أكد المدير الفني لفريق الهلال الكروي الأول المدرب اليوناني «جيورجيوس دونيس» بأنه حقق أهدافه الثلاثة التي رسمها مع إدارة فريقه هذا الموسم، مبدياً سعادته الكبيرة بعودة فريقه في الثواني الأخيرة من مواجهته الأخيرة أمام النصر. وأهدى دونيس لقب كأس الملك لجميع الهلاليين، مقدماً شكره الجزيل للاعبي فريقه على ما قدموا من مستويات كبيرة توجت بالذهب. دونيس تحدث في لقائه مع الجزيرة عن طريقته الجديدة مع الهلال، وأهدافه المستقبلية، وموهبة الشلهوب، بالإضافة إلى العديد من الأمور المتعلقة بمسيرته مع الملكي.. فإلى الحوار: * في البداية.. نبارك لكم تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين؟ - شكراً لك.. أبارك لجميع الهلاليين، هذا اللقب المهم، أنا سعيد جداً بتحقيقه، وبكل تأكيد لم يأت هذا إلا بعد جهود كبيرة قام بها جميع أعضاء الفريق، وأود أن أشكرهم فرداً فرداً، من إدارة وزملاء في الجهاز الفني و لاعبين، وأخص بالشكر اللاعبين فهم من قدموا مباريات كبيرة في الفترة الماضية وتحملوا الكثير من الضغوط، وأثبتوا في النهاية بأنهم على قدر كبير من الاحترافية والشعور بالمسؤولية تجاه النادي وجماهيره الغفيرة. * حدثنا عن المباراة النهائية أمام النصر.. وهل توقعت حدوث مثل هذا السيناريو؟ - كنا مدركين بأنها مباراة غاية في الصعوبة والأهمية، ووضعنا جميع الاحتمالات بكل تأكيد، ففي كل المباريات من الممكن أن تستقبل الأهداف كما هو الأمر بالنسبة لتسجيلك لها، لكن لا أخفيك بأن ماحدث لم يكن في مخيلتي، فأن تتأخر بهدف في الشوط الإضافي الأول، ومن ثم تعود في آخر دقيقة من عمر الشوط الإضافي الثاني، هذا أمر لا يتكرر في كرة القدم كثيراً، وهو بدون شك يعكس مدى إصرار اللاعبين على الفوز وإسعاد أنصارهم، وهذا الأمر أسعدني أكثر من أي شيء آخر. * كيف رأيت اللقاء من الناحية الفنية؟ - كان أقل من المتوسط، وتكتيكي أكثر منه ممتعا للمتابعين، سيطرنا على أغلب مجرياته وأضعنا جملة من الفرص في الأشواط الأصلية، كانت في أن تنهي اللقاء مبكراً، وبكل تأكيد لم أكن راضيا عن بعض الجزئيات في اللقاء، لكننا حققنا الفوز وهو الأهم في مباريات الكؤوس. * البعض انتقدوا طريقتك الفنية المعتمدة على ثلاثة مدافعين، مؤكدين بأنها غير مجدية أمام الفرق المنافسة؟ ما تعليقك؟ - على العكس تماماً، أراها متوازنة وأقرب للهجوم منها للدفاع، فالأظهرة في هذه الطريقة هم صناع اللعب وشاهدنا جميعاً تميزهم في هذا الجانب في مباريات الفريق الماضية، كما أن أسلوب ونوعية المدافعين لدينا يساعد كثيراً في بدء الهجمة من الخلف بطريقة نموذجية، وبالنسبة لي أحترم كل الآراء حتى وإن اختلفت معها، وبالمناسبة أعترف بأني كنت مضطراً للعب بهذه الطريقة لتفادي غياب ثنائي خط المحور «كريري، الفرج» في مباراة إياب دور المجموعات الآسيوية أمام فولاذ الإيراني، ولكن بعد مشاهدتي لتنوع الحلول بها وتمكن اللاعبين من تنفيذها خاصة ظهيري الجنب «الزوري، الشهراني» وحتى «درويش»، فضلت اللعب بها في المباريات التالية. * في مباراة النهائي، توقع بعضهم أن يكون بديل «ديقاو» الاضطراري لاعب في خط المنتصف، لكنك واصلت اللعب بذات الطريقة بدخول اللاعب «قليل الخبرة» أحمد شراحيلي.. - صحيح، كان لزاماً علي أن أطرح الثقة بجميع اللاعبين، شراحيلي مدافع شاب أثبت وجوده معي، وكان جديراً بالمشاركة وفي الحقيقة أشكره على ماقدمه من مجهود رائع بعد دخوله، فقد كان عند حسن الظن، وبالنسبة لتغيير الطريقة من عدم ذلك تظل هذه خياراتي الفنية وأرى بأن الفريق وفق بها في النهاية. * ما السر خلف قربك من اللاعبين، وتعاملك النفسي الجيد معهم؟ - لا يوجد سر بعينه، سياستي العامة هي تطبيق العدل بين جميع اللاعبين، وعدم مجاملة أي لاعب على حساب غيره لكون حدوث مثل هذا الشيء من شأنه أن يخل بالمنظومة كاملة وبالتالي المتضرر من ذلك هو الفريق، فمصلحة الفريق تقتضي العمل الجماعي وإعطاء الفرصة لكل من يستحقها من خلال الجدية في التدريبات وتطبيق التعليمات التكتيكية أثناء المباراة، وقبل ذلك كله التركيز على العطاء بشكل أفضل. * يرى الكثيرون أن اللاعب محمد الشلهوب لم يأخذ فرصته الكاملة معك؟ بماذا ترد؟ - الشلهوب لاعب كبير ومحترف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأكن له كل تقدير واحترام، لكن أمر مشاركته يعود لخياراتي الفنية المعتمدة على دراسة الفريق المنافس دراسة دقيقة، وأنا سعيد في واقع الأمر بما قدمه اللاعب في المباريات التي شارك فيها كبديل أو كأساسي، وأظل في حاجة لنجم بإمكاناته وعقليته الكبيرة. * هل ترى أنك حققت كل أهدافك هذا الموسم مع الهلال؟ - نعم، عندما جئت للنادي أخبرت الإدارة بأن الأهداف القادمة في هذا الموسم بدون ترتيب «المركز الثالث في الدوري، التأهل لدور الثمانية من بطولة دوري أبطال آسيا، كأس الملك»، وهي ما تحققت في النهاية، ولا يخفى على المتتبع لمسيرة الفريق، كانت فرصتنا للمنافسة على بطولة الدوري عند قدومي ضئيلة، ولم يكن بإمكاننا العودة على أية حال. * وصلنا بأنك اتفقت مع الهلاليين على تمديد عقدك، مامدى صحة ذلك؟ - ما أكتفي بقوله هو أني مستمر في العمل مع النادي، وأتمنى أن أوفق في تقديم مايرتقي لتطلعات وآمال أنصار الفريق جميعاً. * اجتمعت مؤخراً مع الإدارة الجديدة في الهلال، بشأن متطلبات المرحلة المقبلة، هل طالبت بتدعيم الفريق بتعاقدات جديدة؟ - هذا الأمر يعتبر خاصا بيني وبين إدارة النادي، وأرجو أن تقدر رغبتي في عدم الإفصاح عن أي تفاصيل. * ماذا عن أهدافك في الموسم المقبل؟ - سنسعى كمجموعة كاملة، للمنافسة على كل البطولات المتاحة، وبطبيعة الحال نحن مؤهلون لذلك في ظل توافر جميع أدوات النجاح وأهمها اللاعبون المميزون الذين يمتلكون الطموح العالي، ونتمنى أن نوفق في ذلك، بدعم من جماهيرنا الكبيرة. * ما الذي تود أن تضيفه في نهاية اللقاء؟ - أشكر جماهير الفريق على دعمهم اللامحدود لنا، مشهد امتلاء الملعب بالجماهير وهتافاتهم المستمرة لنا، تشعرنا بالفخر وتزيد من حماس الجميع، كما أتقدم بالشكر للجهاز الإداري في الفريق وأخص صديقي «فهد المفرج» على مجهوداته معنا، وأتمنى لي ولكم التوفيق. من اللقاء - قاد دونيس دفة الهلال الفنية في 21 مباراة شهدت انتصاره في 16 وتعادلين وثلاث خسائر، سجل خلالها اللاعبون 45 هدفاً واستقبلت شباكه 12 هدفاً فقط. - يحظى المدرب اليوناني بثقة أغلب الهلاليين، وهو ما قاد الإدارة الزرقاء للاتفاق معه على تمديد عقده لموسمين قادمين. - وفق مصادر هلالية، من قاد المفاوضات مع دونيس في البداية هو عضو شرف النادي الأمير فهد بن محمد، فيما قام بالتوقيع معه الأمير نواف بن سعد في دبي. - يحرص دونيس على توزيع المهام بينه وبين جهازه الفني المساعد، إذ يوكل مهام دراسة الفرق المنافسة لأحد مساعديه، في الوقت الذي يدون به مساعده الآخر جميع تفاصيل مباريات الفريق من أعلى نقطة في الملعب ليرصد تحركات اللاعبين بشكل أدق.