تولدت فكرة إنشاء جمعية (بنيان الخيرية) من إضاءة ولمحة كريمة من سيدة أعمال دون أن تقصد بعملها الجليل إنشاء الجمعية بهذا الحجم، فقد تلقت الناشطة بالعمل الخيري المعلمة ندى البورادي ذات يوم مبلغاً كبيراً نسبياً من سيدة الأعمال لصرفه في مجال الأعمال الخيرية المتعددة التي تقوم بها المعلمة الفاضلة، فكان المبلغ مشجعاً لإعانة أسرة على ترميم منزلها، وإعانه أخرى لتسديد إيجار المنزل.. وهنا تطور الأمر في ذهن المعلمة لإنشاء جمعية تساعد الأسر المحتاجة التي لا تملك منزلاً على تملك سكن مناسب عن طريق تقديم جزء من قيمته، مع دعم الأسرة وتطويرها لتكون أسرة منتجة من خلال أعمال خاصة ومهن مربحة يدر عليها دخلاً يعينها على قضاء التزاماتها ويكون رديفاً لإعانات الجمعية، وهكذا نجحت الفكرة، ولمعرفة المزيد كان الحديث مع رئيسة الجمعية «ندى البواردي». رؤية الجمعية ورسالتها وأهدافها أوضحت رئيسة جمعية بنيان ندى البواردي أن الجمعية تمكنت من تقديم خدماتها خلال الأربع سنوات الماضية وهي عمر الجمعية من خلال رؤية الجمعية، وهي الريادة في التنمية المستدامة للأسر المستحقة وتمكينها من الاستقرار السكني والاقتصادي، وتطبيق رسالتها، وهي التميز في توفير المسكن الملائم للأسر المستحقة والارتقاء بها على كافة المستويات التنموية وتحويلها إلى أسر مستقلة مادياً ومنتجة في محيطها الاجتماعي. وأضافت أن أهدافها هي توفير المسكن الملائم للأسر المستحقة، وتبني مفهوم التنمية الأسرية ذات الأثر المستدام لأفراد الأسر المستحقة، وزيادة تنوع الموارد المالية للجمعية، وتبني مفهوم العمل المؤسسي في عملية التأسيس والبناء للجمعية وأخيراً بناء وتطوير مهارات منسوبات الجمعية. وبيّنت البواردي أن الجمعية تصرف دعم الزكاة على تملك المساكن وتسديد الإيجارات، والدقة على مختلف أوجه البر والإحسان التي تخدم أهداف الجمعية، والوقف على أوقاف لإسكان الأسر المحتاجة، ووقف يصرف على الجمعية ووقف يصرف على الأسر المحتاجة. خدمات الجمعية وبرامجها وأوضحت البواردي أن الجمعية تقدم خدماتها كالتالي: - تدريب وتأهيل وتوظيف وتسعى الجمعية إلى تحقيق التوازن الاقتصادي وذلك بإتاحة فرص تدريبية ووظيفية مناسبة لإفراد الأسر. - خدمات تعليمية من خلال تقديم مساعدات وتسهيلات لأبناء الأسر وتسجيلهم في المدارس والجامعات والمعاهد الحكومية. - خدمات تمويلية من خلال تمويل الأسر بالمستلزمات الأساسية من ملبس ومأكل واحتياجات الفرد. - خدمات اجتماعية عن طريق ربط قنوات الاتصال بين الأسر والخدمات المتوفرة بالمجتمع سواء جهات حكومية أو أفراد. وعن البرامج التي تنفذها الجمعية قالت البواردي إن الجمعية تقدم عدة برامج أساسية وهي: - برنامج الإسكان.. وينقسم لثلاثة مشروعات: الأول: مشروع تمليك مساكن عن طريق تقديم مبلغ مالي مساعد للأسرة التي تدخر مبلغاً أو إذا كانت الأسرة قد تقدمت لصندوق التنمية العقاري، وقد حققت الجمعية إنجازاً في ذلك بحيث تمكنت الجمعية من تمليك 189 أسرة لمنازل متنوعة ما بين شقق وفلل وتأثيثها إلى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتي لهذه الأسر وتحويلها لأسر منتجة عن طريق مشروعات خاصة بهم، وتقديم التدريب والتعليم لأفرادها. الثاني: مشروع الوقف السكاني لأكثر من 140 أسرة، إلى جانب المتابعة اليومية وتدريب أفرادها وتأهيلهم وتعليمهم الإدخار وتحويلهم لسر منتجة. الثالث: بناء وترميم الأسر وتمكنت الجمعية من بناء بيت أو ترميمهم بالتعاون مع شركات مقاولات واستفاد من هذه الخدمة 10 أسرة. وأضافت البواردي: إن الجمعية تركز على المشروع الأول والثاني في تقديم خدمتها، وهي تمليك المنازل والوقف.. ودعت العقاريين إلى التعاون مع الجمعية وتقديم المساعدات لها في إيجاد عقارات وتوفيرها للجمعية لتتمكن من تقديم خدماتها للأسر.. فلاتزال على القائمة 30 أسرة مؤجلة ومحتاجة للسكن. وشكرت أحد فاعلي الخير الذي تبرع ب14 فلة سكنية أضافتها الجمعية لوقفها. وأشارت إلى أن الجمعية تعمل مع هذه الأسر المؤجلة والمحتاجة على تدريبها وتعليمها على أهمية الادخار وتحويلها لأسرة منتجة. - برنامج القرض الحسن ويقرض الأسر المتعففة والمحتاجة. - برنامج الأسر المنتجة ويقدم خدماته للأسر التي تملك حرفة مثل الخياطة. - برنامج بنيان للطهاة، ويهدف إلى استقطاب الأسر التي ترعاها الجمعية وليس لها دخل وتحويلها لأسرة منتجة، بحيث تحقق الاكتفاء الذاتي عن طريق تحويلها لأسرة منتجة.. فقد تم تدريب 22 سيدة انطلقن بعدها للعمل عن طريق مطبخ توفره الجمعية وهو مطبخ متكامل يعمل فيه المتدربات حتى أن إحدى المتدربات نجحت في مجال الطبخ واستقلت وتمكنت من شراء منزل لها، و7 أخريات سوف ينطلقن في مشروعاتهن الخاصة.. وتعمل الجمعية على توفير الأدوات بحيث تكون قرضاً حسناً واستعادته لدعم أسرة أخرى وهكذا. إلى جانب ذلك تقيم الأسرة كل 3 أشهر عشاء خيري في مقر الجمعية ويكون بوفيه مفتوحاً من صنع طاهيات بنيان للتسويق وتعريف الناس بهن، ويتم تنفيذ الطلبات بعدها عن طريق حساب الجمعية في الانستغرام أو الواتس أب، وذكرت البورادي أن الجمعية عقدت اتفاقية مع الهيئة السعودية والمدن الصناعية ومناطق التقنية على توفير 200 وجبة إفطار منوعة لمنسوبي الهيئة، كما تم التنسيق مع السفارة السعودية في النمسا على تجهيز بوفيه وأطعمة لمناسبة لديها، كما تم إرسال منتجات الجمعية للإمارات العربية لأحد رجال الأعمال هناك وهو عبارة عن خط إنتاج للمخللات والمعمول والشابورة والمفرزنات، إلى جانب المشاركة في عدة معارض وبازارات، وأضافت أن أبرز المعوقات التي تواجه الجمعية في تنفيذ هذا المشروع هو المواصلات التي تمثل العائق الرئيسي للأسرة والجمعية، إلى جانب حاجة الجمعية لدعم رجال الأعمال والمصانع في دعم خط الإنتاج من تعليب وتسويق. - سوق العطاء وهو عبارة عن سوق تعقده الجمعية 4 مرات في السنة قائم على تبرعات تكون سليمة من حقائب وساعات وأثاث وأواني منزلية وإكسسوارات من ماركات مختلفة ذات قيمة تباع بمبلغ بسيط ويكون ريعه للجمعية التي تمكنت من خلاله شراء أول وقف للجمعية. ودعت البواردي إلى دعم المحلات بالتبرع بالرجيع الذي يكون في حال سليمة وصالح للاستخدام وغير مستعمل للمشاركة في سوق العطاء، كما نحتاج لتبرع من أصحاب الصالات لإقامة سوق العطاء فيه لأن مكان الجمعية صغير ونحتاج لمكان أكبر. - كرنفال العطار وهو برنامج موجه للأطفال يعقد مرة في السنة لمدة 3 أيام وقائم على مشاركة المتطوعات فيه ولكننا نحتاج لدعم الجهات من خلال الأركان التفاعلية والألعاب ووسائل الحماية. - برنامج الرعاية المنزلية ويهدف إلى تخريج مجموعة من الإخصائيين المتميزين في الرعاية الصحية للأفراد وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأمهات حديثات الولادة. وأوضحت البواردي أن قبول الأسرة في الجمعية يعتمد على كونها أسرة ذات دخل محدود ولا تملك منزلاً، ويتم تسجيل الأسرة والتأكد من صحة البيانات ويبدأ بالتأكد من خلال البحث المكتبي ثم الزيارة الميدانية والتأكد من وضع المنزل فبعض الحالات تحتاج إلى نقلها فوراً على سكن في الوقف وبعضها دفع الإيجار فقط، وبعد قبول الأسرة يتم تأهيلها من خلال التعليم والتدريب في دورات تدريبية توعوية وتثقيفيه وتوظيف بعض أبناء وبنات هذه الأسر بالتعاون مع بعض الشركات والمؤسسات، إلى جانب الاستمرار في متابعة الأسرة وتحويلها إلى أسرة منتجة وفاعلة في المجتمع من خلال البرامج التي تقدمها الجمعية للمستفيدين فيها. وقالت البواردي: إن الجمعية الآن تتجه لفتح فرع لها في مكةالمكرمة، حيث لمست حاجة شديدة لبعض سكانها للسكن وتسعى لتسليم 65 وحدة سكنية في عدة قرى في مكة ومنها قرية (سعية) وسيتم توفير 30 مسكناً، وقرية (الطفيل) ستم تسليم 15 وحدة سكنية والبقية في قرية (ملكان).