المخدرات تلك الآفة الفتاكة التي استشرت كالهشيم في النار وسط شباب أمتنا، تحتاج منا جميعا أن نكون على قلب رجل واحد لبذل الجهد المضاعف وشحذ الهمم للقضاء عليها واستئصالها من جذورها، وذلك من خلال عدد من البرامج والخطط البحثية العلمية التي تكفل القضاء عليها تبدأ من اختيار عدد من المشاهير في المجالات المتعددة مثل الرياضية والاجتماعية الأخرى للوصول للمتلقين من الشباب وصغار السن من الجنسين، وتنظيم برنامج موجه للبيئة التعليمية (المدارس والكليات والجامعات) لتعزيز الحصانة الذاتية لدى الطلاب والطالبات نحو الممارسات السلبية، وتوطين الخبرات التدريبية المتخصصة والعمل على تعزيز الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة والمجتمع في حماية النشء من تلك الممارسات السلبية. أهداف نبراس أولا : تشجيع الجهود الوطنية الوقائية المبذولة من مختلف الجهات والمؤسسات العاملة في مجال منع تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية والحد من انتشارها. وذلك لكي تصبح جهوداً ، وقائية نموذجية ومعيارية، وملتزمة بمعايير تصميم البرامج الوقائية، وتراعي اشتراطات الجودة والتميز، وأن تبنى محتوياتها ومضامينها على أسس علمية، وقابلة للقياس والتقييم، تراعي أسس ومعايير إدارة المشاريع الناجحة في مجال المكافحة، ومتكاملة ومتسقة مع بقية البرامج والمشاريع، وتتفق مع أهداف وسياسات الخطط العامة التي ترسمها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ومنبثقة من التخطيط المعتمد على الاستدامة. ثانيا : تنظيم الجهود الوطنية الوقائية في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. ويشمل ذلك التنظيم على التنسيق مع مختلف الجهات لجعل مشاريعها وبرامجها الوقائية، متوافقة مع المواضيع السنوية التي يستهدفها التخطيط الوقائي العام للدولة لمكافحة ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية، والتنسيق لمنع الازدواجية والتكرار والتعارض بين المشاريع والمضامين المستهدف إيصالها للفئات المستهدفة، والتنسيق لتحقيق التكامل والتعاون والتشارك بين مختلف الجهات المشاركة في هذا المجهود الوطني، والتنسيق لضمان تغطية جغرافية وديموغرافية وموضوعية متوازنة شاملة على المستوى الوطني. ثالثا :دعم مشاريع وبرامج العمل الوقائي المتميزة. وذلك وفقا للاعتماد التنظيمي للبرنامج وجعله جزءا من العمل الوطني المشمول بأنظمة واهتمامات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمساهمة في تمويل المشاريع الوقائية، والمساهمة في إعداد حقائب التثقيف والتدريب، وإعداد المدربين والخبراء، وتدريب المتخصصين، وتقييم المشروع وفق أحدث طرق التقييم، تزويد الجهات المشاركة بالخبراء والمختصين في مجال تخطيط العمل الوقائي، والمساهمة في إدارة المشاريع لتحقيق استدامتها. رابعاً: المبادرة بإطلاق برامج وقائية بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية المتخصصة. وذلك على مستوى وقاية صغار السن والمراهقين من الجنسين من ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتثقيف الشباب والجمهور العام بخطورة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتنمية مهارات الوقاية الأسرية. خامساً: تكريم الأعمال الوقائية الوطنية المتميزة.