شهدت مقبرة الصليبيخات عصر السبت توافد جموع غفيرة لتشييع جثامين شهداء التفجير الإرهابي الغادر الذي استهدف مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر الجمعة وأدى إلى مصرع 27 شخصا وإصابة العشرات. وقال رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم في تصريح للصحافيين في المقبرة: ان «هذه الجموع التي توافدت لتشييع شهدائنا خير دليل على قوة وتلاحم وتماسك أبناء المجتمع الكويتي» سائلا المولى ان يسكنهم فسيح جناته وأن يعوض أهل الكويت خيرا وأن يبقي لحمتهم وتماسكهم. وأكَّد الغانم أن أهداف هذا العمل الإجرامي الجبان فشلت وأن هذا التواجد الكبير في المقبرة أكبر وأبلغ رد على من يعتقد واهما بأنه سيفرق المجتمع الكويتي. وسبق التشييع اجتماع للسلطتين التشريعية والتنفيذية في مجلس الأمة أشادوا فيه بردة الفعل الفورية لسمو أمير البلاد إزاء حادث تفجير مسجد الإمام الصادق وزيارته المباشرة لموقع التفجير وتوجيهاته للتعامل مع تداعيات الاعتداء الإرهابي، مؤكدين ان سموه تصرف كأب ورجل دولة من الطراز الرفيع في آن واحد. وشدد المجتمعون في الاجتماع الذي عقد في مكتب رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم بحضور سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وحضره 34 نائبا وسبعة وزراء على أهمية العمل على تحصين الجبهة الداخلية وتعزيز وحدة الكويتيين وتماسكهم، مثمنين عاليا تكاتف الكويتيين وتلاحمهم عقب حادث تفجير مسجد الإمام الصادق الجمعة. بدوره أضاف الشيخ محمد العبد الله في تصريح للصحافيين انه «تم الاتفاق على ان نلتزم جميعا بما يصدر عن الجهات الرسمية والمعنية من بيانات ومعلومات حرصا على سير العملية بشكل متقن، ولكي لا نعطي العدو ما يحتاجه من بيانات ومعلومات يستطيع ان يستفيد منها». وأفاد بأن وزارة الداخلية ستصدر بيانا تفصيليا عن الوضع الحالي للتحريات الخاصة بالتفجير والإجراءات التي ستتخذها معربا عن الأمل ان تفي هذه البيانات بالغرض. واعرب عن تمنياته للجميع بمتابعة وسائل الإعلام الرسمية وعدم الانقياد وراء الشائعات التي تطلق في الوسائل الإلكترونية الحديثة «التي للأسف تؤرق وتجهد وزارة الداخلية من أجل التأكد من بياناتها ومن ثم نفيها». من جهته أعلن وكيل وزارة الصحة الكويتية الدكتور خالد السهلاوي عن تجهيز الوزارة عيادتين في مقبرة الصليبيخات لاستقبال الحالات الطارئة أثناء مراسم تشييع جنائز ضحايا انفجار مسجد الإمام الصادق. وأضاف انه تم تخصيص ثماني سيارات إسعاف في مسجد الدولة الكبير الذي سيستقبل المعزين من الرجال وتخصيص ثلاث سيارات إسعاف في موقع عزاء النساء في صالة اليوسفي بمنطقة بنيد القار بجانب جمعية المهندسين. وبين السهلاوي ان معظم المصابين الذين دخلوا مستشفيات البلاد عقب التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج المناسب، وان عدد الحالات التي لا تزال في المستشفى الأميري عقب حادث الانفجار هو 19 حالة من 166 حالة في حين استقبل مستشفى مبارك 38 حالة بقي منها 11 حالة ومستشفى الفروانية 10 حالات بقي منها ست، فيما استقبل مستشفى الصباح 27 حالة بقي منها ثلاث حالات وبقيت في مستشفى العدان حالة واحدة من اصل خمس حالات استقبلها المستشفى. من جهتها ألقت قوات الامن الكويتية القبض على عدد من الأشخاص للاشتباه في ضلوعهم في تفجير مسجد الامام الصادق . وقال المصدر أمني «اعتقل عدد (من الأشخاص)... للاشتباه في وجود صلات لهم بالمهاجم الانتحاري.» وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير الذي يُعد أسوأ هجوم للمتطرفين في الكويت منذ سنوات. وقالت وزارة الداخلية إن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة أكثر من 200 شخص. وقالت صحيفة القبس الكويتية اليومية إنّ الأمن اعتقل ثلاثة أشخاص للاشتباه في ضلوعهم في الهجوم. وكان خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي موجوداً في مسجد الإمام الصادق عندما وقع الهجوم. وقال إنّ المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري المسجد وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف.