صدر مؤخراً عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض كتاب جديد بعنوان: (تاريخ القضاء والإفتاء في بيت المقدس) لمؤلفه بشير عبد الغني بركات، وقد جاء في 537 صفحة من القطع المتوسط، وفي غلاف أنيق، وضم العديد من الجداول والصور التوضيحية. وقد ضم الباب الأول 17 فصلاً، حول تاريخ القضاء في المدينة، وهي ملامح القضاء في العهد العثماني، وسلطات القاضي وصلاحياته، ونواب القاضي، واستعانة القاضي بالمفتي، وقضايا أهل الذمة في محكمة بيت المقدس، وعلاقة القاضي بحكام السياسة، ومحاسبة القضاة ونوابهم ومعاونيهم، وقضاة وعلماء، وقضاة يؤدون فريضة الحج، ومآثر قضاة أعاجم في بيت المقدس، ووفيات قضاة أعاجم في بيت المقدس، وقضاة المذاهب الشافعية والمالكية والحنبلية، ومبنى المحكمة وجوارها، وسجلات المحكمة وكتاّبها، وطاقم موظفي المحكمة، وأيام العطل الرسمية في المحكمة، ونظام القضاء بعد حملة إبراهيم باشا. وضم الباب الثاني ستة فصول حول تاريخ الإفتاء في القدس، وهي تعيين المفتين، والتنافس على منصب الإفتاء وتبديل المذهب، ووكيل المفتي وأمين الفتوى، وصلاحيات المفتي ومكانته في المدينة وفتاوى مقدسية والمفتي محمد أبو اللطف نموذجاًَ. كما ضم الكتاب 19 ملحقاً، شملت أسماء كافة قضاة المذاهب الأربعة ونوابهم في بيت المقدس عبر العصور، إضافة إلى أسماء كتّاب المحكمة والمترجمين والمحضرين والقسامين العسكريين وأمناء المحكمة المسؤولين عن ضبط المحاصيل، ورؤساء محكمة الاستئناف الشرعية ورؤساء كتّابها، وأمناء الحكم وضبط أموال الغياب، ومفتيي المذاهب الأربعة، وغير ذلك من البيانات المفصلة. وقد سبق أن نُشرت دراسات حول القضاء في القدس، إلا أن هذا الكتاب يشمل توضيحاً لمختلف الجوانب التاريخية للقضاء والإفتاء في بيت المقدس عبر العصور الإسلامية، وخصوصاً في العهد العثماني، مع التطرق إلى بعض الجوانب الفقهية المرتبطة ببعض التغيرات التي طرأت على نظام القضاء جراء تبدّل الدول الحاكمة. ويشمل الكتاب إجابات عن تساؤلات بعض المؤرخين المصريين الذين تناولوا في أبحاثهم، تاريخ القضاء في القاهرة خلال العهدين المملوكي والعثماني، حيث أبدى بعضهم رغبة في التعرف على طبيعة القضاء في مدن أخرى من أجل المقارنة بينها والتحقق من وحدة الملامح والأنظمة القضائية في مختلف أرجاء الدولتين المملوكية والعثمانية. وقد استند المؤلف إلى سجلات محكمة القدس الشرعية وبعض المخطوطات كمصادر أولية في جمع بيانات الكتاب، إضافة إلى بعض المطبوعات العربية والأجنبية.