، وذلك من خلال وضع جائزة وطنية سنوية ذات قيمة عالية للبرنامج الوقائي الوطني المتميز، ومنح الجهة المنفذة للبرنامج شهادة نبراس للجودة في العمل الوقائي، وإقامة حفل تكريمي للجهات القائمة على البرامج الناجحة ومنح شهادات شكر لأعضاء الفرق المخططة والمشرفة والمنفذة لها، والإشادة الإعلامية بتلك البرامج الوقائية الناجحة. وقد رأت اللجنة الوطنية أن تكون المدة الزمنية للمشروع 15 سنة هجرية (1436ه إلى 1450ه). حيث تم التخطيط لهذا المشروع الوطني الطموح بصفته مشروعاً مستداماً، يستمر تطبيقه وتطويره على مدى خمس عشرة سنة. تم تأسيسه وسيتم التوسع في تطبيق برامجه المختلفة ليحقق كل أهدافه خلال الخمس سنوات الأولى من إطلاقة المشروع بإذن الله. كما سيتم تقييم والعمل على تحديث برامج المشروع كل خمس سنوات. أربع مراحل يتوقع بإذن الله أن تستغرق المرحلة التأسيسية للمشروع 10 أشهر من العمل المتخصص على يد خبراء وفرق عمل متفرغة، حيث تتطلب تفعيل المعايير الوطنية في مجال العمل الوقائي لظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية ، وتحديد الاحتياج المحلي في مجال العمل الوقائي، ورسم مسارات العمل الوقائي ونوعية المبادرات، وإطلاق المبادرات والبحث عن الشراكات، وتصميم البرامج الوقائية الوطنية. بناء القدرات وتتضمن المرحلة الثانية تهيئة الظروف المناسبة لتطبيق البرامج يتوقع بإذن الله أن يستمر التدريب منذ انطلاقة المشروع وحتى نهاية المشروع، فهي مرحلة مستمرة تستهدف بناء القدرات الوطنية في مجال الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، كما تشمل هذه المرحلة التطبيق التجريبي لمبادرات الوقاية ، ويتوقع بإذن الله أن يستمر التطبيق التجريبي لكل مبادرة لمدة 3 أشهر، وهذا يتضمن وضع سياسات التطبيق التجريبي ومراقبته وفق معايير التجريب، وبالتالي تقييم البرامج في ضوء مخرجات التجريب للمبادرات والبرامج الوقائية، كما تشتمل هذه المرحلة على تصميم مواد التدريب للبرامج الوقائية، ووضع سياسات وخطط التدريب الوطنية في مجال الوقاية، وبناء قدرات التدريب من خبراء التدريب ومدربي المدربين والمدربين، وتقييم التدريب وتطوير سياساته الوطنية، والتطبيق التجريبي لبرامج الوقاية على عينات من الفئات المستهدفة بهدف تقييم برامج الوقاية التي تم إطلاق مبادرتها، وتقييم التطبيق التجريبي والمبادرات والبرامج الوقائية. التطبيق الواسع وهي المرحلة الثالثة والمعتمدة على مرحلة التجريب وتتمثل في التوسع التدريجي خلال الخمس سنوات الأولى للمبادرات حتى يتم ضمان وصول جمع المبادرات الوقائية لكافة شرائح المجتمع السعودي من مواطنين ومقيمين. وذلك لكي يتم بناء وعي مجتمعي مستنير قادر على تشكل القناعات والقيم والتصرفات الإيجابية لدى جميع أفراد المجتمع نحو الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية. وهذه المرحلة تتطلب وضع خطة التوسع المتدرجة الجغرافية والزمانية، وتوفير الموارد المالية المناسبة، وتقييم المبادرات وأساليب التطبيق المختلفة، ومراقبة التكامل وتنظيم الجهود، ورصد التطورات الإيجابية والانعكاسات السلبية. التقييم والتجديد. وهي مرحلة تأتي بعد اكتمال التوسع في التطبيق وشموله كل الفئات المستهدفة جغرافيا وزمانيا، وتتضمن هذه المرحلة تقييم التغيرات الكلية التي حدثت في نهاية كل خمس سنوات ، وإعداد تقرير ختامي في نهاية كل خمس سنوات يتضمن توصيات التجديد للمرحلة الخمسية القادمة ، ووضع الخطة التنفيذية الخمسية لكل خمس سنوات لاحقة. ثمانية برامج يقوم المشروع الوطني للوقاية من المخدرات على ثمانية برامج طموحة رئيسية تتمثل في برنامج الأسرة ، والمركز الوطني لاستشارات الادمان (1955) ، وبرنامج وسائل الإعلام التقليدية، وبرنامج الإعلام الجديد ، وبرنامج البحوث والدراسات، وبرنامج نجوم نبراس، وبرنامج بيئات التعلم (المدارس والكليات والجامعات)، وبرنامج جناد (الشبكة العالمية