(وجودٌ مقطَّر) هذي الحماماتُ التي اجترحتْ ذبولَ الوردْ. هي.. محضُ موسيقى ترودُ أنامل المعنى الفقيرِ هي النساءُ يؤرجحون ظلامهم في الفقدْ. وهي انطفاءات الغيابةِ حين كان البردُ يوقظُنا فمتى سيوقظنا جنونُ البردْ ؟! 2 (مشانقُ للهروبْ) متشابهانِ.. دمُ الكهولة و الخريفُ البِكرُ حيث مشانقٌ في اللوحِ تبتاعُ الأفولَ ولا سبيلَ سوى الهروبْ. متشابهانِ.. الإثمُ والعشبُ المؤنْسَنُ مَنْ سيحمي كُفْرَهُ في الليلِ وهو يمارسُ العُرْيَ المسافرَ في الجنوبْ؟! متشابهانِ.. الخوفُ والأبدُ الضريرُ كلاهما يتنورسان على يقينِ البحرِ ... فليبتكرْ هذا الفناءُ بقاءَهُ ولنبتكرْ نحنُ الذنوبْ. 3 (سماويٌّ يؤرِّخ الهروبْ) صعد السماويون وافترشوا الرؤى وأنا كطفل الغيب يجهل ما رأى مُذ أطلقتني شهقةُ اللاشيء كُنتُ كمخرزٍ للجوعِ جاء مهيَّأَ أرتاد أقبية الهروبِ لأستريح لأقتفي تابوتَ إيمانٍ نأى وأهزني جذعا لتعبر طينةٌ أخرى، كيتمٍ عاش يغزلُ ملجأَ من عري أقمشة الكلامِ وُلدتُ كان العري يشبه أن أسافر مُطْفَأَ السادنون جمودَهم يتمردون وأنتَ أنتَ تُحيلُ دربَك مَخْبَأَ الأرضُ تقترف الجنون المحض تعجنُ في انطفاءاتِ الغيابةِ مرفَأَ وتوزع القمح الضرير، غِلالُها تعبتْ ولا وجهٌ هنالك أَوْمَأَ وعياً بنرد الذاتِ، بالسفح المؤثَّثِ ينتهي غبشُ الحياة ليَبْدَأَ وعياً بقربان تعرَّق خيبةً مُذ قال في عبثٍ: «أنا وحيُ الرؤى» 4 (طينٌ من سِفْرِ الأبدْ) وطنٌ بكُنْهِ الرملِ راوغَ نَبْتَهُ فتلَوَّنَ الأبدُ المبارَكُ تحتَهُ وتقرَّأتني كلُّ ناياتِ الخرائطِ ثَمَّ إيقاعٌ يدوزنُ صمتَهُ أفقُ الحقيبةِ يرتدي إيمانَهُ في الغيبِ، والفانوسُ يحرسُ زيتَهُ وطنٌ سداسيُّ الملامحِ، في يديْهِ نبوءةُ الطفلِ المخبِّئِ موتَهُ في الأرضِ تفترشُ السلالمُ دربَها للتائهين، ومن تقيَّأَ وقتَهُ ونسيرُ نحملُ خبزَ ذاكرةِ المكانِ لعلَّ ذاكرةً تعلِّبُ صوتَهُ ونسيرُ خلف الإثمِ، نكفرُ باليقينِ وثَمَّ قِدِّيسٌ يواري كَبْتَهُ الكائن المنذور خلف أفولِ ناصية الجهاتِ يجيءُ، يهدمُ بيتَهُ ليفصِّلَ الوطنَ المكابدَ شهوةَ الأشياءِ إذ لا شيء يتقنُ نحتَهُ بالطين نهرُبُ من شقوق الغربة الخرساءِ، من عدمٍ يوزِّعُ بَخْتَهُ وطنٌ وجوَّابُ الطقوس مسافرٌ في ذاتِ إيماءٍ هنالك بُحْتَهُ المطلقُ الفردوسُ يعبرُ في رداءِ الخائفين، يطلُّ حَدْساً كُنْتَهُ هو من يقين السنبلاتِ يلمُّ دَهْشَتَهُ القديمةَ كي يؤثِّثَ لَيْتَهُ لا وجه يبدو للخرافاتِ البعيدةِ حيث كُنْهُ الرملِ يتبعُ نَبْتَهُ 5 (عبثٌ من يقين) سأعود من عبثي أسابق لذتي فالقوتُ يغفر بعض كفرِ النكهةِ سأفيقُ حدساً من ذنوبِ ملامحٍ تغفو كما يغفو رمادُ القهوةِ وسأقتفي صلواتِ من عبروا هناك على ضريحٍ من يباسِ الدهشةِ أنا هكذا، نزقٌ تراثيُّ الصفاتِ من الخرافةِ جئتُ أبذرُ شهقتي مُذ راوغ المعنى رؤايَ وخبزُ ذاكرتي تعفَّرَ في شحوب الجبهةِ عيناي تحمل وزر طفل الغربة الأولى، فمن سيضيء طفل الغربةِ؟! أحبو على ظمأ لأشرب ذاتي المشكاةَ في غبشٍ توضأ زرقتي وأعود أقرأ صوت أمٍّ في النوافذ نايُها يتلو يقينَ الفتنةِ هذي القرابين القديمة لن تكون سوى غبارٍ ضاع بين الزحمةِ هذي السلالم سوف يصعدها جنونك مرتين، فكن جنون اللحظةِ 6 (اختباءٌ مع الذات) تعرَّقَ الموتُ في تلويحة الخطأ وعاد يعجنُ ما يفنى من الحمأ يلوذ بالعتمة السمراءِ منتعلاً زيف المسافة في تعويذة الصدأ هو المكان المواري خلف حيرته فمن يراوغ كف الجوع والظمأ؟! وأنت تقرأ بوابات غربتنا لقِّنْ يباسك أن الماءَ لم يشأ وسافرِ الآن في حانات أضلعنا فقد تعلَّب ظل الوقت في الملأِ لا شيء يرتاد عشب الضوء في دمنا غير اشتهاءات وضَّاءٍ ومنطفئ الرحلة البكر تستجدي ضلالتنا كسورة الذات إذ ترتدُّ في النبأ فوضايَ إني تسلَّقت الرؤى عبثا هزِّي زجاجة ما في النار واختبئي 7 (تلويحةُ الريح) النارُ تصلبُ ظلَّ سِفْرِكَ سيدي فتعودُ مهترئاً تفتِّشُ عن مشيئةِ كاهنٍ وسط الغيابْ. والزورقُ الممتدُّ خلف ستائرِ العشبِ القديمِ مضى يعلِّبُ نكهةَ القلقِ المخبَّأ في انحساراتِ السكونْ. ها أنتَ.. تَفْقَأُ عينَ خاصرةِ المكانِ ولا مكانْ. فلْترتبكْ عبثاً على قَدَرِ انطفائكَ فاليباسُ المخمليُّ ينامُ متَّحداً ظلالَكَ دون أن يطأَ الصلاة. العارفونَ الموتَ تخنِقهم غَيَابةُ كُنْهِكَ العبثيّ حيث اللا انطفاءة في الظلامْ. 8 (قوت الجسد) أنا خارجٌ من عتمةِ القدرِ المضيءِ من الذين يحرِّفون دلالةَ الأسماءِ يقتلعون غول الأغنياتِ من النشيجِ ولا أحدْ. النارُ توقدُ في بلاد المتعبينَ تمدُّ من حطب الجنونِ أُوارَها وتسابقُ الألواحَ في عبث الصغارِ وفي حكاياتِ الأبدْ. والنارُ تصرخُ من بعيدٍ: إنني قوتُ الجسدْ.. إنني قوتُ الجسدْ.. - حسن بن عبده صميلي