30 يوليو: هذا الجو البارد البائس يزعجنا كاري وأنا، فنتشاجر على أمور تافهة، وتحدث هذه الأمور المزعجة في أوقات الطعام. فهذا الصباح، ولسبب ما كنا نتحدث عن البالونات بشيء من المرح، ولكن هذه المحادثة انجرفت إلى شؤون عائلية أشارت بها كاري دون أدنى سبب وبأسلوب يفتقر إلى اللباقة إلى مشاكل والدي المالية، فأجبتها قائلًا: كان والدي رجلًا محترمًا في كل حالاته. في المكتب، استدعاني بيركب، الذي اعتذر قائلًا إن علي أن أبدأ إجازتي السنوية يوم السبت القادم. زارني فرانشينغ في المكتب ودعاني لتناول العشاء معه في ناديه ذا كونستيتيوشينال، ولخوفي من النزاعات في المنزل بعد شجار هذا الصباح، أرسلت برقية لكاري أبلغها أنني سأتناول العشاء خارجًا لئلا تنتظرني، واشتريت سوارًا فضيًا صغيرًا لكاري. 31 يوليو: سرّت كاري جدًا بالسوار، الذي تركته لها على طاولة الزينة وبجانبة بطاقة ودودة ليلة البارحة قبل أن أخلد للفراش. وأبلغت كاري ببدء إجازتي يوم السبت القادم، فردت بسعادة أنها لا تمانع، غير أن الطقس كان سيئًا للغاية، وكانت تخشى أن السيدة جيبونز لن تتمكن من خياطة ثوب بحري لها في الوقت المحدد، فأخبرتها أن ذلك الثوب الباهت بأقواسه الزهرية جميل جدًا عليها، لكنها قالت إنها لا تفكر بارتدائه، وكنت على وشك نقاشها في ذلك حين تذكرت شجار البارحة، فقررت أن أصمت! قلت لكاري إننا قد لا نتمكّن من الذهاب إلى سوى برودستيرز، وكم دهشت حين وجدتها تعارض الذهاب إلى هناك للمرة الأولى، ولأنني سمعت صوت بوق الحافلة فقد كنت مضطرًا للمغادرة سريعًا وقلت لها: سأترك الأمر لك لتقرري الوجهة إذن. حين عدت مساءً أخبرتني أنها توافق على الذهاب إلى برودستيرز بما أن الوقت كان قصيرًا، وأنها كتبت للسيدة بيك في هابربر فيو تيراس لحجز غرفة لنا. 1 أغسطس: ذهبت لخياطة بنطالين جديدين لدى إدوارد، وطلبت منه ألا يجعلهما واسعين جدًا من الأسفل، فالأخير الذي خطته لديه كان فضفاضًا من الأسفل وضيقًا جدًا عند الركبة، فبدا كأنه بنطال بحار، وكنت قد سمعت بيت الشاب المعترض دومًا من المكتب يدعوني بالمزمار حين مررت بجانبه! أما كاري فقد طلبت من السيدة جيبونز أن تخيط لها بلوزة زهرية وتنورة زرقاء أرى أنهما جميلتان جدًا على الشاطئ، وفي المساء خاطت لنفسها قبعة بحار صغيرة بينما كنت أقرأ لها الصفحة الاقتصادية، وضحكنا سويًا حين حاولت تجربة قبعتها بعد أن انتهت من خياطتها، وقالت إنها تبدو مضحكة مع لحيتي، وكم سيضحك الناس لو أنني صعدت إلى خشبة المسرح بهذه الهيئة. 2 أغسطس: كتبت السيدة بيك قائلة إننا سننزل في غرفتنا المعتادة في برودستيرز، وهو مناسب لنا تمامًا. اشتريت قميصًا ملونًا وزوجًا من الأحذية البنية كنت أرى كثيرًا من الموظفين المتأنقين يرتدونها في المدينة، وها نحن مستعدان للانطلاق. 3 أغسطس: إنه يوم جميل. أتطلع ليوم الغد بشدة. اشترت كاري شمسية طولها خمس أقدام وأخبرتها أنها سخافة، لكنها قالت إن السيدة جيمس من سوتون لديها واحدة يبلغ طولها الضعفين، لذا تجاهلت الأمر. اشتريت قبعة لألبسها في الجو الحار عند الشاطئ، لا أعرف ماذا تدعى، لكن لها شكل الخوذة التي يرتدونها في الهند، غير أنها مصنوعة من القش، كما اشتريت ثلاث ربطات عنق جديدة، ومنديلين ملونين وزوجًا من الجوارب الكحلية من متجر بوب وإخوانه. أمضينا الأمسية في حزم أمتعتنا، وأخبرتني كاري ألا أنسى استعارة منظار السيد هيجزوورث، الذي يقرضني إياه دومًا لأنه يعرف كم أعتني به، فأرسلت سارة لإحضاره. في الوقت الذي كان فيه كل شيء يمضي على ما يرام، وصلتنا رسالة من السيدة بيك تبلغنا أنها أجرت منزلها كاملًا لمجموعة وهي تأسف لذلك وأن علينا البحث عن مكان جديد لنقيم فيه، لكن جارتها السيدة وومينغ ستكون سعيدة لاستضافتنا، غير أنها لن تتمكن من ذلك قبل يوم الاثنين لأن الغرف لديها كانت مشغولة بسبب أسبوع إجازة المصارف. 