للمعلومات عن المخدرات). برنامج الأسرة يستهدف برنامج الوقاية الأسرية كل أفراد الأسرة ، الآباء والأمهات ، والشباب والشابات و الأطفال. ويعد البرنامج أحد المكونات الأساسية لمشروع نبراس، والذي يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المتمثلة في رفع مستوى وعي الآباء والأمهات بخطر تعاطي المخدرات و المؤثرات العقلية، كما يستهدف البرنامج تنمية مهارات الأبوين بطرق ووسائل تثقيف الأبناء ووقايتهم من خطر تعاطي تلك المؤثرات العقلية. وقد مر تصميم برنامج الوقاية الأسرية بعدة مراحل، كان أولها مرحلة تشخيص واقع الوقاية الأسرية في المجتمع السعودي، والذي تضمن تحليل نتائج المسوح والدراسات السابقة، وإجراء مقابلات معمقة مع مجموعات من الأمهات في عدد من مدن وقرى المملكة، فضلا عن ورشة عمل موسعة عقدت مع خبيرات متخصصات في مجال التربية وشئون الأسرة. وقد تبين من مرحلة التشخيص، وجود حاجة قائمة لمجموعة من البرامج الموجهة للأسرة لتعزيز دورها في مجالات حماية ووقاية وتثقيف أفرادها نحو تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية. المركز الوطني يعد هذه البرنامج من أهم برامج نبراس، فقد تبنت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برنامج الاستشارات النفسية للمساهمة في مساعدة المجتمع في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية. ولهذا الهدف أنشأت المركز الوطني لاستشارات الإدمان ، وبدعم من الدكتور ناصر الرشيد، وفقه الله ، ويقدم هذا المركز خدماته الاستشارية هاتفياً على الرقم (1955) لحل مشكلات المدمنين وأسرهم. ويسعى المركز ومن خلال أكثر من18 اخصائي نفسي وخبراء في مواجهة ظاهرة الإدمان ، الى مساعدة المتصلين في التعامل مع المدمنين او طرق نقلهم الى مستشفيات الأمل ، ويتلقى هذه المركز في الوقت الحالي ما يصل الى 127 اتصال يومي لطلب استشارات أو طلبات لنقل قسري لمدمنين. رسائل توعوية يعتبر برنامج وسائل الإعلام التقليدية احد البرامج الهامة التي تستهدف استخدام وسائل الإعلام التقليدية من صحافة وإذاعة وتلفزيون ومطبوعات ونشرات ومواقع الكترونية للوصول الى جميع شرائح المجتمع، حيث تم إنشاء وحدة إعلامية داخل الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بتوجيهات من سمو ولي العهد - حفظه الله - وهو مركز مختص بالإعلام التقليدي والإعلام الجديد، حيث تُعد الأمانة أول جهة حكومية تنشئ مركزا للإعلام في المملكة لصالح هذا المشروع. وتسعى الوحدة الإعلامية باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات إلى انتاج كافة المواد الإعلامية المتعلقة بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) وتغذية جميع وسائل الإعلام بتلك المواد الموجهة والتي تحمل رسائل توعويه للوقاية من المخدرات، حيث تم انتاج عدد من الحلقات التلفزيونية والإذاعية والرسائل التوعوية التي سترى النور قريبا إن شاء الله. الإعلام الجديد تسعى اللجنة الوطنية الى استخدام وسائل الإعلام الجديد المتمثلة في المدونات وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، يوتيوب، انستقرام، سناب شات، الوتس أب وغيرها ) الى الوصول الى شريحة كبيرة من مستخدمي هذه الوسائل الحديثة. وحيث أن الغالبية من مستخدمي هذه الوسائل هم الشباب فإن البرنامج يسعى الى انتاج وبث مواد اعلامية توعويه للمتلقين وبطرق خاصة تناسب المتلقين عن مخاطر المخدرات وطرق الوقاية منها أو كيفية التعامل مع المدمنين. كما يسعى هذه البرنامج الى نشر الكثير من المقاطع عبر اليوتيوب وكذلك استقطاب نجوم اليوتيوب لإعداد رسائل