئة بتمثيل المملكة أمام الجهات الدولية بصفتها الجهة الوحيدة التي تمثل المملكة في تقديم الإغاثة السعودية ومساعدة ضحايا الكوارث خارج المملكة. كما تبنت الهيئة إستراتيجية للمساعدات الإنسانية الدولية سنة 2012، تضمنت قيام الهيئة بالدور المنفذ في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثة في الخارج إلى جانب أدوارها الحالية.