4 أغسطس: حمل لنا البريد رسالة لطيفة من ابننا ويلي يشكرنا فيه على الهدية البسيطة التي أرسلتها له كاري أمس الأول لأنه كان يوم ميلاده العشرين، وكم دهشنا حين أبلغنا أنه قادم لرؤيتنا بعد الظهر فقد قطع كل هذه المسافة من أولدهام، بعد أن أخذ إجازة من المصرف، وبما أن يوم الاثنين كان إجازة فقد فكر في مفاجأتنا. 5 أغسطس: لم نر ويلي منذ إجازة عيد الميلاد الماضية، وسررنا لرؤية أنه أصبح شابًا لطيفًا، يمكن للمرء بصعوبة أن يصدق أنه ابن كاري، فقد كان يبدو كأخٍ صغير لها. لم يعجبني ارتداؤه لبدلة مقلمة يوم الأحد، وأرى أنه لا بد أن يذهب إلى الكنيسة هذا الصباح، لكنه قال إنه متعب جدًا من رحلة البارحة، لذا ترفعت عن التعليق بأي شيء. قال: بالمناسبة، هل أخبرتكم أنني ألغيت اسمي الأول ويليام واكتفيت بالثاني لوبين، وصرت معروفًا هناك باسم لوبين بوتر، فإن دعدتموني ويلي هناك، لن يعرف أحد عمن تتحدثون. كانت كاري سعيدة لسماع ذلك وبدأت تسرد علينا تاريخ آل لوبين، لكني قلت إن ويليام اسم لطيف بسيط، وذكرته أنه عمد بهذا الاسم تيمنًا بعمه ويليام، الذي كان يحترمه الناس جدًا في المدينة، فرد ويلي بطريقة لم أكترث بها كثيرًا وقال ساخرًا: إذن الأمر كله يتعلق بالعم ويليام الطيب! اعترضت كاري على قولي لكنها لم تقل شيئًا للرد على ويلي، ظللت صامتًا ونظرت إليها نظرة قالت الكثير، ثم توجهت لويلي بالحديث: عزيزي ويلي، آمل أن تكون سعيدًا بين زملائك في المصرف، فقال: لوبين من فضلك، ومع احترامي للمصرف لكن ليس هنالك رجل محترم بين الموظفين، والمدير أحمق. صدمت لذلك وأشعرني حدسي أن الأمور ليست على ما يرام. 6 أغسطس، إجازة المصارف: لم تصدر إشارة من لوبين حتى الساعة التاسعة، فقرعت بابه قائلًا إننا نتناول إفطارنا في الثامنة والنصف، وسألته متى سينزل. قال إنه لم ينم بسبب اهتزاز المنزل بفعل مرور القطار طوال الليل، ثم بسبب أشعة الشمس القوية التي أزعجت عينيه وسببت له الصداع، فجاءت كارس وسألته إن كان يود أن يتناول إفطار في غرفته، فرد أنه يريد كوبًا من الشاي ولا شيء سواه. لم ينزل لوبين من غرفته، فصعدت ثانية في الواحدة والنصف وأخبرته أننا سنتناول طعام الغداء في الساعة الثانية وقال إنه سينزل غير أنه لم يفعل حتى الثالثة إلا ربعًا، فقلت له: لم نجلس معك كما يجب وأنت ستغادر في قطار الخامسة والنصف، أي أن عليك أن تغادر بعد ساعة أو ستضطر لأخذ قطار الليل. فقال لي: لا جدوى من اللف والدوران، لقد قدمت استقالتي من البنك. لم أتمكن من الرد لوهلة، ثم قلت: كيف تجرؤ على فعل ذلك يا سيدي؟ كيف تجرأت على اتخاذ قرار خطير كهذا دون مشورتي؟ لا تجبني يا سيد، ستجلس فورًا وتكتب رسالة أمليها عليك، تتراجع فيها عن الاستقالة وتعتذر عن رعونتك. لك أن تتخيل مدى فزعي حين قهقه بصوت عال وقال: لا فائدة، إن كنت تريد الحقيقة، لقد طُردت! 7 أغسطس: أعطاني السيد إذنًا بتأجيل إجازتي أسبوعًا لأننا لم نحصل على الغرفة، وهذا سيمنحني فرصة لأحاول تحديد موعد لويلي قبل السفر، أقصى ما أتمناه أن أحصل على وظيفة لويلي في شركة السيد بيركب. 11 أغسطس: رغم أن وجود ولدنا لوبين بيننا كان أمرًا خطيرًا، لكن مع ذلك كنا نشعر بالرضا لأنهم طلبوا منه الاستقالة لعدم اهتمامه بعمله وتأخره عن الحضور ساعة (وربما ساعتين). يمكننا أن ننطلق جميعًا يوم الاثنين إلى برودستيرز بسعادة. هذا سيريحني من قلق الأيام الماضية، التي أضعناها في مراسلات بلا جدوى مع مدير مصرف أولدهام. 13 أغسطس: مرحى! نحن في برودستيرز، وحصلنا على غرف جميلة قرب المحطة، سيكون سعرها مضاعفًا لو أنها كانت على الجرف. كانت السيدة مالكة المنزل قد أعدت شاي الساعة الخامسة، الذي استمتعنا به جميعًا، رغم أن لوبين بدا منزعجًا لوجود ذبابة في الزبدة. لقد كان الجو رطبًا في المساء، وهو ما أسعدني لأنه سيكون عذرًا جيدًا للخلود للنوم باكرًا، أما لوبين فقال إنه سيقرأ قليلاً. - ترجمة/ بثينة الإبراهيم (بتصرّف)