صعق العالم أجمع بوفاة رجل الدبلوماسية والسياسة وحكيمها وصاحب النظرة الثاقبة في الدبلوماسية والسياسة وعميدها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته - لقد ودع الفقيد الدنيا بعد رحلة عمل طويلة في شئون السياسة والدبلوماسية وفرض اسمه وحضوره في أوساط السياسة والدبلوماسية العربية حتى عرفه الجميع بحكيم السياسة وعراب الدبلوماسية، ودع سموه الحياة تاركاً فراغاً كبيراً في مواقع السياسة ومنابرها العتيقة والحاضرة، لقد بكاه العالم أجمع لما عرف عنه من الحكمة في إدارة السياسة والحنكة في المواقف الشجاعة الواضحة، لقد ترك الفقيد - غفر الله له - بصمات واضحة في كل المحافل التي حضرها، والاجتماعات التي شهدها ممثلاً للوطن، وقد أبلى بلاءً حسناً في صناعة الكثير من القرارات المهمة في المجتمع الدولي ومن خلال المستجدات في الساحة السياسية، لقد كان الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - إبان حياته صاحب حضور متميز وكسب ثقة العالم بهذا الحضور، ملتزماً بالمبادئ والقيم والمثل التي عرفها العالم عن وطننا العزيز فأثبت - رحمه الله - أن المملكة صاحبة ريادة وتميز وقيم، وأثبت بحضوره ودبلوماسيته أن وطننا يتمتع بتلك القيم والمبادئ التي انطلقت من منهج الشريعة الإسلامية السمحة التي تحقق العدل والمساواة بين البشر. رحم الله تعالى الفقيد جزاء ما قدمه لوطنه وأمته ومجتمعه بكل الإخلاص والتضحيات، لقد كان الفقيد قامة فوق كل القامات، شجاعاً في قول الحق صادقاً مع نفسه والآخرين لا تأخذه في كلمة الحق لومة لائم. إنني هنا أقترح أن تدرس سيرته المضيئة ومواقفه السياسية في الجامعات من خلال الأقسام السياسية فيها لتكون نبراساً تضيء للأجيال المقبلة دروب العمل المخلص الجاد. رحم الله تعالى فقيد الوطن العزيز والأمة بأسره والمجتمع بصفة عامة وأسكنه فسيح جناته وألهم الجميع الصبر والسلوان، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. - سليمان بن على النهابي