رحم الله رجلاً بحكمته وسياسته وحزمه أُعجبنا، رجلاً حتى في أشد حالات مرضه خدم شعبه وأمتنا، رجلاً لهيبته وشجاعته وكيانه أحببنا.. ستظل يا سعود الفيصل ذكرى تطول بدواخلنا، ولن ننساك أبداً من دعائنا وحبنا. بالكاد يبرأ جرح فقد مليكنا، واليوم نفقد من تبكيه أعيننا دمعاً يسيل على أرواحهم حزناً، عسى الله أن يأجرنا في مصيبتنا، ويخلفنا. يبكيك شعب أحبك، ويبكيك وطن، يا من كنت ذخراً وسنداً لنا وعوناً. فعظم الله أجرنا بفقدك، وصبَّرنا؛ فرحيلك ضيق قد حل بنا. هذا ما نقوله إذا تذكرنا صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - يرحمه الله -؛ فقد كان شعلة من النشاط لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وهو الرجل الذي قضى جزءاً طويلاً من عمره في الطائرة متنقلاً بين دول العالم للتعريف بأقدس بقاع العالم (المملكة العربية السعودية). سعود الفيصل أصبح عند الكثير من الناس رمزاً وقدوة وأيقونة للنجاح والمثابرة، وهو الأنموذج والقدوة لمن أحب العمل الدؤوب، ولم يتعذر بعارض صحي أو غيره من العوارض. وسعود الفيصل له شخصية عرفناها من خلال كلماته وأحاديثه التي تتسابق وسائل الإعلام لنقلها؛ لأنه رجل لا تخرج الكلمات منه إلا موزونة بميزان دقيق.. وقد جعل لحديثه هذه المكانة عند الأشقاء والأصدقاء وأعداء الوطن. لعل وفاته في هذه الليالي الفاضلة، وليلة الجمعة المباركة، سبباً في رحمته والمغرفة له من الله سبحانه وتعالى ودعاء الناس. أعزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - يحفظهم الله -، وأعزي الأسرة المالكة الكريمة وأبناء وبنات الفقيد وزوجته، وأعزي نفسي، وأعزي الوطن وكل من أقام على تراب هذا البلد الطاهر، بلد الحرمين الشريفين.