خاصة للوقاية من أو مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية. البحوث والدراسات يركز هذه البرنامج على القيام بالبحوث العلمية اعتمادا على نظم المعلومات الجغرافية ((GIS ، وذلك لمعرفة وتحديد المناطق التي تحتاج الى برامج توعوية ووقائية وفقا لنوعية المخدرات التي تنتشر بها. كما أن البحوث التتبعية والرصد السنوي لاتجاهات التعاطي تساعد في وضع الخطط الوطنية لمواجهة تلك الظواهر وأماكن تركزها. نجوم نبراس هو برنامج اخر يستهدف الوصول الى الأشخاص القدوات من المواطنين في المجتمع لحمل رسائل البرنامج الوقائية أو التحذيرية التي تنبذ المخدرات أو المؤثرات العقلية. وسيتم اختيارهم من مختلف الفئات العمرية أو المهنية دون النظر الى درجة علمية او مكانة اجتماعية خاصة، حيث سيكون المعيار الأهم هو التميز في العمل مهما كانت طبيعته. كما سيتم في هذا البرنامج أيضا اختيار عدد من المشاهير في المجالات المتعددة مثل الرياضية او الاجتماعية الاخرى لحمل رسائل البرنامج. كل ذلك للوصول للمتلقين من الشباب وصغار السن من الجنسين لنبذ المخدرات او المؤثرات العقلية. بيئات التعلم برنامج بيئات التعليم (المدارس والكليات والجامعات) برنامج موجه للبيئة التعليمية ويسعى الى تعزيز الحصانة الذاتية لدى الطلاب والطالبات نحو الممارسات السلبية ، مثل التدخين وتعاطي المخدرات وذلك من خلال توطين الخبرات التدريبية المتخصصة في مجال مكافحة المخدرات في ادارة التعليم والمدارس والجامعات الكليات العسكرية ، باعتبارها جزء من المنظومة الوقائية التعليمية والعمل على تعزيز الشراكة المجتمعية بين المدرسة والأسرة والمجتمع في حماية النشء من تلك الممارسات السلبية. برنامج جناد تم اطلاق الشبكة العالمية للمعلومات عن المخدرات في 22 جمادى الأخر عام 1434ه حيث قدمتها المملكة كخطوة مميزه على المستوى الدولي وكمشروع غير ربحي يعنى بتوفير موسوعة شاملة وتفصيلية لكافة الجوانب المتعلقة بالعقاقير المخدرة والمهلوسة ومكافحتها. و»جناد» هي دليل عالمي شامل تضم معلومات بحثية حول المخدرات عن أكثر من 40 دولة حول العالم وبأربع لغات هي العربية والإنجليزية ، والفرنسية ، والأردو. وتعد هذه الشبكة مصدر علمي موثوق ومتعدد اللغات متاح على الأنترنت، ويستفيد منها الخبراء والباحثون وأصحاب الاختصاص والمهتمون أفرادا ومنظمات وجهات حكومية ودولية وخاصة. كما انها ميسرة لجميع افراد وشرائح المجتمع. واخيراً يمكن القول أن الجهود الوطنية التي تقوم بها المملكة في مجال المكافحة والوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية هي جهود مخلصة يقوم عليها رجال نذروا أنفسهم لمواجهة هذه الظاهر الفتاكة حماية لأبناء وبنات هذه المجتمع. كما أن تنفيذ البرامج العديدة «لنبراس» من خلال العمل بروح الفريق الواحد في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والتي تضم متخصصين في علم النفس والاعلام والاجتماع ووسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام جميع أساليب الاتصال المعروفة سواء المباشر كالندوات أو المؤتمرات أو روش العمل أو المعارض أو المهرجانات أو الإعلامية بشقيها التقليدية او الجديدة، فإن تلك الجهود الكبيرة التي تنطلق من معايير دولية في مكافحة هذه الظاهرة ، ستؤتي أكلها ونجاحاتها ستتحقق يوما بعد آخر ، بإذن الله،على الرغم من الحجم الهائل للمخدرات والأساليب التي يستخدمها المهربون والمروجون لنشر تلك الآفة بين شباب الوطن. اتمنى من الله تعالى النجاح لهذه البرامج الطموحة والتوفيق والسداد للرجال الذي يقفون خلفها،، والله الموفق.