يعود يوم غد الموسم السعودي للدوران مجدداً.. فبعد نهاية مثيرة الموسم الماضي بلقاء الفريقين الهلال والنصر الشهير (جحفلي) هاهي المواجهة تعود مجدداً بنفس الأجواء الساخنة التي انتهى بها الموسم المنصرم.. فالهلال والنصر هذه المرة يتنافسان على كأس السوبر السعودي في عاصمة الضباب لندن.. وهي تجربة رائعة للاتحاد السعودي لكرة القدم نفذها بجرأة عالية رغم أصوات الانتقاد والاعتراض المحلية التي سبقت القرار وكادت أن تؤثر عليه.. لكن قناعة المعنيين بالكرة السعودية وجدية الشركة الراعية كفلت تنفيذ الفكرة وإخضاع منافساتنا المحلية لتجربة جديدة تماشي ما يحدث في دول العالم وآخرها الكرة الإيطالية التي لعبت كأسها السوبر يوم السبت الماضي في شنغهاي الصينية بين اليوفي ولاتسيو.. فلماذا لا نقوم نحن بمثل هذه التجارب ونفتح المجال لخطوات استثمارية جديدة لن تكون ناجحة تماماً في بدايتها لكنها بالتأكيد خطوة يجب اتخاذها عاجلاً أو آجلاً.. وهذا ما حدث.. ** إذا المباراة ستكون مجالاً بالتأكيد الانتصار وإعادة الهيمنة الهلالية.. وإما رداً للاعتبار النصراوي وإعادة كأس جديد أمام الهلال.. شخصياً أعتقد أن المباراة ستكون مفترق طرق مهماً جداً.. فإما أن يؤكد الهلال أنه لن يقبل مجدداً أي تفوق نصراوي وأنه وضع حداً للخسارة أمام النصر في المواجهات الحاسمة بينهما خلال الموسمين الماضيين.. وإما أن يعود النصر ليقول للجميع إنه بالفعل لم يعد ذلك الفريق الذي يخسر من الهلال بسهولة وأنه البطل الفعلي للدوري السعودي وأنه قادر على تجاوز الهلال وانتزاع الكأس أمامه مجدداً.. خصوصاً أن صفوف الفريقين لم تختلف كثيراً عن آخر لقاء جمعهما وهو اللقاء الذي كسبه الهلال بضربات الترجيح رغم أفضلية النصر.. ولذلك أعتقد أن اللقاء مهم جداً ليحدد مستقبل مواجهات الفريقين وتفوق أحدهما على الآخر.. ** ما أخشاه على الهلال هو عدم إدراك أهمية الفوز على النصر وانتزاع الكأس أمامه.. وأتحدث هنا عن لاعبي الهلال.. فاللاعبون هم من يحقق البطولات والإنجازات وهم الذين يقلبون النتائج برغبتهم وإصرارهم وتعاونهم وتكاتفهم وتقديرهم لأهمية المباراة لجماهيرهم ولهم شخصياً وقد جربوا بالفعل ذلك في نهاية الموسم الماضي، فالفوز هو رغبة ذاتية وداخلية لدى اللاعب يجب أن تكون موجودة وبقوة وبالتأكيد فإن المدرب والإدارة هم أكبر محفز لهذه الرغبة بالإضافة للجماهير.. فاللاعب الذي يريد الفوز والألقاب يقدم كل ما لديه داخل الملعب وهكذا كان لاعبو فريق النصر خلال الموسمين الماضيين حيث كانوا هم الأبطال الحقيقيون رغم أنه تناوب على تدريبهم أكثر من مدرب وجلهم كانوا عاديين جداً لكن الكلمة كانت للاعبي النصر فأسعدوا جماهيرهم وحققوا لقبين متتاليين للدوري.. وهنا مربط الفرس فالغلبة هي للفريق الأكثر رغبة وإصراراً على الكأس أولاً ثم للتفوق الفني ثانياً، ففي المباريات التي كسبها النصر أمام الهلال -مؤخراً- كان الهلال هو الأفضل غالباً لكن النصر هو من يفوز لأسباب عديدة.. إذاً غداً يوم جديد لمن يريد أن يصنع التاريخ ويبدأ موسمه جيداً، خصوصاً الهلال الذي هو أحوج ما يكون لإعادة الثقة في نفسه والتحضير لدخول الآسيوية بثقة كبيرة واستقرار نفسي وهدوء مطلوب لكن ذلك كله بيد نجوم الزعيم فقط فهل يعيدون الأفراح من جديد؟! لمسات ** هل يعقل أن الموسم على الأبواب بل إنه بدأ فعلياً وما زالت العديد من الأندية لم يكمل أو تنهي تعاقداتها وتحضيراتها.. كما أن الكثير من الأمور الإدارية في اتحاد الكرة ما زالت كما هي ومعلقة وأتحدث هنا عن اللجان وأعمالها وتحضيراتها لموسم جديد؟! * * * ** نحتاج لملاعب جاهزة قبل بداية الموسم وجولات على كل الملاعب واشتراطات للمباريات واستعداد على المستويات كافة للتنظيم وإجراءات الدخول ومرافق الملاعب وتجهيزاتها وغير ذلك من الأمور التحضيرية في بداية أي موسم فهل تم ذلك؟! * * * ** الحكم على مستويات اللاعبين الأجانب الجدد في الملاعب السعودية يجب ألا يكون سريعاً.. أو متسرعاً وأي آراء سلبية بعد إغلاق فترة التسجيل سيكون سلبياً لأنه في غير وقته، ولذلك يجب دعم اللاعب الجديد والصبر عليه حتى يثبت العكس ولدينا أمثلة عديدة ونؤكد صحة ذلك. * * * ** تعاقد الاتحاد مع الغاني سولي مونتاري أعاد ذكريات التعاقد مع الأسماء الرنانة التي تغادر بعد شهرين أو أقل من حضورها لأنها لا تملك ما تقدمه في ملاعبنا شديدة والتنافس سريعة الكرة! * * * ** ما زلت أنتظر اليوم الذي يعلن فيه اتحاد الكرة خطة طويلة المدى لتطوير الكرة السعودية بدءاً من القاعدة، وذلك عبر خطط جديدة تتعلق بالفئات السنية نظاماً وتنظيماً وتمويلاً وملاعباً وغير ذلك! هذا هو العمل الحقيقي الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد خلال فترة عمله للكرة السعودية ويذكره التاريخ، أما بخلاف ذلك فهو عمل روتيني يومي سيأتي من يقدم أفضل منه وبمراحل! * * * ** أتمنى أن تكون مباراة السوبر غداً واجهة حضارية للكرة السعودية أداءً وتنافساً وتنظيماً، وألا تتبعها أي قرارات انضباطية كما حدث في ختام الموسم، فنحن نريد كرة قدم نظيفة وتنافساً شريفاً لا أخلاق هابطة وتصرفات شوارعية! * * * ** الهلاليون ينتظرون من لاعبيهم الكثير في لقاء الغد.. فالجميع ينتظر إنجازاً جديداً فلم يتعود الهلاليون على التفريط بالألقاب فالإدارة جديدة وتحتاج كأساً في بداية المشوار والجماهير في اشتياق لإيقاف التفوق النصراوي الجديد.. وأعضاء الشرف قدموا الكثير والكثير وينتظرون رد الدين والكلمة بيد النجوم فقط.