فاصلة: (من السهل تجنب الرمح ولكن ليس السيف المخبوء) -حكمة صينية- ثار بعض أئمة المساجد لدينا بعد إذاعة الحلقات الأولى من مسلسل «سيلفي» للممثل ناصر القصبي الذي فتح بجدارة ملفا يصعب معالجته دون المضي على طريق شائك وبدأو في شتمه بل وتكفيره. تذكرت حينها تصريح لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتكثيفها لمراقبة أئمة وخطباء المساجد لكافة مناطق المملكة قبل عام وتذكرت اني تساءلت حينها: ماهي آلية الوزارة لتحقيق هذا الخطوة الصحيحة باتجاه القضاء على انحراف دور المسجد عن الطريق الصحيح في توعية الناس بدينهم ودنياهم. الوزارة حسب ما نشر في موقع «الخليج الجديد» في 24-7-2014 م «أوقفت فى 12 مايو 2014 ثلاثة خطباء بمنابر صلاة الجمعة مدي الحياة، وذلك بدعوي انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين». لكن السؤال ما زال قائما: كيف هي الآلية التي ستتبعها الوزارة لمراقبة الائمة والخطباء في اكثر من 80 الف مسجد في مختلف انحاء المملكة؟ بعد ذلك بأشهر صرحت الوزارة لجريدة عكاظ في عددها الصادر في 17 نوفمبر 2014 «أن الجهاز الرقابي في الوزارة غير كاف لإحكام الرقابة على كافة المساجد في المملكة والتي يصل عددها إلى 87188 مسجدا، رغم أن الوزارة استخدمت أكثر من مسار لعملية المراقبة لتغطية جميع المساجد بالمراقبين من خلال المركز الرئيسي وأفرع الوزارة في المناطق والمحافظات والمراكز، والفرق الميدانية لبرنامج العناية بالمساجد، وما يرد من ملاحظات من المواطنين، وما يكتب في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي». ثم ماذا بعد ذلك؟ نحن الآن في منتصف العام 2015 م ولا توجد أي أخبار في موقع الوزارة الرسمي عن آلية مراقبة أئمة وخطباء المساجد! هل نفهم أن الوزارة عجزت عن توجيه أئمة المساجد وخطبائها إلى الدور الصحيح في توجيه أفكار الشباب إلى الاعتدال وتقبل الآخر وتحقيق السلام الاجتماعي؟ هذا بالرغم من أن وثيقة منسوبي المساجد التي نشرتها جريدة الرياض في عددها الصادر في 23-6-2013م تتضمن في بعض موادها المبادئ الصحيحة باتجاه الدور التنويري الصحيح لائمة وخطباء المساجد في المجتمع؛ فهل تم تطبيقها وهل يلتزم بها منسوبو المساجد؟ وأخيرا أعلنت الوزارة في صحيفة سبق الالكترونية في عددها الصادر في 30- 11 -2014 م انها تعتزم البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من نظام التحكم الذكي لعموم المساجد في المملكة، الذي سيخفض تكلفة الاستهلاك للطاقة بنسبة تصل إلى 80%, ويقلل تكاليف الصيانة ويطيل العمر الافتراضي للأنظمة، كما يلغي تكاليف تدخل العامل البشري» اهم ما لفت نظري وجود نظام كاميرات المراقبة التلفزيونية الذي سيمكن مراقبو الوزارة من الإشراف على مؤسسات الصيانة والنظافة القائمة بصيانة ونظافة الجوامع والمساجد، ومراقبة كثرة الملصقات الفوضوية والعشوائية داخل المسجد، ومتابعة الجوامع والمساجد ومدى جاهزيتها على الوجه المطلوب» فماذا عن مراقبة الخطبة والخطيب؟ لماذا لم يذكر الخبر أن مراقبة الكاميرات سوف تمكن الوزارة من مراقبة فحوى خطبة الإمام؟ هل سقط ذلك سهوا؟ اذن نعود إلى فاتحة المقال ما هي الآلية التي تتبعها الوزارة لمراقبة أئمة المساجد والخطباء؟!