في الموروث الشعبي هناك قصة في غاية الحكمة، يُتداول فيها أن (الجدة) تُوصي حفيدتها التي ستدخل القفص الذهبي خلال أيام، بارتداء عقد من (روث الحيوانات)، وتأجيل لبس الذهب والحلي والزينة في الأيام الأولى للزواج، لأن العريس سيكون ملهوفاً، وفرحاً بعروسه، ولن يُركز عادة في مثل هذه التفاصيل!. الجدة تقول لحفيدتها: متى ما سأل زوجك عن هذا العقد المُعلق في نحرك، فاعلمي حينها أنه بدأ التركيز، فقد ذهبت السكرة وبقيت الفكرة، فتزيّني بما تريدين، فهو سيلاحظ (الآن) كل شيء جميل!. هذا الأسبوع فُجع (عريس) في الصباحية بإحدى العواصم العربية، أنه ملعوب عليه مثل أغلب (العرسان)، لذا قام برفع دعوى قضائية ضد (عروسه) بعد أن اكتشف أن جمالها مُزيف، وأنها أخفت قبحها (بالمكياج)!. العريس العربي (الهُمام)، اتهم (المدام) بالتزوير، والنصب، والخيانة العظمى (عائلياً)، لأنها تعمدت الاحتيال وإخفاء وجهها القبيح، بوضع المساحيق عليه حتى تظهر بصورة جميلة، وهو ما أصاب العريس (الغلبان) بصدمة نفسية كبيرة، وبعد أن شاهد (عروسه) على حقيقتها في الصباح الباكر، حيث صُدم مُعتقداً أن هناك شخصاً غريباً ينام بجواره، عندما لم يستطع التعرف على عروسه ؟!. (عريس الغفلة) استغل الموقف، وطالب العروس بدفع تعويض قدره 20 ألف دولار أمريكي، مُقابل الضرر النفسي الذي لحق به بسبب هذا الموقف!. لا أعرف كيف ارتبط بين كذب هذه العروس، وما يتم لدينا في ليلة الفرح من مظاهر الكذب الجماعي، والهياط المجتمعي، فالعريس الذي يعلم كل الحضور أن سيارته (القرنبع) تنتظره وعروسه، يأتي ليلة الزواج على سيارة فارهة (مُستأجرة) أو (عاريّة) من أحد الأصدقاء، ورغم أن والده (رجل بسيط) فالعادة تتطلب كتابة اسمه في بطاقة الدعوة بالشيخ (فلان بن فلان)، إلخ من مظاهر البذخ في الوليمة..!. مؤخراً شاهدت مقطع فيديو مُحزن، يُقال إنه (لمعازيم غاضبون)، أوسعوا العريس ضرباً، لأنه قدم لهم وجبة عشاء متواضعة حسب ظروفه، لا تحوي (مفاطيح، و لا رز ولحم ..)!. يبدو أنه تطبيق المثل القائل (ضيف المساء .. ماله عشاء)، ولكن الجميع يُصرون على ضرورة الكذب ليلة الفرح؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.