شهدت العيون المائية الواقعة غرب مدينة السيح، حضوراً كثيفاً خلال أيام عيد الفطر المبارك من المواطنين والمقيمين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وحرص فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالخرج، على تجهيز مرافق عيون السيح لاستقبال الزوار خلال إجازة العيد في إطار اهتمام الهيئة بالمشاركة في المناسبات الوطنية والاجتماعية وربطها بالأنشطة السياحية، ومن ضمنها المواقع والمباني التاريخية والسياحية في مدن وبلدات وقرى الخرج. واستمع الزوار لشرح مفصل من المرشدين السياحيين عن تاريخ عيون السيح التي كانت تتميز منذ زمن طويل بميائها الباردة خلال فصل الصيف والدافئة خلال الشتاء، بعد أن كانت مياه العيون تفيض وتجري على وجه الأرض بكميات كبيرة خصوصاً في الأودية التي تخترق مدينة السيح التي اكتسبت هذا الاسم لجريان المياه فيها طوال العام. وكانت هذه العيون تمد المزارع والمشروعات الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول المائية الجميلة، ومن أهمها مشروع الخرج الزراعي التاريخي الذي أمر بإنشائه الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وكان أول مشروع زراعي متكامل يقام في المملكة. وتعد عين الضلع الواقعة غرب السيح من أكبر العيون في المملكة، إضافة إلى وجود العديد من العيون والينابيع ذات المياه المعدنية الكبريتية وأشهرها عين سمحة وعين أم خيسه وعين فرزان، وظلت العيون المصدر الرئيسي لإمدادات المياه لجميع الاستخدامات في مدينة السيح، وبدأت كمياتها في الانخفاض التدريجي خلال العقدين الماضيين نتيجة زيادة استهلاك المياه من الطبقة المغذية لها بعد التوسع في حفر الآبار الارتوازية من قبل المزارعين خاصة في المشروعات الزراعية والحيوانية الكبرى الذي أدى بدوره إلى توقف التدفق الطبيعي في جميع العيون والنضوب التدريجي للعيون الأقل عمقاً.