مع كثرة الحركة المرورية والازدحام الملحوظ في المدن، حيث إن من ينتقل من مكان إلى مكان، لا يصل إلى المكان المطلوب إلا بعد وقت ليس بالقصير، مما قد يضطر في بعض الأحيان للبحث عن دورة مياه لقضاء حاجته، كما قد يدركه وقت الصلاة، فيرغب في الوضوء، فإن ضرورة توفير دورات للمياه تتوفر بها المواصفات الصحية المطلوبة من حيث النظافة الجيدة والصيانة وتوفر المستلزمات الصحية بصورة دائمة ومستمرة، في أنحاء مختلفة من المدينة، بات شيئا هاما وملحا، لا يكفي أن تكون هناك دورات قرب المساجد أو بالحدائق العامة أو محطات البنزين فحسب، بل زيادة أعداد الدورات في أماكن مختلفة من المدينة وعلى الطرق الطويلة بين المدن، فلا تكفي دورات المياه بمحطات البنزين مع سوء نظافتها وصيانتها، بل يجب زيادة أعداد الحمامات بتلك المحطات وإنشاء دورات أخرى على الطرق، وأن يتم الاهتمام بنظافتها وصيانتها بشكل فعال، ويجب أن تكون جميع دورات المياه سواء ما ينشأ في الشوارع العامة أو داخل الأحياء أو التابعة للحدائق أو المساجد أو محطات البنزين، أو غيرها، مفتوحة طوال اليوم، وأن تتم نظافتها وصيانتها بشكل منتظم، وهذا يتطلب التعاقد مع مؤسسات صيانة ونظافة، تكون لديها عمالة، وتكون هذه المؤسسات وعمالتها مخصصة لهذه الدورات، وتكون مسؤولة عن العناية بها من حيث النظافة والصيانة، حيث يلاحظ وجود الصنابير المكسورة والسيفونات المعطلة، وتوقف المياه بها بصفة مستمرة مما يؤدي إلى وجود الروائح الكريهة، كما يلاحظ أحياناً انسداد المجاري ويكون نتيجة ذلك تسرب المياه النجسة والملوثة داخل دورة المياه. كما أن دورات المياه الموجودة في محطات البنزين والاستراحات على الطرق بين المدن والقرى، تحتاج إلى نفس العناية، حيث إنها لا تقل سوءاً عن مثيلاتها في المدن، وأرى أن يكون ضمن شروط الترخيص لتلك المحطات والاستراحات، العناية بدورات المياه التابعة لها، وأن تفرض على أصحابها جزاءات مالية في حالة مخالفة ذلك. إن العناية والاهتمام بمثل هذه الأمور يعتبر عنواناً لمظهرنا الحضاري، ونحن أحق من غيرنا بذلك، ولسنا أقل من غيرنا وخاصة الدول المجاورة من دول الخليج، في الاهتمام بذلك، حيث يلحظ الزائر لتلك الدول مدى العناية الفائقة بدورات المياه، ومن ضمن ما أولته عنايتها إنشاء المحطات الخاصة بخدمة السيارات وفق نماذج عالية المستوى، حيث بنيت هذه المحطات وفق طراز معماري جميل مميز وموحد، كما تقوم هذه المحطات بالاهتمام بالخدمات اللازمة في تقديم الوقود وتغيير الزيوت وغير ذلك، مع وجود أسواق تموينات كما ترى العناية الكبيرة بنظافة وصيانة مرفقات هذه المحطة، ومن ضمنها دورات المياه، وأعود وأؤكد أننا لسنا أقل من غيرنا في العناية بدورات المياه من حيث نظافتها وزيادتها، خاصة وأن بلادنا قبلة للمسلمين، وتعبر طرقنا ويزور مدننا كثير من المسلمين للحج والعمرة والزيارة، ولا شك أن ضيوف المملكة من الحجاج والمعتمرين والزوار يعودون إلى بلادهم وقد حملوا معهم الانطباعات وأطيب الذكريات عما رأوا من حرص الدولة على تقديم أفضل الخدمات والسهر على راحتهم، إلا أنه يجب ألا يرى القادم إلى هذا البلد هذا القصور الكبير في تلك المحطات، ويرى الفرق الكبير بينها وبين المحطات في بلده. وإن زيادة دورات المياه في المدن والطرق الطويلة بين المدن من الضرورة بمكان، لأننا نجد من يأتي إلى دورات المياه فيجد زحاماً يجعل تلك الدورات مشغولة، فيقف ينتظر خروج شخص من إحدى الدورات، وخاصة دورات مياه الأسواق أو دورات المياه التابعة لبعض المساجد حسب موقعها. إن كلا من وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد مسؤولتان عن الأمر، ويجب أن يقوم المختصون بهما بما يجب. إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) سورة هود والله ولي التوفيق.